تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم ذكر زعنان فصلا في نقد تقريظ المغراوي لكتاب (تنبيه القاري) و أشار إلى خطأ نحوي وقع من الشيخ سبق قلم، لأنه لا يقع في مثله صغار الطلبة فضلا عن مثل الشيخ، و أطال في النقد كما أشرنا قبل غافلا عما يقع منه من لحن فاحش متكرر، و أخطاء في التركيب، و ركاكة في الأسلوب، و جهالة بالنظم، حتى إنه لا يكاد يُقيم بيتا، و هو في هذا كشيخه أبي الفتوح الذي بشره شيخه أبو البيض في تعبير رؤياه، التي هي من الأضغاث، أنه سيفوق الحراق شعرا و زجلا، وأذكر عزنان بأن أبا البيض كان لحّانة، و قد عثرت في كلامه على الكثير من ذلك، فهو الأولى بالنقد من رجل فرطت منه لحنة، و ألفت نظر البْريجي إلى (وقفات) بدر، و قد لاحقه معدّدا عليه أغلاطا و أخطاءًا؛ بلْه أكاذيب و فضائح جره إليها حظه السيء معنا.

الطرة 11:

لم أشأ أن أتعقب مُحْدِث البيضاء و البْريجة في كل أخطائه، لأن ذلك يطول، و لا تخلو صفحة من صفحاته 172 من نبز و نبز بمناسبة و بدونها، و لكني سأقتصر على بعضها، فبعد أن شفى جواه من المغراوي التفت إليّ بوجهه الجهم الوَقاح، و حمل علي لأني وصفت أبا البيض بالرفض،

و عني أخذ ذلك أبو سفيان و شيخه، و أنا لم أصف أبا البيض بالرفض، و إنما قلت في رسالتي للشيخ حمدي عبد المجيد حفظه الله، و قد طلب مني ترجمة موجزة لأبي البيض، بأنه كان غاليا في

القول بوحدة الوجود، (و كل الشر فيه، كما يقول الذهبي) و أنه يتشيع، و يقف على عتبة الرفض الخ، هذا ما قلته، و أنا و الإخوان ننطلق في هذا من قول ابن أبي حاتم و الإمام أحمد وغيرهم من أئمة السلف من أن الوقيعة في صحابي واحد كالوقيعة فيهم جميعا، و أنهم يعتبرون من فعل ذلك رافضيا، و معلوم أن أبا البيض كان يُعلن بتكفير معاوية، و أبيه، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة، و سمرة بن جندب، و عبد الله بن الزبير، و غيرهم ممن نسيتهم، و لم يكن بالتالي يقول بعدالة الصحابة كما أجمع المسلمون، بل سجل بيده، و خطه تحت يدي: أن أغلب الصحابة كانوا يبغضون عليا، و هم بدلالة اللزوم منافقون لحديث (لا يحبك إلا مومن و لا يبغضك إلا منافق)، و قد نقل أبو البيض عن ابن حجر نقلا أساء فهمه، و زاد فيه أن العلماء حكموا بنفاق ابن تيمية –و حاشاه منه- لهذا الحديث، و قد حاول أبو الفتوح إنكار ذلك عن شيخه، و زعم –دفعا بالصدر- أنه لم يكن كذلك، و أطال في ذلك كذبا و تدليسا في رسالته التي كتبها لمريده الودراسي الذي هو أحد ضحاياه، كما هو أحد ضحايا شيخه، و لا لوم على الودراسي الذي صرح بأنه يتبع شيخه في الرفض، و أنه إنما أخذ ذلك عنه و عن كتب أبي البيض، و هذه رسالة الرافضي ابن عقيل (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) و هبها أبو البيض لذنبه الذي صرح مؤخرا بأنه تخلص منها بالحرق، و لكن بعد خراب البصرة. و عبثا يحاول أبو الفتوح وزعنان التملص من هذا البلاء، اللهم إلا بالتوبة النصوح و إعلان البراءة الواضحة من هذا الفكر الموبوء وأصحابه عملا بآية ( .. إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم) و لا يكفي في هذا نقل عن أبي البيض ناقض فيه نفسه، و تظاهر بالاعتدال، كما أنه لا يشفع لأبي الفتوح إخفاؤه لرسائله في المبشرات و ترجمة شيخه بدعوى أنه لا يرضى عن بعض ما فيها، بل الواجب المحتم العيني أن يبادر إلى إعلان توبته بمنتهى الشجاعة الأدبية، و يكتب ذلك في رسائل و بغاية البيان، و يصارح الأنعام البشرية الذين ما زال يعيش على عرق جبينهم وبالتدليس و التلبيس، و يوقف هرطقة السماع و الرقص اليهودي، و يكف يديه و رجليه عن تقبيلهما و السجود له، و يقتصر على التعليم و التفقه في الدين، و لعله يفعل و نتمنى له ذلك، وندعو له بالهداية، و إن كنا نستبعد ذلك لرسوخ قدمه في الضلال، و أن عروق الشرك مازالت تعاوده و تبض في عقله، نسأل الله العافية.

الطرة 12:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير