تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم أشار في نهاية الفصل إلى الرد على المغراوي الذي أشار إلى ميل المستشرقين و المبشرين إلى تأييد الصوفية و الطرقيين، و أنهم مازالوا يُولونهم اهتماما خاصا الخ. و هي حقيقة لا ينكرها إلا جاهل غِرّ، و معروف أن المراكز الثقافية في أوربا و العالم العربي لا تهتم غالبا إلا بكتب الصوفية العريقة في الكُفر و الشطح، و قد طبعوا من ذلك العشرات؛ بل لا تكاد تجد كتابا بهذا الشكل إلا و تجدهم طبعوه بأوربا، و يطول بنا القول إذا أردنا بسط الكلام فيها، أما كتب الحديث و العقيدة السّلفية ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية، و تلاميذه، فإنهم يُولونها خبالا و إعراضا و يحذرون منها، يساعدهم في ذلك غلاة الصوفية المجرمون، و هذا أميرهم عبد القادر محيي الدين الجزائري الذي كان يسعى لنفسه، و هاجم المغاربة مرارا أيام الملك محمد الرابع، و لكنهم دحروه، و هزموه، كما شرحه الناصري في الاستقصا (الجزء الأخير)، و هو صاحب كتاب (المواقف) الذي استقاه من (الفتوحات المكية)؛ بل (القبوحات الهلكية) على حد تعبير الحافظ البلقيني. و ذكر المؤرخون أنه كان يبحث عن كتب ابن تيمية بالخصوص بالشراء أو السرقة و يحرقها، أحرق الله شِلْوَه، كما أشار إليه الألباني في مقدمة (الكلم الطيب) لابن تيمية، و قد خيب الله سعي الأمير و من لَفَّ لَفّه من مُخرفي الصوفية، فقيض لمؤلفات شيخ الإسلام من تتبعها من خزائن العالم و جمع منها المآت، و طبع منها ما تقر به أعين الموحدين، و تثلج صدور المومنين، و ما زال البحث جاريا، و يظهر منها بين الفينة و الفينة ما ينشرح له الصدر و يستنير العقل، و لكن خفافيش الظلام من الصوفية يتأذون من رُؤيتها، و قد قال أبو البيض -كما تقدم- بأنها سبب الضلال، و ما ضل من ضل إلا بقراءتها، والهُدى و النور عنده في قراءة: الإبريز، و

طبقات الشعراني، و جامع كرامات الأولياء، و جواهر المعاني، و نحوها، (و إن كان يكره هذه، و يعتقد كفر صاحبها التجاني)، و بالمناسبة أقول بأن أبا الفتوح رجع عن تكفير التجاني الذي قال به زمنا تبعا لشيخه، و أثبته في ترجمته (الأنيس و الرفيق)، و ربما فعل هذا عناداً لخصمه الشيخ الزمزمي، و أخبرني من سمعه يُثني على التجاني و يقول عن كُفْرياته بأن مثلها معهود عن الأولياء، و نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.

الطرة 16:

ثم تكلم متعالما ناقلا عن الغزالي في موضوع الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، والورع، و ما يتعلق بذلك مما لا علاقة له بجرائم أبي البيض، ثم أشار [ص 27] إلى أن أبا سفيان مصطفى رمى الشيخ أبا البيض بالزنى و اللواط [ص2] من (تنبيه القاري)، و لما رجعت إلى الموضع الذي أحال عليه من الرسالة لم أجد شيئا! و الواقع أن الذي رمى الشيخ بذلك و بغيره هو شقيقه الزمزمي في رسالته (تعريف المسلم بمن يدّعي السنة و هو كذاب مجرم)، الذي أحرقه بعد وفاة شقيقه كما أخبرني بذلك ولده أبي، و قد كذّبني في ذلك المسْخوط عزنان بدون حجة و وصفني بالخيانة، كما سيأتي تفصيله قريبا، كما رماه بذلك أحمد خيري باشا المصري تلميذ الكوثري وصاحبه عزت العطار في بيانين أسودين، نعوذ بالله مما اشتملا عليه، و الله أعلم به، و قد ردّ عليهما الأخ بدر، وبعد أسطر قليلة عاد هائجا مزمجرا مدفوعا من شيطانه، فأطلق لسانه، قطّعه الله و أصابه بسرطان، فرماني بالكذب، و الخيانة، و الفسق، (و من أشراط الساعة كما ورد: أن يُخوّن الأمين، ويُؤتمن الخائن) فأنكر أن يكون للشيخ الزمزمي رحمه الله كتاب بهذا الإسم، و أن (بونبزة) يعنيني اخترع هذه الأكذوبة، و زعم أن الزمزمي أحرق الكتاب، و قال بأنه سأل عبد الباري الإبن الأكبر للزمزمي فأنكر هذا جملة و تفصيلا، و قد أحسن الأخ بدر العمراني فنقل في (وقفاته) كلام الشيخ الزمزمي نفسه نقلا عن كتابه الجديد (رسائل في الصيام) المطبوع حديثا، وفيه تصريح الشيخ بأنه ألف الكتاب، و تبقى مسألة حرقه فليُسأل عنها ناشره الأخ أُبي حفظه الله، كما نقل بدر عن أبي البيض أنه كان على علم بتعريف المسلم، و زاد معرفته بالبلاء الأزرق، و المتوقع من الكذوب الوقح المتعالم المغرور، أن يسارع إلى التكذيب، لأنه فاقد الحياء (و إذا لم تستح فاصنع ما شئت) كما ورد، ثم عاد إلى الكلام على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير