تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بمؤلفاته في الفقه و الحديث و التفسير و العقيدة، و كفره الطافح و ردته الصارخة بإعلانه البراءة من الإسلام إن كان ابن تيمية شيخ الإسلام، ألا قبح الله التعصب المُردي، و الشعوبية القاتلة، فإن كل ما صدر من الكوثري من هذه الموبقات، و الفواقر المهلكات، كان انتصارا بالباطل لأبي حنيفة الذي يقدمه على جميع أئمة المسلمين، و في سبيل الذب عنه ولغ في أعراض مالك و الشافعي و أضرابهما من أئمة السلف الهادين المهتدين، بلْه الإمام أحمد الذي ما كان يعده من الفقهاء و لا العلماء المعتبرين عنده، و قد أفضى به تعصبه المقيت إلى النيل من بعض الصحابة كأنس بن مالك رضي الله عنه و غيره، أمثل هذا الدعي الخبيث يستحق التقريظ؟ ألا قبح الله من لا يستحي.

الطرة 18:

ثم ذكر زعنان مذهب الأشاعرة، و أفاض في مدحهم، و الثناء عليهم، و تجاهل مذهب إمامه أبي البيض فيهم، و وصفهم بأقبح النعوت كقوله عنهم بأنهم أفراخ المعتزلة، و أنهم ضالون مضلون، و هذا موجود في: جؤنة أبي البيض، و الإقليد، و غيرها، و لأخينا الأستاذ الدكتور صادق سليم صادق كتاب "الرد على الأشاعرة و المتكلمين و الفلاسفة"، قصره على كلام أبي البيض و شقيقه فيهم، و قد قدمته له. لكن الخائب الخائن أعمى الله بصره، بعد أن أعمى بصيرته، ينكر هذا و يدفعه، و كلامنا عن الأشاعرة المنكرين لصفات الله، و المعتقدين أن القرآن مخلوق، كقول سلفهم المعتزلة، لأن هذا القرآن الموجود بين أظهرنا، و المتلو و المقروء و المسموع ليس كلام الله، و إنما هو دليل عليه لأن كلام الله نفسي منزه عن الحرف و الصوت، و ليس له أول و آخر الخ هذيانهم الفلسفي الدخيل على الإسلام، و إذا بلغ بهم الضلال منتهاه، و سئلوا عن هذا النظم المعجز، كلام من هو؟ تحيروا و اضطربوا فمن قائل إنه كلام جبريل، و أعلن أحدهم أنه كلام محمد، و لا حول و لا قوة إلا بالله (و ما يومن أكثرهم إلا و هم مشركون)، و قد تخبط مُحْدِث البيضاء البريجي في الدفاع عنهم بأسلوب آية في الفسولة والتكرار و اللحن، و إيراد أبيات من الشعر مكسورة، و قد قوّم له كثيرا منها الأخ بدر في (وقفاته) و نبّهه على لحن قبيح صدر منه مرارا، و مع هذا لا يرعوي عن عيب سيده و شيخه (بوخبزة) الذي ندم على اتصاله به، و ما كان يظن به أن يبلغ به العقوق و الجحود إلى القذف و اللعن، و التجهيل و التفسيق.

ألا لعن الرحمن من يكفر النعم

الطرة 19:

ثم نقل زعنان عن السفياني نقله من كتاب (سوط الأقدار) للشيخ عبد الحي الكتاني الذي ضمنه من فضائح أبي البيض ما يصك المسامع، و يذرف المدامع، و ردّه بأنه من كلام الأقران بعضهم في بعض، و أنه يجب أن يطوى و لا يُروى، و أطال في نقل كلام العلماء في الموضوع مما هو معروف لا داعي إليه إلا تضخيم حجم الرسالة، و إظهار التعالم و الاطلاع، و فاته أن لخصمه السفياني كتابا جيدا في الموضوع و هو مطبوع، و ينبغي أن يُعلم أن أبا البيض هو السابق إلى تجريح عبد الحي الكتاني و تجريمه، و رسالته في ذلك مطبوعة مشهورة، و هي (كشف الأستار المسبلة، وتبيين الأوهام المسلسلة، الكائنة في رسالة عبد الحي الكتاني المسماة بالرحمة المرسلة، في شأن حديث البسملة) طبعها أبو البيض باسم مستعار، و هو بكلّ تأكيد صاحبها كما سمعناه من إخوانه، و الدافع له لكتابتها و طبعها الحسد، و الشيخ المنتصر الذي كان يلازم أبا البيض و يطلعه على أسْرار خصمهم جميعا، و قد سفل أبو البيض و هبط إلى الحضيض في شتائمه لخصمه، و عد مساويه، مما يصعب على العاقل تصديقه، حتى رماه بالكفر، و أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو الذي كان يؤلف القرآن بغار حراء، و عليه فكيف يُلام الشيخ عبد الحي عن انتصاره لنفسه، وهو المظلوم المنتهك عرضه؟ و قد نسب هو الآخر (سوط الأقدار) إلى اسم مستعار، و من أخلاق الرجل و حلمه، أنه ألغى رسالته و لم يتمها، كما أنه لم ينشرها، و إنما وُجدت في كتبه المنقولة إلى الخزانة العامة بالرباط و هي هناك بخطه، و قد كان الأستاذ عبد الله كنون رحمه الله حدثني أن عبد الحي كتب إليه يرجوه أن يُوافيه بمساوي أبي البيض و مواقفه في العمالة و التعاون مع النصارى، ليضمنها ردّه الذي هو بصدد كتابته، قال كنون: فكتبت إليه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير