تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أرجوه أن يكف عن هذه المهاترات، و تبادل الاتهامات، و يشتغل بما ينفع الناس و يمكث في الأرض، فكف الشيخ عن ذلك، و لو كان كنون كتب إلى أبي البيض بمثل هذا لما لقي منه تجاوبا، و لما رفع له رأسا، لما فطر عليه من العناد البليغ، و اللجاج في الباطل، و قد وقفت له على تائيته: (بعر النعجة، في ذم أهل طنجة) في مآت من الأبيات من الطويل أتى فيها بما يصح أن يُعدّ قاموس الشتائم و اللعائن، و لم يشذ عنها شيء منها، و لم يكتف بذلك حتى عكف على شرحها و هو معتقل بمدينة أزمور، فوضع شرحا نعوذ بالله مما أورده فيه مما يعجز عنه إبليس، و مع ذلك سماه (صدق اللهجة، في التحدث عن تاريخ طنجة) و نسب المتن و الشرح إلى اسمين مستعارين لم يخلقهما الله تعالى، هذا مع العلم بأن أهل طنجة هم الذين آووا والده و نصروه، و أنفقوا عليه و غلوا في حبه و مدحه، و أنفقوا –مأزورين- الأموال الطائلة على بناء الزاوية و الضريح، فلم يجد أبو البيض ما يكافئهم به سوى الطعن الجارح، و الكشف الفاضح عن أسرارهم التي لا يخلو منها بشر، فهل هذا مما يحسن السكوت عليه؟ و قد تقدم أن عزنان مدح أولياءه و أئمته و قرظهم و سمّى منهم: محمد سعيد رمضان البوطي –و لم يعرف اسمه- و هو عميل للنُصَيْريين خُرافي شهير، رأيته في القناة السورية يصلي على جيفة حافظ الأسد و يبكي بكاءً حارا، و يدعو الله أن يُعوض المسلمين عن فقده خيرا؟ و هو يعلم ما فعل الميت و نظامه بالمسلمين، و كيف كان أخوه رِفْعَت يدفن شباب المسلمين أحياءً، و كارثة مدينة حماة وما فعل فيها معروفة، ألفت فيها كتب، و شيخك البوطي سعى حثيثا في أذية السلفيين والمسلمين، فقد تسبب في سجن العلامة عيد عبّاسي قُرابة عشرين سنة، لأنه رد عليه رسالته "اللامذهبية". وذكر عزنان من شيوخه المختارين: القرضاوي الذي نصب نفسه أمينا عاما للتنظيم العالمي لعلماء المسلمين!! و بالأمس القريب أفتى المغاربة بجواز الاقتراض من البنوك الربوية لشراء السكن بدعوى الضرورة أسوة بإخوانهم بأوربا، و فتواه بوجوب ذهاب الجنود المسلمين الأمريكيين إلى الأفغان والعراق لمحاربة إخوانهم المسلمين، إطاعة لرؤسائهم و نظامهم، و بناءً عليه أرسل بوش المآت منهم انتقاما منهم لإسلامهم، و هو الصليبي الأخرق، إلى الأفغان و العراق، و قد مات بعضهم ثمة، وذهابه بقامته الفارعة، و وجهه العريض، و عمامته المكورة ضمن وفد من العُلفاء إلى الأفغان ليحولوا دون هدم تماثيل بوذا ما زال صداه يرن في الآذان، و تصريحه بأننا لا نقاتل اليهود لأنهم يهود؛ بل لاحتلالهم فلسطين، و مثلهم الأقباط، و أنا على يقين بأنه و شيخ الأزهر و جمهور علماء السلطة في العالم لا يستطيعون أن يعلنوا أن اليهودية و النصرانية دينان باطلان، و أن الدين الحق هو الإسلام وحده، عملا بقوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)، و قوله: (و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين)

، و إلى الله نشكو غربة الإسلام و أهله في وطنه، إن علماءنا إلا السلفيين –و قليل ما هم- لا يستطيعون الجهر بهذا في النوادي العامة، و البرلمانات، و يطول بنا الحديث عن فواجع هؤلاء الأئمة قادة عزنان و مقلَّديه، دفعه الله بهم و حشره في زمرتهم.

الطرة 20:

ثم تناول المُحْدِث البريجي، الكلام عن موقف أبي البيض من الصحابة، و إعلانه تكفير ستة منهم – و تبعه على ذلك أشقاؤه الثلاثة، و اضطرب فكره و عقله، فحاول الدفاع عنه في جرائمه هذه بتأويل أحاديث المثالب؛ بل و إثباتها إغراقا في الضلال، و استجلابا لسخط الكبير المتعال، و ترديدا لقول من قال: لم يصح في فضل معاوية حديث، مع أن شيخه و مقدِّم كتابه هذا لحاجة في نفسه، صرح في كتابه (جواهر البحار) أن حديث أم حرام يتضمن منقبة لمعاوية، و سبب ضلال شيخه و شيخه: الزيدية، و الروافض الذين أغووا أبا البيض و هو غرّ شاب بمصر، فقدم المغرب بكتبهم الكثيرة المطبوعة على الحجر، و التي باع الكثير منها للنصارى، و هي بخزانة تطوان، و احتفظ لنفسه بنسخة من (النصائح الكافية، لمن يتولى معاوية) لمحمد بن عقيل الحضرمي المطبوع بسنغافورة، و العجب أن عزنان شكك في قضية ترويج أبي البيض لكتاب ابن عقيل و لا أدري لماذا، و قد حثنا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير