تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبو البيض على قراءة الكتاب، و أعارنيه، كما أن أبا الفتوح كان مهتبلا به، داعيا لما فيه، و قد عيره به تلميذه الأثيم المغفل الودراسي، لما أرسل يعظه بعدما تشيع و ترفض، و كم من الأغبياء و العامة وقعوا في التشيع و الرفض بسبب موقف أبي البيض، و إعلانه لعن الصحابة، وحكمه على ضمائرهم، بأنهم كانوا أعداءً لعلي و كانوا يبغضونه إلا قليلا منهم، و نسي أنه بهذا يحكم بنفاقهم، نعوذ بالله من ذلك، و قد نالنا من هذا الشر المستطير فتناولنا بعضهم بما يؤلم الفؤاد تذكره، و نرجو الله مخلصين أن يغفر لنا حُوبنا و خطايانا، و إسرافنا في أمرنا، فعلى أبي البيض وِزْرُنا و وزرُ من عمل بزُوره و تضليله إلى يوم القيامة، و ليحمل أوزاره و أوزار من أضلهم بغير علم إلى يوم الدين، و كلام عزنان في هذا الميدان مُمِل جداً لتكراره و ركاكة أسلوبه، و قد فاتني أن أنبه قبلُ إلى أنني إذا قرأت صفحة من كلامه و أردت تلخيصها شقّ علي ذلك لافتقاد التبيين، و وحدة الموضوع، و تداخل المعاني، و سوء الاستطراد، فأعاني من ذلك ما أرجو ثوابه من الله تعالى لكشف عواره، و فضح جهالاته،

و في موضوع الصحابة و موقف أبي البيض كان يكفيه عن تمحلاته أن يقرر أولا أنني على دينه، و أعتقد عقيدته، فلا داعي للبحث عن الأحاديث الواهية، و تتبع الأخبار من (النصائح الكافية)، و تاريخ الطبري، دون أن يعرف أن معظم تلك الأخبار هو من رواية المتروكين و الكذابين كالواقدي و سيف بن عمر و أبي مخنف لوط، و أضرابهم، و أن مهمة الطبري و نظرائه رواية التاريخ بالسند، و هو يحيلك في نفس الوقت على البحث و النقد، و لْتحاول أيها المخذول زادك الله حذلانا و ضلالا، أن تجد مثل تلك الأخبار في الصحيحين و مثلهما ممن يتحرى الصحيح، و لكنك لجهلك و غرضك تميل إلى إثبات تلك الأخبار، و تُشيح بوجهك عما يناقضها، و تتبع كلامه الخبيث يطول، و لذلك نحيله على كتاب جميل يُعتبر نقضا مسدّدا إن شاء الله لنقائص و تلبيسات (النصائح الكافية) التي برم بها أبو الفتوح فأحرقها، وكأنه تاب مما فيها و عسى و لعلّ، و اسمه (إسكات الكلاب العاوية، بفضائل خال المؤمنين معاوية) للأخ محمود بن إمام بن منصور من علماء نجد، و قد طبع بالمدينة المنورة، فندعو عزنان أن يقرأه بإنصاف و تجرد من الهوى و الغرض، و من العجائب و العجائب جمة، تعرض المُحْدِث البْريجي الفَدْم لنقد ابن الجوزي و الألباني و الحط عليهما، و لا عجب فإنه إذا اقتضى الأمر يشتط فيتناول ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي، و ربما الحافظ ابن حجر و نحوهم من جبال العلم و الحفظ، و لْيُعلم أننا نعيش الآن زمن المسخ، و هذه مظاهره، و العلم ليس له محتسب، و ها هو عزنان زُحار المحاسب بالعمالة (كونطبلي) نبغ في علوم الحديث، و أتقنها و صار بين عشية و ضحاها يتعقب كبار الحفاظ، و رموز الأمة في العلم منتهجا في ذلك نهج شيْخيه المتنافريْن حسن السقاف، و محمود سعيد، المتمثل في الرد و التعقب كيفما تيسر، و إلا فصنيعهما لا يكِع عنه إلا من يستحيي من تصيد الكلام في الرواة –و لا يكاد يخلو راو من عيب- فيطير به و يصحح و يضعف دون حسيب و لا رقيب، و عمل عزنان و من وراءه من أثافي الضلال، و دعاة الفتنة، ضرب في حديد بارد؛ لأن الناس في الشرق و الغرب يرجعون إلى الألباني و أصحابه، و يعتمدون أحكامه على الأحاديث، و كتبهم و أبحاثهم تزدحم بها المكاتب، و قديما قال حكيم: [البسيط]

النّاس أكيس من أن يمدحوا رجلاً ... ما لم يروا عنده آثار إحسان

سبق لعزنان أن التفت إليّ و سلقني بلسانه الطاغي [ص 36]، و ردد تهمته الداحضة لمؤلف (تنبيه القاري) أنه لم يكتبه، و إنما نقله عني، و ليس له فيه إلا اسمه، ثم رماني بالكذب، و خوّنني، وأنني غيرُ مؤتمن في كلامي عن أبي البيض لانحرافي عنه، و هذا غريب، كأنني أتكلم من عندي، أفلا يرى الأعمى زاده الله عمى، و أضاف إليه صمما و بكما، أن مؤلف (تنبيه القاري) ما أخلى فصلا من فصوله من الاحتجاج بكلام أبي البيض بنصه و فصه دون تصرف نقلا عن خطه من رسائله الكثيرة التي أطلعته عليها، و لم تكن رسائل الكُرفطي طبعت، و فيها و لا سيما ما لم يُطبع منها فواقر وبوائق، و كذلك بعض مؤلفات أبي البيض غير المطبوعة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير