تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و من شُيوخ ضلال قد طغوا و بغوا ... و بدّلوا ديننا ظلما و عُدوانا

و ذكرهمْ قبل رقصٌ لليهود نُمي ... و الزّمر و الطبل إحسانا و إيمانا

يا ربّ واحْمِ حِمى الإسلام من دَدِهِمْ ... فقدْ طمى السيلُ بالأخطار إيذانا

أما أبو العسر و جمال الطين، فحكايتي معه طويلة، و سأذكر بعض مواقفه و مزاياه ليعرف القارئ طبيعة القوم في اللؤم و التلون، و الخبث و الوقاحة: استدعاني مرة إلى بيته و أطلعني على مؤلفاته فرأيت منها (السفينة المشحونة) قد أنجز منها المجلد الأول و بعض الثاني، و استعرتها منه فأعارني الأول لمدة أسبوع، و تصفحت الكتاب فإذا هو كتبه حسداً لشيخه أبي البيض على (جؤنة العطار)، و أخذ منها الكثير، و تجرد لهتك عرضه بما يستحيى من ذكره، و لما خرجت من عنده ولم أشرب عنده حتى الماء، لقيني أخوه الحسن و كان على علم بالكتاب، فاستعاره مني و ألح وبالغ، فدفعته إليه على أن أرجع بعد أسبوع لرده إلى صاحبه، و هكذا رجعت و تسلمت الكتاب، و لم أجد مؤلفه، فذهبت إلى الزاوية فلم أجد شقيقه عبد الحي، فدفعت الكتاب لابنته الكبرى وأوصيتها أن لا تدفعه إلا لأبيها، و رجعت إلى بلدي و كان معي الأخ عبد السلام ابن تامة الحُسيني رحمه الله، و بعد أيام بعث إلى صهري التجكاني و دفع إلي رسالة من أبي العُسر بمحضر حاملها من طنجة أحمد بن عجيبة الذي حمل أربع رسائل إلى بعض الناس للإيذاء و التشهير، و قد قاء ما في صدره علي، و وصفني بالطالب الخائن (الذي أكل طعامنا)، و أخبر أنني أخذت الكتاب إلى عدوهم الأول (فرعون التجكانيين) أبي البيض، و أن هذا لما وقف على فضائحه في الكتاب عزم على حرقه، فتوسلت إليه و بكيت –و في رواية عبد الحي- أنني سجدت على قدميه أقبلها و أبكي و أرغب، فما كان منه إلا أن انتزع منه الأوراق المتعلقة به و رجع إلي الكتاب، و هذا كله بهتان وافتراء و قذف، و قد طلبت ممن أرسل إليهم الرسائل أن يمكنوني منها لأرفع عليه دعوى بالقذف، فلم يساعفوني، و أخبروني أنهم أحرقوها، و لما علم أبو البيض كتب إلي يهدئني و يشرح لي أخلاق القوم و سوء معاملتهم، و يخبرني بأنهم و سائر أقاربه من تجكان قوم مفسدون، فُطروا على الأذى والشر، و أنهم أمة حاقدة حاسدة طبعا، و قال: إياك أن تطلعهم حتى على شرب الماء البارد، والرسالة تحت اليد بخطه، و آسفني أنني كتبت إلى أبي العُسر أعتذر إليه و أبرئ نفسي مما رماني به، و أحلف له بالأيمان المغلظة أنني لم أفعل شيئا مما توهم، و لم أكن أعلم أخلاق القوم، و لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حمت حولهم، و لا أمررت على خاطري ذكرهم، و ذكرت بوصف أبي العسر إياي بأكل طعامهم أنني حضرت مرة بمرتيل غذاءً، و جرى ذكر الشيخ عرفة الحراق فذكرت بعض أقواله و أعماله القبيحة، و لما خرجت قال لي الصهر التجكاني: إن سيدي عبد العزيز عاب عليّ وقيعتي في الحراق و أنا كنت آكل طعامه، فعلمت أن البائس الفقير مهووس بالطعام يمن به ويؤذي، مما يدل على لؤمه و سوء تربيته، و ليته كان حقا فإني لا أذكر أنني شربت الماء عنده كما أشرت إليه آنفا، و لم يدر اللئيم أنني أعلم دين الزاوية و أنها إنما بنيت للسلب و أكل أموال الناس بالباطل، و لذلك كنت و أنا ما زلت أغشاها و من روادها أدفع للشيخ الزيارة و أعدها ثمنا لما آكل و إعدادا للمستقبل إذا حاسبني لئيم من أهل الزاوية طالبته بالحساب، و قد حدثني بعض الناس الثقات أنه كان يجد في نفسه من قول أحد أبنائهم الفساق له أمام الناس بقصد الاحتقار: إنكم من فقرائنا، فقلت له: و لِمِ لَمْ تقل له أنت: و أنتم من (سُعْياننا). و مسألة أخرى من أخلاق أبي العسر أنه كان يستحل أموال الناس، فقد حدثني كتبيان بطنجة أنهم كانوا إذا باعوا له كتابا أتعبهم غاية في الأداء، و اشترى مرة من الكتبي الناصر بتطوان سنن البيهقي الكبرى بستمائة درهم أدى منها ثلاثمائة و جحد الباقي، و كتب إليه الكتبي بمحضري يطالبه بحقه فأجابه بأنني لست الحسن الثاني، و لا أدري ماذا يريد!؟ و تأمل ورع الرجل المحدث شيخ الطريقة، و ربيب الزاوية، المولع بالرقص و التصفيق، و قد أورث هذه الخصلة مَريده الدعي الكرفطي فاستباح أموال الناس بالباطل، و حدثني غير واحد من أنعامه أنه زار دمشق و عزم أن يرزأ الإمام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير