تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الهمام، الورع بحق، الذي كان يأكل من كد يده ناصر الدين الألباني طيب الله ثراه: ماله و كسبه، فاستأذن عليه في بيته و أمر بهائمه أن يجعلوا مسابحهم من أعناقهم لأن الرجل –الألباني- وهابي لا يحب السبحة، و لما دخلوا عليه اقترض منه أبو الفتوح بضع مآت من الليرة لنفقة السفر، فأقرضه إياها، فكان آخر العهد بها، و لما زار الألباني طنجة لقيته بها و سألته: هل زارك أبو الفتوح؟ فقال: لا، و لعله من أجل الدّين الذي مرت عليه سنوات، و هكذا القوم و أخلاقهم و معاملاتهم غريبة عن أخلاق الإسلام والإيمان، و السنة عندهم في كحل العينين و خضاب اللحية و تربية الوفرة و العمامة و العذبة، و نحو هذه الشكليات، أما الصدق و الأمانة و الورع و اتباع السنة بحق فهم لا يعيرونها اهتماما اعتمادا على شفاعة شيوخهم، و قد ذكر أبو الفتوح في كرامات الشيخ محمد بن الصديق أنه سينصب نفسه على متن جهنم ليمر أصحابه عليه، فليهنأوا بهذه الكرامة، و عندي من أخبار القوم و مصائبهم الأخلاقية و المالية و العقدية ما لا داعي إلى ذكره لخروجه أولا عن الموضوع و طوله ثانيا، و قد رأيت هذه الطرر طالت و استطالت و بلغت العشرين، فرأيت الاقتصار عليها و التوجه إلى الفصول العشرين من (الصحيفة) وفاءً بالوعد، و إعلانا للواجب، و قبل الشروع فيها أنبه إلى ما يلي

تنبيه:

أولا:

لم أرد مما أثبت من الطرر العشرين السابقة استيفاء الرد على [(دفاع عن كرامة و عرض سليل الأشراف الحافظ الإمام سِيدي أحمد بن الصديق رحمه الله تعالى) تأليف الفقير إلى الله تعالى عدنان بن عبد الله زُهار عفا الله عنه، قدم له المُحْدِث السريف أبو الفتوح عبد الله بن عبد القادر التليدي حفظه الله]، و ذلك لأن مجال البحث فيه واسع لكثرة أخطاء الرجل و جهله، و قد استوفى المهم من الرد قبلي الأخ الأستاذ الفاضل بدر العمراني الطنجي في كتابه (وقفات مع عدنان زهار في دفاعه عن الشيخ أحمد بن الصديق الغماري)، و هو مرقون في 35 صفحة بالحرف الصغير، و لعله يوفق لتخزينه و عرضه على شبكة الإنترنيت ليعم النفع به.

ثانيا: يلاحظ أنني منذ الطرة الأولى غيّرت كنية السِّيخ أحمد -و أرى أن تُقرأ كلمة الشيخ بالسين المهملة- أبا الفيض بالفاء أخت القاف، إلى أبي البيض بالباء الموحدة جمع بيضة، و أنا أعلم أن الشيخ كنى نفسه بأبي الفيض، و لقبها بشهاب الدين، و قد زوحم في الكنية و اللقب، فمن القدماء الصوفي ذي النون المصري النوبي، و من المتأخرين الشيخ مرتضى الزبيدي شارح القاموس والإحياء، و عصريه الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني، و انظر ماذا يعنون بالفيض، و لا شك أن أحمد الغماري يعني: الفيض الفلسفي من العقل الأول طبق الأفلاطونية الحديثة التي تنحو نحو الوحدة، و قد حرفها أخوه عبد العزيز فكان يكنيه أبا الغيظ بالغين المعجمة و الظاء

المشالة، و لما سمعني بعض الطلبة أحدث ببعض فواقر السيخ الغماري، قال لي: أنا لا أكنيه إلا بأبي البيض فصادف مني استحسانا فاستعملتها لإعرابها عن الصواب الواقع.

ثالثا:

إنني أنصح عَزْنان زُحار الذي أماط قناع الحياء عن وجهه، أن يراجع نفسه، و أن لا يثق بمن دفعوه للوقيعة برموز العلم و الإيمان، و الذين يقال فيهم بحق، لحوم العلماء مسمومة، و ليعتبر بمن يدافع عنه فقد عانى من المصائب و الويلات طيلة حياته القصيرة، و لا أرى ذلك إلا من استطالته في أعراض الصحابة و التابعين و الأئمة المجتهدين، و وقيعته في عرض شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه و تلاميذه، و قد مات و هو بين الناس دون شهادة، كما أنصح له بقراءة كتاب "الزاوية" و"رسائل الصيام" للشيخ الزمزمي، و الله يتولى هدانا أجمعين، و لا حول و لا قوة إلا بالله، اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلا، و ارزقنا اجتنابه، آمين

و الحمد لله رب العالمين

و صلى الله على سيدنا محمد و صحبه و التابعين

كتبه:

علامة تطوان

أبو أويس محمد بوخبزة الحسني

إلى هنا ينتهي الجزء الأول ويليه الجزء الثاني

ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[27 - 03 - 07, 07:52 م]ـ

صحيفة سوابق وجريدة بوائق

الجزء الثاني

تأليف

علامة تطوان

الشيخ أبي أويس

محمد بن الأمين بوخبزة الحسني.

الفصل الأول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير