تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإجابة على الأسئلة الواردة من ملتقى أهل الحديث (المجموعة الأولى والثانية)]

ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:15 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على آله وصحبه ومن والاه

أما بعد:

فجوابا على أسئلة الإخوان الذين راسلوا ملتقى أهل الحديث حول بعض مسائل علم الحديث ,أقول (وبالله التوفيق):

الجواب على أسئلة عبدالله العتيبي:

1 - ماذا ترون في رواية سعيد عن عمر.

2 - عامر الشعبي عن علي.

3 - ما الضابط الدقيق في تقوية الاحاديث بالشواهد.

4 - ما رايكم بحديث قراءة اية الكرسي بعد الصلاة.

أعذروني ايها الشيخ الفاضل على الاكثار عليكم فنحن نفتقد لمثلكم، ونسمع عنكم الذكر الحسن.

1 - صح عن سعيد بن المشيب أنه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , أي أنه ولد سنة (15) 0 وعمر رضي الله عنه توفي سنة (23) , أي وسن سعيد حينها (8) أعوام 0

وقد نفى عامة أهل العلم أن يكون قد سمع كل ما رواه عن عمر رضي الله عنه , مع إثبات عدد منهم له رؤية وسماعا مجملا من عمر في بعض الحوادث , كنعيه النعمان بن مقرن, وغير ذلك

لكن يبقى أن مرويات سعيد بن المشيب عن عمر , وخاصة لفتاواه وأقضيته =كثيرة جدا ,لايتصور أن يكون ابن ثمان سنين قد سمع ووعى ذلك كله عن خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه0

لذلك كان لابد من الإقرار بأن سعيدا سمع القليل من عمر رضي الله عنه ,وأن أكثر مروياته عنه لم يسمعها منه0

ومع ذلك يقول الإمام أحمد , وقد سئل: سعيد عن عمر حجة؟ فقال:

(هو عندنا حجة ,قد رأى عمر وسمع منه ,وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!!) 0

وقال أبو حاتم الرازي:

(حديثه عن عمر مرسل , ويدخل في المسند على المجاز) , يعني على التجوز والتساهل 0

وعبارة أبي حاتم تفسر عبارة الإمام أحمد , وأنه لم يكن يقصد تصحيح سماع سعيد من عمر رضي الله عنه في كل ما رواه عنه, وإنما قصد قبول حديثه عنه لقرائن وأسباب احتفت بروايته عنه 0

ومن هذه القرائن:

- أن سعيد بن المسيب من كبار التابعين 0

- وأنه أعلم التابعين (كما أطلق ذلك غير واحد من الأئمة) , أو من أعلمهم0

- أنه مدني , وحديث أهل المدينة (وخاصة في تلك الطبقة) أنقى حديث أهل الأمصار , وأبعده عن العلل والتزيد: المقصود وغير المقصود 0

- وأنه لايحدث إلا عن الثقات 0

- وأن مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح المراسيل , فكيف عن أصحابه؟!

وكيف عمن أدركه وسمع منه شيئا؟

- أن مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم سبرت فما وجد فيه ما لايقبل،إلا الشيء القليل الذي لايخفى على أهل العلم 0

- ويضاف إلى ذلك كله أنه كان أعظم الناس عناية بجمع علم عمر رضي الله عنه، من المرويات والفتاوى 0 يقول يحيى بن سعيد الأنصارى:

((إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب، لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته)) 0 وقال مالك، وسئل عن سعيد: هل أدرك عمر؟ فقال:

((لا، ولكنه ولد في زمان عمر، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره , حتى كأنه رآه 0 وبلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره)) 0

فلهذه القرائن ولغيرها خصت مراسيل سعيد عن عمر بالقبول , وهذا حق، فإن لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!

لكن يبقى أن كون أكثر مروياته عن عمر رضي الله عنه مرسلة داعيا لعدم الإعتداد بها والإعتماد عليها كاعتدادنا واعتمادنا على المتصل الصحيح، ولا بد من مراعاة كل رواية، وما يحتف بها من قرائن الرد: كالمخالفة أو النكارة والشذوذ 0 وهذا أمر عسير جدا , لايدخل غماره إلا من له قدم صدق راسخة في علم الحديث 0

2 - وأما رواية الشعبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهي وإن كان فيها شبه برواية سعيد عن عمر رضي الله عنه، من جهة ثبوت رؤية الشعبي وسماعه لحديث واحدعن علي رضي الله عنه، إلا أن أهل العلم لم يحكموا بقبولها كما فعلوا في حديث سعيد عن عمر رضي الله عنه، كما سبق بيانه 0

وما هذا التفريق بين الصورتين إلا لاختلاف الحالين , ولفقدان بعض أهم القرائن التي سبقت في كلامنا عن حديث سعيد عن عمر رضي الله عنه في حديث الشعبي عن علي رضي الله عنه 0 حتى أن أبا حاتم الرازي لإنكاره ثبوت ما أكثر روايته الشعبي عن علي رضي الله عنه من مسائل الفرائض ليقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير