تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بذلك غضب الله و لعنته، و قد تقدم حديث (لعن الله من سب أصحابي)، و لم أقف على من أطلق لسانه بالسب و اللعن في عدو له كما فعل هذا الأفاك، هذا في الصحابة، أما فيمن بعدهم فشيخ الإسلام ابن تيمية أكل قلبه، و استباح لبّه، فتفنن في الوقيعة فيه، و في تلاميذه ابتداءً من التكفير إلى التفسيق و التبديع و التجهيل كما سيأتي.

و سئل ابن المبارك عن معاوية فقال: ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية خلفه و هو يصلي وراءه: ربنا و لك الحمد، و قيل له –ابن المبارك-: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم خير و أفضل من عمر بن عبد العزيز.

و سئل المعافى بن عمران (ياقوتة العلماء): أيهما أفضل، معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فغضب، و قال للسائل: أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين؟ معاوية صاحبه و صهره و كاتبه و أمينه على وحي الله.

و قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله –يعني: أحمد بن حنبل- و قد سئل عن رجل تنقص معاوية و عمرو بن العاص، أيقال له: رافضي؟ فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا و له خبيئة سوء، ما انتقص أحدٌ أحداً من الصحابة إلا و له داخلة سوء.

و قال إبراهيم بن ميسرة: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط إلا إنسانا شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطا.

هذه نقول بينة و لها نظائر أوردها و غيرها ابن كثير في ترجمة معاوية من البداية و النهاية، و انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي و سير أعلام النبلاء له، أحيلك على هذه المصادر، و أنا أعلم أبا البيض لا يعتمدها و يلعن أصحابها و يكذبهم و الله حسيبه، و قد حدثني الفقيه محمد التطواني الكتبي بمدينة سلا أنه اشترى كتباً من أبي البيض منها البداية والنهاية قال: فنظرت فيها فوجدته كتب على هامشها سبا و لعنا فاحشا لابن كثير و شيخه ابن تيمية، ومعاوية و من معه، فأخرجتها من بيتي حالاً، و قد ظل على هذا المنهج الأثيم إلى وفاته، والمسئول عن إضلاله روافض الزيدية كآل السقاف و باعلوي و ابن عقيل الحضرمي، و طواغيت الشيعة من شيوخه كمحسن الأمين العاملي، و آل كاشف الغطاء و عبد الحسين شرف الدين الموسوي، وغيرهم الذين أخذ عنهم و استجازهم فلقنوه هذا الضلال و هو غض الإيهاب، في عنفوان الشباب، و قد أعدى مع الأسف بهذا الداء الوبيل إخوته كلهم، و من مراجعه الأثيرة كتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية)، ذلك الكتاب الخبيث الذي كان يبشر به و ينحي باللائمة على شيخه جمال الدين القاسمي لرده عليه، و ينعت ذلك الرد بالفشل و الضعف، و قد ظهر هذه الأيام كتاب جيد لمؤلف معاصر، سماه (إسكات الكلاب العاوية) يُعد بحق ردّا مفحما على نصائح ابن عقيل الرافضي، و قد أشرت سابقا إلى أن مطاعن أبي البيض في معاوية تجاوزت الحد في السفه والوقاحة و قلة الدين، و قد اخترت منها هذه (الباقة)! نقلا من خطه، ليقف القارئ على هذا الضلال المبين، و إليكها مرقمة:

1 - في جؤنة العطار: نقل من مسند أحمد بسنده الصحيح عن عبد الله بن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. قلت (أبو البيض): في هذا دليل على أن معاوية كان يشرب الخمر، لأنه من بيت كان يشربه في الجاهلية، فقد كان والده أبو سفيان شِرِّيباً للخمر، و أخباره في ذلك كثيرة، و قوله: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تعلل مكشوف، فإنه إذا لم يستطع الصبر عنه حتى بمحضر الناس الذين يستتر منهم خوف الفضيحة و العار و إشاعته بين الناس، فكيف يتركه قبل ذلك، و لا يخفى ما في قوله: منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من النكتة التي يعرض بها؛ إذ لم يقل منذ حرمه الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير