تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت (أبو البيض): و هذا منه كما قال علي عليه السلام للخوارج كلمة حق أريد بها باطل، فإن ابن العربي ما أراد بها إلا أن يلقي الغبار في العيون حتى لا يتهم إذا أطلق لسانه في علي و آل بيته في مكان آخر. و من قرأ كتبه و لا سيما العواصم عرف أنه كذاب في مقاله هذا على أنه دسّ السم في العسل بقوله: الطائفتين اللتين تنازعتا تطلب الحق، و معلوم أن معاوية كان يطلب الباطل بالنص و الإجماع على أنه باغ كما حكى الإجماع على ذلك غير واحد، منهم النووي في شرح مسلم، و يكفينا عن الإجماع: تسميته صلى الله عليه و آله و سلم باغيا في الحديث المتواتر المقطوع به! و كذلك في قوله (ابن العربي): و أنا لهما معظم، و في الحقيقة ما هو محب معظم إلا لمعاوية، و كيف يحب من أمر الله ببغضه، و يعظم من أمر الله بإهانته!!.

قال أبو أويس هكذا يحكم أبو البيض على النيات و الضمائر، و يكذب على الله ورسوله فيزعم أن الله تعالى أمر ببغض معاوية و إهانته، و والله ما البغيض المهان إلا من افترى على الله و رسوله، و كان الأولى به أن يرد على ابن العربي فكرته الغريبة منه و هي تقديم علي على الخلفاء الثلاثة و هو يعلم أنه كان يصرح بأنهم أفضل منه، و من فضله عليهم أقام عليه حد المفتري.

6 - و فيه رد الحافظ ابن حجر حكاية تتعلق بلعن علي رضي الله عنه بأمر معاوية رضي الله عنه، وتعقبه أبو البيض بقوله: إن أمر معاوية و من اتبعه من بني أمية بلعن علي عليه السلام في المدن والقرى و على المنابر متواتر مقطوع به، مذكور في صحيح مسلم أيضا، و كشف علي عليه السلام و إخباره بالمغيبات أمر يفوق العد و الحصر بحيث لو جمع لجاء منه مجلد.

قال أبو أويس: و مبالغة أبي البيض معهودة منه و لا سيما في مثل هذا الموضوع، و سب علي على المنابر كان مقابلا بمثله من الشيعة، و هذه من آثار السياسة قبحها الله، و كشف علي كان أبو البيض كلفاً به، و ما صح منه تسعه صفحة، و لكن مصادر أبي البيض في هذا كتب الروافض، و هي مدونات أكاذيب.

7 - و فيه نقل أبو البيض من تاريخ الطبري في ترجمة المعتضد العباسي كتابه المشهور في مساوئ بني أمية و لعنهم، و قد نشط أبو البيض فتجشم نقل الكتاب كله رغم طوله لما تضمنه من مصائب وفضائح ولّدتها السياسة المعوجة، و من أخطرها تفسير آية (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) [سورة الإسراء]) بقوله: و لا اختلاف بين أحد أنه أراد بها بني أمية!! و كان أبو البيض معجبا بهذا الكتاب الملفق، و قد أرشدني إليه مرة وقال: إنه من أفضل ما كتب في موضوعه، و منه عرف تلك الأحاديث الموضوعة في لعن معاوية وأبيه و آل بيته، فاعجب لرجل عاش يزعم أنه إمام المحدثين و السّلفيين، و أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم أخبر به و بدعوته كما في أواخر كتابه "مطابقة الاختراعات العصرية" يؤمن بتُرَّهات السياسة، و هو يعلم أن ذلك مما عملت أيديهم، علاوة على أن ذلك مروي وجادة لا سند لها.

8 - و فيه ما نصه: فائدة جليلة، أورد فيها من "أنساب الأشراف" للبلاذري حديث: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: و تركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع، فطلع معاوية، أورده بسندين، و قال أبو البيض: و هذا حديث صحيح على شرط مسلم، و هو يرفع كل غمة عن المؤمن المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي على كل ما يموه به المموهون في حقه، و من أعجب ما تسمعه أن هذا الحديث خرجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم و معاجمهم المشهورة، و لكنهم يقولون: فطلع رجل و لا يصرحون باسم اللعين معاوية ستراً عليه و على مذاهبهم الضلالية في النصب و هضم حقوق آل البيت، و لو برفع منار أعدائهم، فالحمد لله الذي حفظ الشريعة رغما على دس الدسّاسين، و تحريف المبطلين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير