تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو أويس: كتبت أنا بخطي على هامش نسختي ما نصه: هذا الحديث باطل مكذوب، والبلاذري نفسه مُتكلم فيه، و إذا كانت هذه الأحاديث بهذه الأسانيد المركبة و التي هي عند المؤلف الهالك على شرط مسلم، فلماذا اتفق الحفاظ الثقات –إلا من طعن فيه- على الإضراب عنها وتركها، و إلا لزم الحكم عليهم بالنفاق و النصب، و هو ما يرمي إليه المؤلف –و قد صرح به كما ترى- و السبب في إبهام الرجل بعد ثبوت الحديث!! و نحوه: خوف أن يسبق إلى فهم القارئ ظاهره فيسوء ظنه بصحابي جليل، لا كما فهم الرافضي أبو البيض. و تراه يحمد الله على حفظ الشريعة كأنه متوقف على لعن معاوية و من معه، و يلاحظ أن جزء (أنساب الأشراف) للبلاذري الذي ينقل عنه أبو البيض طبعه يهودي بالقدس قديما، و لم يكن طبع كله أو معظمه، فافهم نكتة سبق يهودي إلى طبع هذا البلاء!

9 - و فيه حملة أبي البيض على الشام و أهله النواصب في زعمه، و ذكر السبب في ذلك فقال: والذي جرأهم على ذلك معاوية قبحه الله، فإنه كان يأمر الرجل أن يقوم في الناس فيخطب و يروي عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حديثا في فضل الشام و أهله، و أن الإيمان و الحق مع أهل الشام إذا وقعت الفتن، و أن الشيطان مع أهل العراق يريد أنصار علي عليه السلام، فاعرف هذا ينحل لك به إشكال عظيم يستشكله كثير من الناس في تلك الأحاديث الواردة في فضل الشام التي صححها كثير من الحفاظ اغترارا بظاهر الإسناد و بحال أهل الشام الأقدمين في العصبية لبني أمية لعنهم الله، مع أنها مخالفة للواقع غير مطابقة للحال المشاهد اليوم من الشام و أهله، فإن فيها: إن الإيمان في آخر الزمان عند وقوع الفتن يكون بالشام، و هذا هو آخر الزمان، و ليس بالشام إيمان زائد على غيره من الأقطار، بل الإلحاد بدأ يفشو في أكثر من غيره، و كذلك لا يوجد شيء به مما هو مذكور في تلك الأحاديث التي افتراها معاوية اللعين و أنصاره.

قال أبو أويس: كتبت على طرة الأصل ما نصه: تأمل صنيع المؤلف و اعترافه بتصحيح كثير من الحفاظ لهذه الأحاديث لنظافة أسانيدها، و هو الذي يؤمن بما اختلقوه من مثالب أهل الشام، و بني أمية و لو بدون إسناد، ومعاذ الله أن يتواطأ أولئك الأئمة رحمهم الله و رضي عنهم على الكذب و اختلاق الفضائل، و هم كانوا أشحاء على دينهم لا يتساهلون فيه، و لكن المثل يقول: (السفيه ما كَيْنْوَى غِيرْ لِّي فِيهْ) و أبو البيض ببسمة و لقاء مصطنع ظفر به من جمال عبد الناصر، باع دينه، و زعم في كتابه (مطابقة الاختراعات العصرية) أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أخبر به –أي جمال- و أنه سينصر الإسلام الخ، فعجبا ممن يبصر القذى في عين أخيه، و ينسى الجذع في عينه، ثم إن اللعين حقا من يطلق لسانه في أعراض فضلاء الأمة من الصحابة و غيرهم بدون خوف و لا حياء، و إذا كانت أحاديث فضائل الشام –و قد صح منها الكثير- كما في كتاب (فضائل الشام) للرَّبعي و هو مطبوع بتخريج شيخنا الألباني، لا تصح لعدم انطباقها على الحال، فما القول فيما ورد في الحرمين الشريفين، وهي أكثر و أصح، و قد انحسر الدين منهما، و تغلغل الإلحاد و التفرنج، و أصبح لأمريكا و اليهود نفوذ كبير فيهما، و قديما حكم الروافض و من يُسمّون الأشراف الجزيرة العربية، و ارتكبوا فيها من الجرائم ما يندى له جبين الإنسانية، و ليس معنى هذا أننا نشكك في الأخبار النبوية، و معاذ الله، و لكننا نقول بأن ما ورد واقع و لكن لم يحن وقته بعد، ثم إن أبا البيض رجع عما كان يعتقده في الشام و أهله كما أشرنا سابقا، و نوى اللجوء إليه و سكناه! و هكذا يفعل الهوى بأهله.

10 - و فيه حمل أبو البيض حملة شعواء على الحافظ ابن حجر لقوله بعدالة الصحابة و أن ما صدر منهم من قتال كان عن اجتهاد،رغم ما ثبت من أحاديث عن علي و أنه على الحق، و عن معاوية وأنه كان مبطلا باغيا، و ما ورد في أبي الغادية قاتل عمار في النار، قال أبو البيض: و هو أصح من الصحيح مع أنه مُعَل و هو يعرف ذلك، و أنهى أبو البيض حملته على ابن حجر بقوله يعظه: فاتق الله يا حافظ، و تب إليه من هذا الورع الكلبي الذي يؤول بصاحبه إلى الكفر و تكذيب خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه و آله و سلم، و الصحابة ليسوا بأنبياء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير