تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معصومين، و لا ملائكة مقربين، حتى يضطر إلى تكذيب خبر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم دفاعا عنهم، و لا سيما من ليس له قدم في صحبة رسول الله، و لا فضيلة ملازمته و خدمته، فإن هذا الضرب منهم قد ثبت فيهم المنافقون و من ارتدوا عن دينهم في حياته صلى الله عليه و آله و سلم و بعده الخ.

قال أبو أويس: و الصحابة رضي الله عنهم بشر غير معصومين، و لكنّ الله أكرمهم برؤية رسوله والإيمان به، و الاستمرار على ذلك إلى الوفاة، و من ثبت عنه انحراف و معصية فنحن نعتقد أن الله وفّقه إلى التوبة و غفرها له، و قد ثبت عنه عليه الصلاة و السلام أن من دعا عليه و هو غير مستحق أن يجعلها الله سببا لغفران ذنوبه، و أبو الغادية يسار الجهني قيل بأن له صحبة، و أنه قتل عمار ابن ياسر رضي الله عنه متأولا مجتهدا، فقد ثبت في روايتين أنه سمعه يقع في عثمان رضي الله عنه بمسجد قباء فغاظه ذلك و أقسم إن ظفر به قتله، ففعل، و ما ورد من حكايته مع الحجاج، و قد أوردها أبو البيض هنا نقلا عن" الإصابة" دون الإشارة إلى ذلك و حذف نقد الحافظ للرواية بالانقطاع، و ضعف راو شيعي.

و قد كتبت بخطي على هذا الموضع من الجؤنة ما نصه بعد أن اتهم الحافظ بأن صنيعه في تأويل حديث (قاتل عمار في النار) يفضي إلى تكذيب النبي.

قلت: يعني و ينتج عن ذلك كفر الحافظ ابن حجر، و هذا ما يزعم الروافض سلف المؤلف الطالح، و لا ذنب له إلا أنه قال ما اتفقت عليه جماهير السنة، و لكنْ المؤلف أبو البيض و من معه يحكمون على ضمائر الناس و قلوبهم، و يعتبرونهم –و فيهم الأئمة الأربعة و كبار أصحابهم- مقلدين مغفلين منساقين وراء النواصب الذين أسسوا لهم هذا، و لا أدري من هم إن لم يكونوا الصحابة و التابعين، فتأمل كيف يتمكن الضلال و الابتداع من المرء فيطوّح به في مهاوي الهلاك و هو لا يشعر.

11 - و فيه نقلا عن عمر بن شبة في أخبار المدينة بسند فيه مجهول أن عليا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت أبي العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية –يعني: معاوية- فإن كان لك في الرجال حاجة، فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا، فلَّما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، و بذل لها مائة ألف دينار، فأرسلت إلى المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: إن هذا قد أرسل يخطبني، فإن كان لكَ بنا حاجة فأقبل، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه.

قال أبو البيض: في هذا دليل على كشف علي عليه السلام، و على تسمية علي معاوية بالطاغية، و الطاغية رئيس الكفار.

قال أبو أويس: و المقصود من هذا النقل الباطل تكفير معاوية من قِبل علي رضي الله عنه، و لم يَصِل ما كان بينهما إلى هذا الحد، فإن معاوية رضي الله عنه ثبت عنه أنه قال مرارا و تكرارا بأنه لم يقاتل عليا على الإمارة لأنه لا يستحقها، و قد كان خصمه يعرف منه هذا، و رحم الله أبا زرعة الرازي فقد روى ابن عساكر في ترجمته من تاريخ ابن عساكر: أن رجلا قال له: يا أبا زرعة، أنا أبغض معاوية، قال: لِمَ؟ قال: لأنه قاتل علي بن أبي طالب، قال: فقال له أبو زرعة: "إن رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فإيش دخولك أنت بينهما رضي الله عنهم أجمعين "، و أبو البيض نجم بطنجة، و انتصب لرواية أخبار مثالب الصحابة و ترويجها، و ملأ بها كتبه و رسائله حتى امتلأت قلوب الشباب بغضا و كراهية للصحابة، و أخذ يتناولهم بالنقد و التجريح عمال الميناء، و المتسولون البطلة من رواد الزاوية، و رجال البوليس، و سمعت من بعض طلابهم من يتناول أبا بكر الصديق رضي الله عنه أفضل الناس بعد الرسول معتقدا أنه حرم فاطمة رضي الله عنها من إرثها في أبيها و منعها أرض (فدك)، و هنا ينشد قول حكيم المعرة: [الطويل]

فيا موتُ زُرْ، إن الحياة ذميمة ** و يا نفسُ جِدّي، إنّ دهرك هازِلُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير