تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

12 - و فيه أورد أبو البيض حكاية طويلة مفتعلة بدون شك، و لم يذكر مصدره فيها على عادته، في حوار جرى بين شعبة بن غريض، و كان يهوديا فأسلم، و بين معاوية أنشده فيه شعبة شعرا لأبيه يرثي نفسه، فقال معاوية: أنا كنت أولى بهذا الشعر من أبيك. قال: كذبت و لؤمت. قال: أما كذبت فنعم، و أما (لَؤُمْتَ) فَلِمَ؟ قال: لأنك كنت ميت الحق في الجاهلية، و ميته في الإسلام، أما الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه و آله و سلم و الوصيّ حتى جعل الله كيدك المردود، و أما في الإسلام: فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الخلافة، و ما أنت و هي؟ وأنت طليق بن طليق، فقال معاوية: قد خرف الشيخ فأقيموه، فأخذ بيده فأقيم. قال أبو البيض مباشرة: رضي الله عنه (يعني شعبة)، و لعن معاوية و أخزاه.

قال أبو أويس: و أنا أقول كما قال رسول الله: (لعن الله من سب أصحابي).

13 - و في رسالة من أبي البيض إلى أبي الفتوح مؤرخة ب 6 صفر 1379 هـ ما نصه: و أنصار أهل البيت من الصحابة، و أعداؤهم، لم يُؤَلَّف فيه فيما رأينا، و إنما يعرف ذلك من كتب التاريخ و الرجال، فمن قرأ حروب أهل بيت علي عليه السلام و ذريته، مع الطاغية معاوية و حزبه، عَلِمَ الأنصار من الأعداء، فعليك بقراءة الاستيعاب لابن عبد البر، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (الرافضي المعتزلي).

14 - و في رسالة منه إليه بتاريخ 29 حجة 1379 هـ و قد امتدحه في طالعتها بقوله: الأخ الأجل العلامة الواعية، الداعية إلى الحق، التقي النقي الصوفي!! ثم قال: (و اليوم أرسلت إليك (باكيتا) به (النصائح الكافية) الكتاب العزيز الغالي النادر الوجود، فشُدّ يدك عليه، و قم بواجب حقه و هو الدعاية لله و رسوله و آل بيته الأطهار، و بُثَّ مساوي عدو الله معاوية بين المسلمين، حتى تنقلهم من بدعة تحسين الظن به و الترضي عنه و تعظيمه، فإن في ذلك نكاية لله و رسوله و آل بيته، أعانك الله على الخير آمين.

و أثر عمرو بن العاص الذي خرجه أحمد من جهة ابن لهيعة، ولكن ابن لهيعة لا ذنب له فيه، فهو من أصله فاسد، و دعوى من عمرو لا تقبل منه، و لا يصدقه فيها الواقع، فإنه لو حفظ عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ألف مثل لنقل عنه، و لو مائة، بل و خمسون كما وقع لغيره من الصحابة الذين اعتنوا بنواح مخصوصة فحفظوها عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فنقلت عنهم بتمامها .. و أما قول ابن كثير: إن في ذلك فضيلة لعمرو لقوله تعالى (و ما يعقلها إلا العالمون) فمن كذب النواصب، و مغالطتهم و التماسهم الفضائل بالباطل و الافتراء، كقولهم في الطاغية (معاوية) خال المؤمنين، و لو عقل ابن كثير لاستحيى أن يذكر هذا الباطل، لأن الله تعالى قال: (و ما يعقلها إلا العالمون) و لم يقل و ما يحفظها، وعمرو زعم أنه حفظها لا عقلها، لأن العقل هو الفهم و العمل بها، و عمرو لم يكن عاملاً بواحد منها فضلا عن جميعها، أما الحفظ فقد يحفظها الكفرة و المنافقون، فهذه كقولهم في الطاغية (معاوية) إنه كاتب الوحي مع أنه لم يكتب من الوحي إلا آيات معدودات، فإنه بعد إسلامه لم ينزل من القرآن الكريم إلا أقل من القليل، لأن ثلثي القرآن تقريبا نزل بمكة، و الباقي نزل قبل الفتح الذي أسلم فيه الطاغية، و مع هذا فما من مسلم يحفظ القرآن و هم المليارات إلا و قد كتب الوحي من أوله إلى آخره خمس مرات أو ستة و هو يحفظه، فلا تَرُجْ عليك دسائس أعداء آل البيت، أعداء الله و رسوله).

ثم ذكّر ابن كثير بالحديث الموضوع الوارد في معاوية و عمرو، ودعاء النبي صلى الله عليهما، و قد سبق ذكره.

قلت: هذه الرسالة مصورتها تحت اليد من أخبث ما كتب أبو البيض، و قد رأيت وصيته لذنبه و وارث (شره) أبي الفتوح بالعناية بكتاب (النصائح الكافية، لمن يتولى معاوية) للرافضي المحترق الضال المضل محمد بن عقيل الحضرمي، و هو أحد شيوخ أبي البيض، وكتابه المذكور هو المسئول عن ضلاله في هذا الباب، و منه يستقي المثالب المزعومة التي جمعها الرافضي من "مروج الذهب" للمسعودي الشيعي، و تاريخ اليعقوبي الشيعي، و وقعة صفين، و تاريخ الطبري من رواية سيف بن عمر و نحوه من الهلكى، و أبو البيض يأمر ذنبه بنشر الكتاب و دعوة الناس إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير