تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما فيه من ضلالات، و قد قام أبو الفتوح بذلك خير قيام فسمعت من عدد من الطلبة والفقراء وقيعتهم في معاوية خال المؤمنين، و كاتب وحي رب العالمين، كما وصفه بذلك كثير من أئمة السلف الذين لا نسبة بينهم و بين أبي البيض، و لكنه يفوقهم جميعا في الوقاحة و الرقاعة، وليعلم أن هذه الرسالة كتبها أبو البيض قبل موته بسنة، و منها يُعرف ما أكدته لبعض الناس أنه مات و هو يعتقد هذه المصائب التي أنا بصدد بيانها و الرد عليها حمية لله و رسوله، و غيرة على دينه و حرمة النبي و أصحابه، ثم إن أبا الفتوح نكص على عقبيه، و ألقى وصية شيخه، فأحرق كتاب (النصائح) و لأمر مّا أخلى (در الغمام الرقيق) من هذه المصائب كلها، و هو مجانبة للصواب والأمانة العلمية، و النصيحة الواجبة، و هو يعلم أن الأمر دين، و بدلا من أن يُسلم لله تعالى، ويُعلن توبته، و يكتب كتابا يبين فيه الحق الذي تنكبه في سبيل الحصول على المشيخة، و ازدحام الأنعام على تقبيل يديه و رجليه، و دسّ (الزيارة) في يده، و قد حصل هذا كله، فلعله يُقلع عنه ويُسلم لله رب العالمين، و كتاب (النصائح) طبع مرارا على الحجر و الحروف، و في إحدى طبعاته صورة مؤلفه، و الجدير بالذكر أنه ظهر هذه الأيام كتاب مبارك يسمى (إسكات الكلاب العاوية، بفضائل خال المؤمنين معاوية) لأبي معاذ محمود بن إمام بن منصور، و هو يُعتبر أوفى و أجلّ رد غير مباشر للنصائح، و قد تقدم ذكره، فأوصي إخواني بقراءته و نشره بين الناس لإنقاذهم من بلاء الرفض و العياذ بالله تعالى.

15 - و في رسالة منه إليه مؤرخة ب 4 ربيع الأول 1379 هـ يقول:

و معاوية كتب للنبي صلى الله عليه و آله و سلم ثلاث مرات أو أربعة لأنه ما أسلم إلاّ زمن الفتح، و قد نزل أكثر القرآن، وكان له صلى الله عليه و آله و سلم عدة كتاب، و هب أنه كتب القرآن كله، فما في الدنيا أحد حفظ القرآن الكريم إلا و قد كتبه بيده سبع مرات أو أكثر، و قد كان رجل يكتب القرآن للنبي صلى الله عليه و آله و سلم فلَّما مات و قبر لفظه قبره، و ذلك في حياة النبي صلى الله عليه و آله وسلم، و قد ذهب عني اسمه الآن مع اشتهاره، و للعجلة المفرطة لم يمكني البحث عنه، و يمكنك أن تعرف ذلك من الإتقان و غيره، و إنما النواصب يخلقون المناقب لصاحبهم، كما يسمونه خال المؤمنين كذبا و زورا، مع أن الفقهاء نَصُّوا على كراهة ذلك في كتب الخصائص، و إلا لكان والد صفية بنت حيي جدّ المؤمنين، و كذلك اللعين أبو سفيان فإنه والد أم حبيبة رضي الله عنها أم المؤمنين، و لهذا قال المحدثون و الأئمة: إنه لا يؤخذ الاسم بالقياس في هذا الباب؛ بل منعوا، وأولهم السيدة عائشة رضي الله عنها أن يقال أم المؤمنات أيضا، لأن الله جعلهن أمهات المؤمنين الذكور لا الإناث مع إمكان دخولهن في الميم من قوله (و أزواجه أمهاتهم)، فكيف يقاس الخال على الأم، و المقصود أن النصب غلق (كذا) لهم ما يقولون، قبحهم الله.

قال أبو أويس: هكذا يهوّن أبو البيض من شأن خال المؤمنين –رُغم أنفه- معاوية رضي الله عنه، ويغالط في ذلك و يماري، و لا يحصى من علماء السلف و السنة من وصفه بذلك، و هذا البربهاري و الموفق ابن قدامة وصفاه بذلك في عقيدتيهما، و المسألة لا تحتاج إلى تهويل، و الخطب فيها سهل و لا مانع منها، و انظر إلى اعتداد أبي البيض بكراهة الفقهاء لذلك، و لا أدري من هم، و عهدي به لا يقيم وزنا للأئمة الكبار، و التنظير بحيي بن أخطب والد صفية أم المؤمنين، مما أوحاه إليه إبليس، فإن معاوية صحابي مؤمن –و إن كره الكافرون-، و حُيَي يهودي، فهل تستوي الظلمات و النور، و اختلاق النواصب المناقب لصاحبهم، مقابل بمثله من الروافض على أن هؤلاء كذبوا، وما زالوا يكذبون إلى الآن في اختلاق المناقب و الخصائص، و نقاد الحديث يعرفون أن ما وضع في فضائل آل البيت عموما، و علي و ولديه خصوصا أضعاف أضعاف عشر مرات مما وُضع في فضائل معاوية، فانظر كيف يتلاعب الهوى بأصحابه و يتجارى بهم كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه، نسأل الله العافية.

الفصل الثالث عشر

جزمه بأن أغلب الصحابة كانوا يبغضون علياً

و أنهم لذلك منافقون لحديث "لايحبك إلا مؤمن"، و غلوه في علي و إشارته إلى أنه كان يوحى إليه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير