تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قد تخطى أبو البيض هذه الآيات و الأحاديث، و جعلها دَبْرَ أذنه، و تورط في بلاء التشيع و الرفض، فأعلن تكفير و تفسيق جماعة منهم يتراوح عددهم بين الستة و العشرة، و تصيد أحاديث و آثاراً يروجها الروافض، و بذل جهده في إقامتها و إحيائها، و هي ميتة مهجورة لما يكتنفها من علل و مطاعن، و أخذ يشنف بها مسامع البهائم من مَريديه الأُميين كلما سنحت الفرصة حتى أوغر صدورهم، و ملأ قلوبهم بغضا و عداءً لأفضل جيل شرَّف الله به أرضه من عهد آدم إلى الآن، و عرفته الإنسانية كما يشهد بذلك التاريخ الصادق، و لم يكفه الولوغ في أعراض هذه الثلة من أولياء الله، حتى وقع في الفاقرة العظمى و الموبقة الكبرى، و هي الحكم على أغلب وأكثر الصحابة بالنفاق، فلنستمع إليه يقول في رسالة إلى ذنبه الأجرب مؤرخة ب 4 ربيع الأول 1379 هـ يجيب عن سؤال أورده مَريده المذكور حول آية ( .. سيجعل لهم الرحمن وُدّا): ولنضرب مثلا بعلي عليه السلام، فقد كان أكثر الصحابة يعادونه، و يحسدونه و يبغضونه، و لكن الود كان موجودا في قلوب طائفة قليلة من الصحابة، كسلمان، و أبي ذر، و زيد بن أرقم، وعمار، و المقداد، و بهم و بأمثالهم تحقق الود الذي أخبر الله به الخ.

قلت: و هذا و الله قول عامة الروافض حَذْوَ القُذّة بالقذة، و مثل قوله هذا أكده في رسالة أخرى لم أجدها الساعة، و تأمل تعبيره ب (أكثر)، ثم إن أبا البيض الظالم نفسه لم يكترث لما يترتب على قوله هذا من الحكم بنفاق الآلاف المؤلفة من الصحابة رضي الله عنهم و لعن مبغضهم بطريق اللزوم، و هو الذي حكم بنفاق عبد الله بن الزبير رضي الله عنه لبغضه لعلي في زعمه لحديث "لا يحبك إلا مؤمن، و لا يبغضك إلا منافق"، و حكم به على شيح الإسلام بالنفاق لنفس التهمة؛ بل صب عليه و على ابن خلدون جام غضبه، و ألّف في الرد عليهما كتابا من أخبث ما كتب سماه "البرهان الجلي، في انتساب الصوفية إلى علي، و الرد على ابن خلدون و ابن تيمية الحنبلي"، و هو مطبوع، أبدى فيه من أنواع الغلو المقيت ألوانا سوداء استشهد لها بأقوال الغلاة من أوليائه، و لم يستحي أن يحتج بما يعلم أنه موضوع مفترى كحديث "خلقت أنا وعلي من نور واحد "، و قرر أنه رضي الله عنه أفضل الصحابة كلهم، و إن اعترف أنه رابع الخلفاء الراشدين، و لكن هذه عنده الخلافة الصورية، و أما الخلافة الباطنية العرفانية، و الخصوصية اللدنية!! فهي له وحده لا يشاركه فيها أحد، و قد سبق في الرد عليه في موبقة (وحدة الوجود) أنها عقيدة الأنبياء و المرسلين من آدم عليه السلام إلى النفخ في الصور، و أنها ما كانت عليه بواطنهم، و هكذا أباح لنفسه أن يحكم على قلوب الناس و ضمائرهم، و هو الذي نقم على التاج السبكي تصريحه بأن عقيدة الأشعرية كانت عقيدة الصحابة و ما انطوت عليه قلوبهم، و سماه من أجل ذلك (مجنون الأشاعرة)، و نقل عن ابن العربي في (الفتوحات) أن النبوة نوعان: نبوة تكليف وهذه انقطعت، و نبوة تعريف و هذه ما زالت مستمرة، و إليها أشار ابن العربي فيما أنشده: [المتقارب]

مقام النبوة في برزخ ** فُوَيْقَ الرسول و دون الولي

و هو ما كان يعتقده أبو البيض و لقّنه شقيقه أبا العسر، و قرره هذا و انتصر له في كتابه (السوانح)، و نقل في البرهان الجلي رواية للطبراني في المعجم الصغير بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم عهد إلى علي رضي الله عنه سبعين عهدا لم يعهدها إلى غيره". قال أبو البيض: و بالنظر إلى رجاله يُعلم أنه حسن إن لم يكن صحيحا. هكذا قال، و مر عليه محقق كتابه "أحمد محمد مرسي النقشبندي" و سلمه بسكوته، كما فعلا في الحديث الموضوع (خلقت أنا وعلي من نور واحد)، و هما يعلمان أن نور الدين الهيثمي قال في مجمع الزوائد في كتاب المناقب، باب فضائل علي: رواه الطبراني في الصغير، و فيه من لم أعرفهم. فهلا عرفهم و عرّفهم المؤلف الحافظ، و المعلق المحقق!؟

الفصل الرابع عشر

ميله القوي إلى التشيع و الرفض، و تنويهه بالرافضة،

و روايته عنهم، و إشادته بكتبهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير