تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة». و لا أدري ما يقول أبو زرعة لو علم أن أبا البيض كان يكفر و يسب و يلعن علنا ستة من الصحابة بأعيانهم و أسمائهم؛ بل و صرح كما ذكرنا في الفصل السابق بأن أكثر الصحابة كانوا يبغضون عليا و يحسدونه و يعادونه، فهم لذلك منافقون لحديث (لا يحبك إلا مؤمن، و لا يبغضك إلا منافق)، و هذا قول الروافض بنصه و فصه، إلا نحو أربعة أو ستة الذين سماهم أبو البيض في الفصل السابق، فهل بعد هذا يساورك الشك أيها القارئ في انغماس أبي البيض في حمأة التشيع و الرفض، و لن يعدم مطعنا إذا أوردت عليه شهادة النبي صلى الله عليه و آله و سلم لمعاوية بالجنة في حديث أم حرام، و هو في الصحيح، و دعاء النبي له، و شهادة النبي لعمرو بن العاص بالإيمان، و رضا الله على المؤمنين المبايعين لنبيه تحت الشجرة كما جاء في القرآن، و منهم المغيرة بن شعبة، كل هذا لا يساوي شيئا بالنظر إلى عقيدته فيهم، نعم إذا جاءت الموضوعات الملفقة، والأكاذيب المختلقة في فضائل علي و آل بيته، و ذم أعدائهم، فعلى الرأس و العين، و ناهيك من رجل أساء الظن بآلاف الرواة من الصحابة و التابعين لأنهم من أهل الشام الذي كان شؤما على الإسلام و المسلمين (في زعمه)، و قد ائتمروا بأوامر معاوية الطاغية فوضعوا الأحاديث في فضل الشام و أهله، و قد فضحه الله و عرّاه، فرجع عن رأيه لإكرام صوفية سورية له و احتفالهم به!! وقد سبقت كلمته في تصحيح "نهج البلاغة" لروحانية أسلوبه؟! و حثني مرة على اقتناء شرح ابن أبي الحديد الرافضي المعتزلي على النهج، قال: إنه مصدر جد مهم لمعرفة فضائل آل البيت و مناقب علي و الحسنين، و لما اشتريت الكتاب و كان يومئذ نادرا بثمن غال، و عكفت عليه، وجدت فيه ما أدهشني من مثالب الصحابة و الخوض بالباطل فيما شجر بينهم، و سب ابن عباس، و عمر بن عبد العزيز، إلى نصرة الاعتزال و الدعوة إليه، فراجعت أبا البيض في هذه المصائب فأجابني بأنه لا يصح إلا كتاب الله، و قد مر بك إطراؤه كتاب (النصائح الكافية، لمن يتولى معاوية) و وصيته لذنبه الأجرب أن يبثه في الناس و يدعو إليه بجد، و أشاد مرة في رسالة إلي بكتاب لابن مطهر الحلي الرافضي المعتزلي الخبيث صاحب (منهاج الكرامة) الذي أقبره شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه ب (منهاج السنة)، يسمى: (الأَلْفَيْن، الفارقة بين الشك و المَيْن)، قال و العهدة عليه: إنه ذكر فيه ألف دليل لإثبات إمامة علي، و ألف دليل لإبطال مذهب الأشاعرة، و أشهد لله ثم للتاريخ: إنني ما سمعت أبا البيض و ما رأيت في كتبه ردا صريحا أو حملة علمية على الشيعة و الروافض مع أن كفرهم و إلحادهم فاق إلحاد اليهود و النصارى و المجوس؛ بل بالعكس إنه روى عن نحو خمسة أو ستة من طواغيتهم ترى تراجمهم و ثناءه عليهم في فهرسته الكبرى، المسماة (البحر العميق). نسأل الله العافية، و أن يقينا شر أنفسنا، و يطهر قلوبنا من غل المؤمنين من عباده.

و هذا نص مهم جامع مانع لأحد أئمتهم و مجتهديهم الملقب عندهم بالثقة الأوحد، نعمة الله الجزائري، أورده في كتابه المعتمد عندهم (الأنوار النعمانية)، و نصه: إنهم (أي أهل السنة) يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه و آله و سلم نبيه، و خليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، و لا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر، ليس ربنا، و لا ذلك النبي نبينا؟!! و هذا نص غني عن التعليق، نسأل الله العافية.

الفصل الخامس عشر

قوله بوصية علي رضي الله عنه بالمفهوم الشيعي، و تقديمه على إخوانه الخلفاء الراشدين الثلاثة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير