تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه موبقة ظاهرة من تواتر لعن فاعلها، و وَصْفِه بالتشبه باليهود و النصارى في ذلك، وأنه من شرار الخلق، و قد وفقني الله تعالى، و له الحمد و المنة منذ سنوات إلى جمع واحد و أربعين حديثا في النهي عن البناء على القبور، و اتخاذها مساجد، و بطلان الصلاة فيها، و آثار أربعة عن الصحابة رضي الله عنهم مع مقدمة و خاتمة واعيين في الرد على أبي البيض و شقيقه عبد الله لجرأتهما على الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم، و محاولتهما رد هذه الأحاديث المتواترة تواترا معنويا بمحض الهوى و الجهل، و ليتهما سكتا و كعا عن العبث و التلاعب بالشرع و الدين في سبيل نصرة الزاوية، و بيع القبور فيها، و لكنهما أبيا إلا الإلحاد و الجحود، فألف الأول "أبو البيض" منذ عقود من السنين جزءًا طُبع بمصر بعنوان: "إحياء المقبور، بأدلة استحباب بناء المساجد و القباب على القبور"، فلم يكتف بالجواز؛ بل حكم باستحباب وسائل الوثنية و عبادة غير الله، و قد ذكر في أثناء الكتاب ما يدل على أنه لم يكن يعرف توحيد العبادة و التوجه و القصد و الدعاء، كسائر أهل بيته الذين يكتفون بتوحيد الربوبية، و به يفسرون كلمة الإخلاص، و لا يرون بأسا من دعاء الأموات، و التمسح بالأضرحة، و الذبح لها، و مناداة أهلها و الاستغاثة بهم في الشدائد و الأهوال، و أن هذا كله لا ينافي التوحيد ما دام صاحبه يعتقد أن الله تعالى واحد و أنه الخالق الرازق المدبر، و هذا توحيد سلفهم المشركين كما قصه الله عنهم في غير ما آية من كتابه العزيز، و لم يستح أبو البيض أن يعد من كرامات جده أحمد بن عبد المؤمن كما في كتابه (المؤذن) أنه أمر مَريداً فاسياً استدعاه للدخول في طريقته فأجاب بشروط منها: أن يُغيثه إذا نزلت به شدة، فوعده الشيخ بذلك طمعا في جيبه، و أمره إذا حلت به نائبة أن يتوجه نحو قرية (تجكان) بقبيلة بني منصور، ويناديه: (أسيدي أحمد، أسبع الأصفر، أمول اللحية الطويلة: غيثني)، أو نحو ذلك، و ليراجع الكتاب ففيه من مصائب القوم أكثر من هذا، و قد ذكر أبو البيض في أول رسالته "إحياء المقبور" أن حديث أبي الهياج الأسدي أنه قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه خليلي صلى الله عليه و آله و سلم، اذهب فلا تدع تمثالاً إلا طمسته، و لا قبراً مشرفاً إلا سويته، رواه مسلم في الجنائز، قال عن هذا الحديث الصحيح: إنه متروك الظاهر و مؤول، وأخذ في تأويله و محاولة طمس معالمه بما حسبه دلائل، و هي في الواقع لا ترقى إلى الشبه، ونظرة واحدة من مؤمن منصف كافية بإقناعه بأن الحق واحد لا يتعدد، و أن ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا يمكن دفعه إلا بالإلحاد و الجحود، و لما كان أبو البيض يحاول دائما أن يأتي بجديد، و أن لا يقتصر على المعروف عند الناس، فقد أوحى إليه الشيطان أن يأتي بفاقرة حالقة للدين و الإيمان الحق، و هي زعمه أن الصلاة بالمساجد الخالية من القبور ليست كالصلاة في الزوايا و المقابر لفقدانها التأسي بالمسجد النبوي في الصورة، و هو يعلم –عامله الله بما يستحق- أن إدخال القبر المقدس لمسجد، كان لسبب سياسي، و على يد بني أمية الذين يتقرب إلى الله تعالى ببغضهم ولعنهم، و لكنهم لما وافقوا هواه، أقر فعلهم و جعله قربة و عبادة يُقتدى بها، فانظر كيف يفعل الهوى و الضلال بأهله، عياذا بالله، و قد رأيته يختار في رسالة إلى أبي الفتوح مذهب الإمام مالك رحمه الله في تأويل النهي عن الجلوس على القبور، بأنه الجلوس للتغوط لا غير، و لا أدري ما يفعل بحديث الوَطْء (لأن يطأ الرجل على جمرة .. ) و الوطء يكون بالأقدام، فهل جعل الأقدام تتغوط كالأدبار!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير