تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: إذا ثبت العرش انتقش، الحديث موضوع فلا داعي للاستنباط و التعليل، فيه محمد ابن الحسن هو ابن زبالة المخزومي، قال يحيى بن معين: كذاب خبيث، ليس بثقة و لا مأمون، وهاه أبو زرعة و أبو حاتم، و زاد ذاهب الحديث ضعيف، و قال الدارقطني: متروك. و هو يعلم هذا و مع ذلك احتج به، بدليل ما قاله في حصول التفريج: و أخرج أبو نعيم في مستخرجه لمحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي و قد كذبه أبو داود .. فنسأل الله عز و جل أن يعصمنا من داء الهوى، و يجنبنا مهاوي الردى.

و المقصود أن أمر أبي البيض في هذا الشأن غريب، فهو إن اختار حديثا لموافقته هواه صححه، و بذل جهده في ذلك، و ربما ألف جزءاً فيه، و إن كان حديثا يخالف هواه رده و حكم بوضعه و إن كان في الصحيح بل متواتراً، كما فعل في أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد، فسبحان من أعمى بصيرته حتى ارتكس في هذه البلايا التي لا يسلم معها إيمان المرء، و هذا أكبر مؤلفاته في باب نقد الحديث المسمى "المداوي، لعلل السيوطي في جامعه و شرحيه للمناوي" و قد طبع بعد وفاته بمصر في ستة مجلدات كبيرة، من وقف عليه تيقن أنه إنما ألفه لسب المناوي و شتمه وتجهيله بحق و بدون حق، و قد أشار شقيق أبي البيض: عبد الله في أوله إلى أنه تصرف فيه بحذف ما بالغ فيه المؤلف من السب، و مع هذا فقد كتب على أول ورقة الجزء الأول الكلمة العوراء لعبد الله هذا في كتاب شقيقه و هي: من أراد معرفة صناعة الحديث فعليه بالمداوي.

و الملاحظ أن هؤلاء الغماريين: أحمد، و عبد الله، و عبد العزيز، و عبد الحي، معجبون بعلمهم، و معندون بأنفسهم و لا سيما إمامهم أبو البيض، فإنه كان يحث تلاميذه على قراءة كتبه و لا سيما "فتح الملك العلي" و يقول بأن الله من عليه بمنقبة، و هي أنه يُفتح على من تلمذ على كتبه، و يسمي شقيقه عبد العزيز الذي تخرج على "فتح الملك العلي" و الشيخ المنتصر الكتاني بأنه ما عرف الحديث إلا من طريق كتبه، و يُهيب بذنبه الأبتر عبد الله الكرفطي أن يعكف على "فتح الملك العلي"، و "درء الضعف"، فإنهما كفيلان بتخريجه محدثا بطنجة، و الناس يعرفون مرتبة هؤلاء في الحديث، و في المكاتب جزء ألفه الألباني في انتقاد صنيع المنتصر الكتاني فيما اختاره من أحاديث لطلبة الجامعة السورية، و قد أبان به جهل الشيخ المنتصر بالحديث الذي أخذ علمه عن أبي البيض.

و المداوي وقفت عليه مخطوطا في حياة مؤلفه، و انتقدت عليه سكوته المتكرر عن عشرات الأحاديث، و لعلها مآت ينتقدها على المناوي من حيث العزو و الخطأ فيه و نحو هذا، أما مرتبة الحديث التي هي المقصودة من التخريج و النقد، للعمل و التعبد، فلا يعيرها الشيخ أبو البيض اهتماماً، و كفى بهذا جهلا و ضلالا، و لا يتسع الوقت لتتبع أخطاء كتابه "المداوي"، و هو واسع المجال، كثير الأوهام التي وقفت على بعضها بمجرد التصفح على قلة البضاعة، و عدم الدُّربة، وانعدام المساعد، و عسى الله أن يقيض لهذا الكتاب من يتقن نقده، و يبطل آيته التي طالما سمعنا نقيق الغماريين بها، و الله يعلم المفسد من المصلح، و من الجدير بالذكر أن شيخنا الألباني اطلع على بعض أجزاء المداوي و هو مريض مرض موته، و انتقد عليه كثيرا كما في أجزائه الأربعة الأخيرة من موسوعته الرائدة سلسلة الأحاديث الضعيفة.

الفصل التاسع عشر

قوله بالبدعة الحسنة في الدّين، و نصرته لكثير من البدع أخذا بهذا المبدأ و إنكاره للقياس مطلقا

هذا الفصل يتضمن بائقتين:

* قول أبي البيض بالبدعة الحسنة في الدين أي في العقيدة والعبادات، و نصرته بالتالي لكثير منها.

* و البائقة الثانية: إنكاره للقياس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير