تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و من مواقف أبي البيض المخزية التي تنم عن قسوة في القلب، و غلظ في الطبع، و انعدام الرحمة و الشفقة و الإنسانية، تشفيه من إخوانه المغاربة حينما دمّر زلزال كبير لم يسبق له مثيل مدينة أكادير، و أودى بحياة أكثر من خمسة عشر ألف نسمة معظمهم من النساء و الشيوخ و الأطفال، لأنه داهمهم ليلا، فسبهم أبو البيض و اعتبر ذلك انتقاما من الله له، و هو إنما ناله ما ناله من ظلم على يد الاستقلاليين، فتأمل هذا الموقف من شيخ الطريقة و خادم الحديث الذي يروي حديث "الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

و المقصود أن أبا البيض لم يسلم من سُم يراعه كثير من البلاد و العباد، فتراه إذا حرد وغضب يُجرر ذيل غضبه و نقمته على المعاهد و الديار و الجماعات، فقد ألف "الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد" عمم فيه الحكم بالردة على جميع المقلدين، و هم أغلب المسلمين في جميع بقاع الأرض، و ضلل بل كفر الأشاعرة حتى إمامهم أبا الحسن الذي تاب إلى الله، والماتريدية، هؤلاء من حيث العقيدة، و ضلل و فسق الحنابلة من جهة النصب و الرد على الصوفية، و حتى هؤلاء ليس عنده ميزان و لا ضابط يُرجع إليه في تمييز المحق من المبطل، فهذا الترمذي الحكيم، و أحمد التجاني، و علي بن ميمون، و غيرهم كثير، دجاجلة كذابون، و ابن العربي الحاتمي والششتَري و ابن سبعين و الحلاّج و التلمساني و ابن إسرائيل و الردّاد و ابن أضحى، و أمثالهم من الملاحدة، في قمة الولاية و العرفان، و الشيعة و الروافض و دينهم فاق في الفساد و البطلان دين اليهود و النصارى و المجوس، لا يتناولهم بسوء أبدا؛ بل له منهم شيوخ يروي عنهم و يثني عليهم وتراجمهم عنده في "البحر العميق".

أما الأفراد فيطول جلب أقواله فيهم بين التكفير و التضليل، و التفسيق و التجهيل، و هم عشرات ذكر منهم الأخ مصطفى السفياني في "تنبيه القاري، إلى فضائح أحمد ابن الصديق الغماري" من صفحة 17 - 87 وفاته الكثير، و قد تقدم في الفصول السابقة الإشارة إلى بعض ذلك، و على رأس هؤلاء: الصحابة الكرام رضي الله عنهم و لعن من طعن فيهم كمعاوية، و أبيه أبي سفيان –و قد خص هذا من مطاعنه بما يدل على رقة الدين و انعدام الحياء-، و عمرو بن العاص، و عبد الله بن الزبير، و المغيرة بن شعبة – و هو ممن بايع تحت الشجرة-، و سمرة بن جندب، و غيرهم. و من تابعيهم، كأبي حنيفة –و يكاد يخرجه من الملة -، و الإمام مالك صحح ما حكاه عنه أبو الفرج في الأغاني من أنه كان مغنيا يتعاطى الغناء و يتقنه، و هو يعلم كذب ذلك، و كان إذا تناوله ذكره ببرودة و سوء أدب، أما أتباعه و لا سيما المتأخرون منهم فحدث عن البحر و لا حرج، و أسوأ حظا منهم الحنفية و الحنابلة الخبثاء!! و لا يسلم من معرته إلا الشافعية، و قد كان في يوم من الأيام ينتسب إليهم بعد الزيدية، ثم اختار لنفسه أخيرا مذهبا مباينا لهؤلاء كلهم في منتهى الغرابة و السُّوء، و عليه مات، و لنخلص الآن لاختيار كلمات عوراء أطلقها في حق شيخ الإسلام و حزبه، نوردها مرقمة ليلمس الناس مدى انحرافه و عدائه الشديد لهذه الكوكبة من المصلحين الذين قامت بهم و بأمثالهم حجة الله على خلقه:

1 - في الجؤنة ما نصه: و المقصود التنبيه على تدليس الذهبي في شأن بني مروان؛ بل التناقض الظاهر، و التحيز الباهر، فسبحان من ابتلى أهل الشام بحب بني مروان، و الانحراف عن آل البيت الأطهار، و من رأى كلام ابن كثير، عرف أن الذهبي لا شيء بالنسبة إليه، أما شيخهما ابن تيمية، فهو عدو آل البيت الأكبر، كما أنه عدو أهل الله، فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به، و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

2 - و فيه أيضا كلام عن الذهبي و ابن كثير في نفس الموضوع ختمه بقوله: أما شيخهما ابن تيمية شيخ النصب، و إمام الضلالة، فكان أخبث منهما و أوقح الخ.

3 - و فيه أيضا بعد كلامه على رحلة بلال إلى المدينة مناما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم و أذانه بها، و بكاء الناس الخ، قال أبو البيض: (في هذه الرؤيا النبوية الحقة رد على شيخ الضلالة ابن تيمية الذي يحرم شدّ الرحلة لزيارة أفضل الخلق صلى الله عليه و آله و سلم).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير