تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: وفي هذا تجن على شيخ الإسلام من وجوه:

أولا: أن هذه الرؤيا ليس لها سند صحيح.

ثانيا: أن الرؤى لا تؤخذ منها أحكام.

ثالثا: أن الذي حرَّم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة هو الرسول عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) الحديث.

و قد تواصى المبتدعة بنسبة تحريم شد الرحال مطلقا إلى ابن تيمية، في حين أنه يتمسك بالحديث في شد الرحال لزيارة القبر فقط.

4 - و فيه بعد كلام عن كتاب "المواقف" لعبد القادر محيي الدين الجزائري و أنه حصل عليه بواسطة طابعه بمصر شيخه شلبي الشبرانجومي الذي كان يحبه و ينشط بمذاكرته قال: إذ علم أني عدو لابن تيمية و القرنيين أذنابه، خبير بطاماته و ضلالاته.

5 - و في الجؤنة ما نصه: ذكر ابن تيمية في كتابه الخبيث (منهاج السنة) و هو رد على ابن المطهر الحلي كلاما قال فيه: (و لئن كان أهل السنة يُرَبِّعون الخلفاء بعلي فإن جماعة من أهل السنة بالأندلس كانوا يربعون بمعاوية …) قال أبو البيض: إنه لم يعرف مصدر ابن تيمية في هذا حتى وقف على تكملة ابن الأبار، و نقل ما فيه مما يشهد بوضوح لقول ابن تيمية، ثم قال: فعلمت أن هذا مصدر ما حكاه ابن تيمية، فازددت عجبا و يقينا بخبثه و نصبه وكذبه، فإنه دلس و لبس، و نسب ما قاله ابن عبد ربه إلى أهل الأندلس، (تأمل كذب أبي البيض على ابن تيمية، فإنه قال: فإن جماعة من أهل السنة كما تقدم آنفا) و سمى فاعل ذلك من أهل السنة (و بنو أمية بالأندلس كانوا من أهل السنة مالكية المذهب) فقبحه الله ما أشد عداوته لآل بيت رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله وسلم، و ما صنع شيئا إلا أنه برهن على نفاقه، فقد قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: "لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق " … ثم هو غير مؤمن بنص كتاب الله تعالى: (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله)

و قد افترى هذا المجرم الدجال على أهل السنة، و على أهل الأندلس، و نسب إليهم ما هم منه براء.

قال أبو أويس: وأبو البيض كان يحكم على أهل الأندلس دون تفريق بالنصب، و سألته مرة عن كتاب "البغية" للساحلي فأثنى عليه و نعى عليه نصبه المتجلي في تراجم أهل البيت في كتابه، و كيف تحدث عنهم ببرودة!

6 - و فيه ما نصه: قرأت لابن تيمية رسالة أجاب بها من سأله: هل صح حديث في فضل علي عليه السلام، فزعم عدو الله أنه لم يصح حديث في فضل علي البتة، و إنما في الصحيح قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، و هذا لا فضل فيه، لأن الله تعالى قال: (بعضكم من بعض)، مع أنه عدو الله يعلم أن إمامه أحمد رضي الله عنه قال: ما ورد في فضل أحد من الصحابة بالأسانيد الصحيحة الجياد ما ورد لعلي كما رواه الحاكم في المستدرك بالسند الصحيح إليه، و يكفينا أن في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه و آله و سلم لعلي: (لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق)، فلو أقر ابن تيمية بصحة هذا الحديث!؟ أو حكى للسائل أنه في صحيح مسلم لشهد على نفسه بأنه منافق عدو لله و رسوله.

قال أبو أويس: كتبت أنا بخطي بهامش نسختي هنا ما نصه: ليت المؤلف (أبا البيض) سمى لنا هذه الرسالة التي ذكر فيها شيخ الإسلام هذا الكلام، و لكنه لم يفعل و لا يفعل هذا أبدا، و هي طريقة قديمة معيبة تدليسية، لا تتفق و المنهج العلمي، و كلام ابن تيمية شيخ الإسلام في فضل علي و ما ورد فيه مشهور مبثوث في كتبه و فتاويه (و قد جمع بعض المعاصرين كلامه في علي و آل البيت في جزء مطبوع) لا سيما (منهاج السنة)، و لكنه بالنسبة لغلاة الشيعة و الروافض نصب و عداء و نفاق، و لو جارينا المؤلف و أئمته الروافض لحكمنا على الأمة حتى الصحابة بالنفاق كما يفعلون، و قد صرح أبو البيض بأن أكثر الصحابة كانوا يحسدون عليا و يبغضونه فهم بالتالي منافقون، و قد سبق النقل عنه بذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير