تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - و فيه أيضا في كلامه على تاريخ ظهور الحشيش ما نصه: مما يرد على ابن تيمية زعمه أنها أول ما ظهرت في أواخر القرن السادس، أن الزركشي ذكر في كتابه (زهر العريش، في تحريم الحشيش) أنها ظهرت في القرن الخامس، و كأنه أخذ ذلك من كلام بعض الفقهاء الشافعية من أهل القرن الخامس، كأبي إسحاق الشيرازي على حكمها، مع أن دعوى الزركشي مردودة أيضا بما حكاه صاحب "السوانح"، و المقصود بيان أن جل كلام ابن تيمية تهجمات من هذا القبيل من غير تحقيق و لا مستند.

قال أبو أويس: كتبت أنا على هذا الموضع ما نصه: هذا هو مقصود المؤلف (أبي البيض) مع أن ابن تيمية ربما كان يعني بظهورها ببلده الشام، و أنها لم تعرف به قبله، و تهوين المؤلف أمر الحشيش خطر، لأنه تبيّن الآن بتحليل آثارها على المخ و الأعصاب، و على المدى الطويل أنها أخطر و أفظع من الخمر، و لذلك تعاقب عليها كثير من الدول بالإعدام، (و الحكم باطل في الإسلام، لأنه لم يرد فيها حد، و إنما فيها التعزير)، و الصوفية مشهورون بتعاطيها من زمن طويل حتى سميت "حشيشة الفقراء"، و إخوة المؤلف: عبد الله، و عبد الحي، و عبد العزيز مخالطون لتجارها بطنجة، يقبلون جوائزهم، و مساعداتهم، و يفتونهم بإباحة عملهم؛ بل إن أحد أحفادهم مشهور بالتجارة فيها، و هو من سكان الزاوية، و حبس من أجلها مرة، و الله أعلم بما وراء ذلك، فافهم.

8 - و فيه بعد إيراده رواية باطلة من روايات الإسراء و أعقبها برواية عن يعقوب عليه السلام تتضمن تقديس البقاع و استحباب الصلاة فيها، قال أبو البيض متحديا لله و رسوله و أصحابه: ففي هذا دليل على أنه يستحب تعظيم البقاع التي وقع فيها للصالحين تعبد و انقطاع إلى الله تعالى، أو حصل لهم فيها فتح!؟ و أنه ينبغي الصلاة فيها و التبرك بها إذا مر في طريقه عليها خلافا لما يدّعيه شيخ الضلالة ابن تيمية و أذنابه.

قال أبو أويس: و هذا كما ترى محادة لله و رسوله، و إذا كان الإسلام كما زعم أبو البيض هنا فلماذا نعى النبي صلى الله عليه و آله و سلم على أصحابه و هم حديثو عهد بإيمان، طلبوا منه أن يجعل لهم ذات أنواط، و كبّر و قال: إنها السُّنن، لقد قلتم كما قال بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلاها كما لهم آلهة)، و لماذا حرم الرسول شد الرحال لغير المساجد الثلاثة، و لعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند أبي البيض من الوهابية لحرصه على نظافة التوحيد و سلامة العقيدة من لوث الشرك، و صنيع المؤلف يدل على جهله بتوحيد التوجه و العبادة، و لهذا كان لا يرى بأسا من دعاء الأموات، و الاستغاثة بهم في الشدائد، و قصد أضرحتهم لاستنزال المطر، و حدثتني حماتي أنهم كانوا يحلفون باسم أبيها والد أبي البيض و يهتفون باسمه و هم مرضى و هو بين أظهرهم يسمعهم و يوافقهم (و من يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم).

9 - و فيه بعد أن وضع كلية غمارية مما أوحاه إليه شيطان رفضه، و هي: كل حديث تجد فيه ذكر مبهم ذمّه النبي صلى الله عليه و آله و سلم، أو وصفه بأنه من أهل النار، أو رأس الفتن، أو نحو ذلك فاعلم أنه معاوية يبهمه الرواة النواصب المنافقون أعداء الله و رسوله، و أحباب أعدائه، وبعد كلام ذكر أنه درّس مع بعض الطلبة مقدمة ابن الصلاح، و أنه حضر درسه مرة بعض أتباع محمود خطاب السبكي، و سمعه يقول عن علي: عليه السلام، فغضب و كان أعمى البصر والبصيرة، و قال هذه بدعة و رفض و تشيع، و ذهب و لم يعد، قال أبو البيض –على عادته في الكذب و التزيد-: مع أن أكثر السلف الصالح من المحدثين و الفقهاء و المفسرين و الصوفية (و هل كان في السلف صوفية؟ و نعني بالسلف من شهد لهم النبي بالخيرية في الحديث الصحيح: خير الناس قرني .. ) و من بعدهم إلى وقتنا يخصّصون عليا و آل بيته بقولهم: عليهم السلام (و هذا كما ترى كذب مكشوف و هو شعار الشيعة و الروافض فقط)، و في صحيحي البخاري و مسلم الكثير من ذلك، و اعجب من هذا أن ابن تيمية إمام هذه الطائفة الضالة و شيخ النواصب لا يكاد يذكر عليا و فاطمة إلا و يقول: عليهما السلام، بدل: رضي الله عنهما، تدليسا و سترا لنصبه، و ذرا للرماد في أعين الناس على عادته في التلبيس و سبك طرق الإضلال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير