تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم ذكر ما زعمه أحاديث صحيحة في ذم معاوية، و قد رددها مرارا، و الواقع أن ابن تيمية رضي الله عنه و أرضاه أبعد الناس عن التدليس و التلبيس و النفاق و ذر الرماد في العيون، و إنما هذه أخلاق أبي البيض و آله إلا من رحم الله منهم، و معلوم من تاريخ ابن تيمية أنه كان مضرب المثل في الشجاعة و الإقدام و لا أدري لماذا سُجن سنين إن لم يكن هذا السبب، فقد ناظر المتصوفة و قهرهم، و متعصبة الفقهاء وأفحمهم، و الأمراء و الحكام و النصيريين و الباطنية حتى رموه عن قوس واحدة، و من يقوم هذا المقام، و يصارع هذه الطوائف، و يحمل السلاح لرد التتر حتى دحرهم، يخاف أن يقول عن علي و آله رضي الله عنهم بدل عليهم السلام؟ هنا مضرب المثل العربي "رمتني بدائها و انسلت"، و قد كتبت على هذا الكلام بخطي ما نصه: عجيب أمر المؤلف (أبي البيض)، فشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه الذين هم بحق جند الإسلام و حماته بالسيف و القلم ضد المفسدين من المشركين و الباطنية و التتر و الصليبين و الصوفية و المقلدين و الروافض، هؤلاء عنده مجرمون ضالون مضلون، بل كفرة ملاحدة منافقون كما يصرح به أحيانا، و إن أفصحوا بفضائل أهل البيت، و قرروا منها ما هو صحيح، و جروا على ما جرى عليه بعض المتقدمين من السلام على علي و آله، قال أبو البيض: إن هذا كله ستر للنصب و احتيال و ذر للرماد في العيون الخ، فهل المطلوب منهم عند أبي البيض عبادتهم مع الله، و الإعلان بأنهم آلهة، و أرباب، أم ماذا!؟ و كان من واجب أبي البيض أن يسكت على رأي المثل "من كان بيته من زجاج فلا يرم الناس بالحجارة": إنه ما زال على قيد الحياة هنا من يعرف عُجر و بُجر كبير الجماعة التي أشار إليها الشيخ التهامي الوزاني في الجزء الثالث من تاريخ المغرب، و أن دهاقنة الاستعمار وقع اختيارهم عليه لتنفيد مخططهم في القضاء على المقاومة المسلحة و رموزها في الشمال، و قد اغتيل منهم أبطال معروفون، و التاريخ لا يرحم، و قد سمعنا منهم ما يندى له الجبين من مواقف الخيانة و العمالة للمغتصب الكافر، فهل من يتورط في هذا البلاء يطاوعه لسانه على ثلب عصابة العلم و الإيمان و التوحيد، الذين هم بالنسبة لهؤلاء ملائكة؟ ألا قبح الله من لا يستحي و لا يخاف الله تعالى.

10 - و فيه ردا على ابن القيم الذي أنكر حديث: إن الله يحب كل قلب حزين، و محاولة تصحيحه من أبي البيض، ثم قال: و كيفما كان الحال، فإنكار الحديث، و أنه لا يُعرف له إسناد و لا مخرج، غريب جدا من ابن القيم، و كأنه أخذ هذه الطريقة عن شيخه ابن تيمية الذي كان لا يتورع عن إنكار ما لم يصل إليه علمه، و لا يتثبت في ذلك كما هو معلوم.

قال أبو أويس: أي معلوم عند الجهال بأقدار العلماء، المجترئين على الفضائح و الدواهي دون مبالاة.

11 - و فيه ما نصه: ابن تيمية شيخ النواصب لفرط نصبه و خبثه عارض الإمام الشافعي رضي الله عنه في قوله في أبياته المشهورة: [الكامل]

إن كان رفضا حبُّ آل محمّد ** فليشهد الثقلانِ أنيَ رافضي

فقال ابن تيمية الخبيث:

إن كان نصبا حب آل محمد **فليشهد الثقلان أني ناصبي

و هذا منه تستر و مصادرة، فإنه لم يقل أحد من الناس إن حب الصحابة نصْب (هذا كذب ومغالطة، فإن المؤلف و إخوانه، و فيهم شيوخه الخمسة أول من يقول بذلك؛ بل إن أول علامة على النصب، اعتقاد صحبة معاوية و أبيه و عمرو بن العاص و من معهم، بل جمهرة الصحابة إلا الأربعة كلهم كفرة منافقون عند الشيعة، فمن يواليهم أو يترضى عنهم فهو ناصبي منافق و هذا من أوليات مذهبهم، و المؤلف يعرف هذا و لكنه يتغاضى عنهم لعطفه عليهم و حبه لهم، و هواه معهم "ولتعرفنهم في لحن القول") و إنما يقول النواصب إخوانه: إن حب آل البيت رفض كما قال الشافعي رضي الله عنه، و من أعجب ما يلقم به هذا الخبيث، و تقام به عليه الحجة من نفس كلامه: أنه عدو الله كان شديد البغض لعلي عليه السلام، و علي من الصحابة و آل البيت معا، فأين حب الصحابة الذي يدّعيه؟ (كبرت كلمة تخرج من فيك إن تقول إلا كذبا و زورا، ثم إن الحب و البغض من أفعال القلوب، فمن أطلعك –يا أبا البيض- على قلب ابن تيمية، و هذا ثناؤه ومدحه لعلي و آل بيته مبثوث في كتبه و فتاويه، و الواقع أن أبا البيض لم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير