تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقرأ من كتب شيخ الإسلام إلا أقل القليل و كثير منها طبع مؤخرا، و أعتقد أنه لو اطلع عليها كلها ما غير عقيدته، فإن شأن ابن تيمية أكل قلبه، و استولى على تفكيره، فلا يكاد يذكره حتى يتعكر دمه، و يفلت الزمام من يده فينفجر تسخطا و نقمة و تجريحا) و المقصود أنه لفرط نصبه أراد أن يصرح بما في قلبه، فركّبه في هذا القالب، و لوّنه بهذا اللون، و إلا فمجرد معارضته لبيت الإمام الشافعي رضي الله عنه، يصرح بنصبه، و فرط بغضه لآل بيت نبيه و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم فكيف بما فاه به في حق علي عليه السلام من تلك الطامات الدالة على نفاقه بشهادة المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى؛ بل و زاد –قبحه الله- فتكلم في سيدة نساء أهل الجنة و بضعة الرسول، و أحب الخلق إليه، فاطمة الزهراء صلى الله عليها و سلم فقال في كتابه الخبيث (منهاج السنة): إن فيها شبها من المنافقين، قبحه الله و عامله بما يستحق.

قال أبو أويس: هذه التهمة رددها مع أبي البيض شقيقه عبد الله، و هي تهمة مردودة، و معاذ الله أن يقول مسلم هذا في حق السيدة فضلا عن إمام جبل في السنة كابن تيمية، و قد راجعت كلامه رحمه الله فوجدته في موضوع الإرث و أرض فدك، وحرص السيدة رحمها الله و رضي الله عنها على طلب حقها رغم ثبوت الأحاديث عن والدها صلى الله عليه و آله و سلم أنه لا يورث، و أن ما تركه صدقة، و أبلغها الصديق رضي الله عنه ذلك وخيرها أن تأخذ من ماله ما شاءت، و لكنها أبت و أصرت، و نحن لا نعتقد عصمتها، و أن موقفها هذا خطأ بلا شك، و كلام ابن تيمية في تخطئتها واضح، و لكن أبو البيض يقتطعه من سياقه للشغب و التخليط.

12 - و فيه أيضا أثناء كلامه على الأنصار و إخبار النبي صلى الله عليه و آله و سلم إياهم أنه سيلقون بعده أثرة، قال أبو البيض: و كان ذلك من أعلام نبوته صلى الله عليه و آله و سلم، فأول من استأثر عليهم و عاملهم بالإهانة معاوية إرادة لاحتقار من عظم الله، و تشفيا منهم لنصرتهم الله و رسوله، و إعلائهم دينهم.

قال أبو أويس: و أين و متى و كيف أيها الأفاك؟

13 - و في الجؤنة حول الكلام على بدعة التعريف الذي يقع يوم عرفة و هو اجتماع الناس بالمساجد للذكر و الدعاء، و أن ابن تيمية حكم بأنه بدعة.

قال أبو البيض و هو في ذلك على عادته: مع أن إمامه أحمد أجازه، (و قد طبع لشيخنا الألباني مساجلة جرت في ذلك بين ابن عبد السلام و ابن الصلاح يستفاد منها أنها بدعة ضلالة)، و لكن أبو البيض قال: القياس ما قاله أحمد، لا ما زعمه ابن تيمية، فإن الاجتماع للذكر و الدعاء مطلوب مرغّب فيه ... و ما كان كذلك فلا يسمى بدعة، لأن البدعة هي ما أُحدث في الدين مما لا شاهد له في الدين، و لا يمكن اندراجه تحت قاعدة من قواعده الخ.

قال أبو أويس: و هذا يتمشى مع مفهوم البدعة عند أبي البيض و قبيله، وهو مفهوم خطأ، لا يقبل الاطراد إلا على سبيل التحلل، فهم في زاويتهم بطنجة لا يقرأون القرآن يوم الجمعة بصوت واحد كما في سائر المساجد، لأنه بدعة! و لا يؤذنون ثلاثا كما يفعله الآخرون لأنه بدعة، و لا يهللون بالليل، و لا يقولون: أصبح و لله الحمد، و لا يذكرون الخلفاء الراشدين و لا يدعون مع الملك إلا تحلة القسم بدعوى أن هذا كله بدعة مع أنه يندرج تحت قواعد الشرع كما يقول الآخرون، و قد مضى الكلام في الرد على أبي البيض في موضوع الابتداع و قوله بالبدعة الحسنة، و المقصود الحط على ابن تيمية بما تيسر.

14 - و فيه أيضا دفاع أبي البيض عن الروافض، و الطعن على النواصب و خصوصا الحنابلة، ونقل عن بعضهم الطعن على علي رضي الله عنه و لمزه بشرب الخمر، و أن ابن رجب الحنبلي اعتبر ذلك تسننا (يعني ميلا إلى أهل السنة).

قال أبو البيض: انظر إلى خبث الحنابلة في هذا الباب لا سيما من جاءوا بعد ابن تيمية رأس النواصب، و شيخ أهل الضلال، لاسيما من أدلى إليه بالتتلمذ على تلامذته و أصحابه الذين تسمموا بخبثه و نصبه، فابن رجب أخذ عن جماعة من أصحاب ابن تيمية الخبيث من أشهرهم ابن قيم الجوزية، لا بارك الله في تلك الطائفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير