تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو أويس: و فاته أن هؤلاء و غيرهم من تلاميذ ابن تيمية، و يكنون له أعظم الوفاء، و تأمل غلو أبي البيض في المزي غلوا يضحك الثكلى، و يصح أن يذكر في أخبار المغفلين و الحمقى، وهؤلاء الجلّة عند كل أحد منهم ما ليس عند الآخر، ثم هم جميعا من أهل الشام، و معلوم أن أبا البيض يؤمن بما ورد في رسالة الذهبي عن ابن تيمية، و هي رسالة منكرة مدسوسة، و حملة أبي البيض على محب الدين الخطيب كانت بسبب تأليفه لرسالته الدامغة للروافض (خطوط عريضة لدين الشيعة الإمامية) التي كانت قنبلة ذرية على رأس الروافض كشفت لأول مرة عن فواقرهم بكلام موثق بنصوص طواغيتهم المنقولة مباشرة عنها، ثم زاد طبعه لمختصر الذهبي لمنهاج السنة و تعليقه عليه، و فصل فتنة مقتل عثمان و ما ترتب على ذلك من كتاب (العواصم من القواصم) لابن العربي، و قد أفاد و أجاد رحمه الله و عفا عنه.

18 - و في رسالة له أيضا لأبي الفتوح بخط إبراهيم أخي أبي البيض لشدة مرضه، و قد توفي بعدها ببضعة أشهر، و فيها يقول بأن ابن حزم مأجور على خطئه في الاجتهاد كالشيخ الأكبر ابن العربي بخلاف ابن تيمية الشامي الناصبي الخبيث، فإنه حقود حسود له مقاصد سيئة في دعاويه، فلذلك اتفق أهل الله على ذَمِه؟!! فابن حزم اجتهد فأخطأ فله أجر، و ابن تيمية تلاعب و ضلل فعليه إثم الضالين.

قال أبو أويس: هكذا يكون الدجل و الكذب و الرسوخ في الضلال، و ليت أبا البيض ذكر لنا من هم أهل الله الذين اتفقوا على ذم ابن تيمية، و لعله يعني زنادقة المتصوفة، كالنبهاني و الكتاني، وابن حجر المكي، و كلمته فيه مشهورة ردّها عليه الشيخ نعمان بن محمود الألوسي في كتابه العجيب "جلاء العينين، في محاكمة الأحمدين"، و الكوثري، و أمثالهم من حثالة الخلق الذين لا في العير و لا في النفير، و إنما علمهم شعاره (إنا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) و لعل أبا البيض لم يقرأ ما كتب في مناقب ابن تيمية و هو عشرات الرسائل و الكتب و الأبحاث، و من أهمها و ألصقها بالموضوع (الرد الوافر) لابن ناصر الدين، و قد ترجم فيه كثيرا من كبار العلماء الذين أطروا شيخ الإسلام، و دافعوا عنه و وصفوه بشيخ الإسلام، و أنا أعتقد أنه لو قرأها كلها و أمثالها معها لم يغير رأيه، و لم يقلع عن ضلاله و ظلمه، لغلبة الشقاء عليه، و بلوغه في دائه درجة لا يرجى معها شفاء، و كأنه ينشد قول عارفهم الحراق التطواني الذي يعرب فيه عن عرفانه؛ بل طغيانه في البدعة و المسخ: [البسيط]

صبغت فيه بألوان بلغن إلى ** عقلي فلا يرتجى كشف لتلويني

و قد عرفتُ بمراجعة أبي البيض كتابة و مشافهة أنه لم يقرأ من كتب هذه الكوكبة المضيئة من مصابيح الكون، كابن تيمية، و ابن القيم، و ابن كثير، و الِمزي، و ابن عبد الهادي، و ابن رجب، إلا القليل لأنه كان منذ البدء مملوء الخاطر من كراهيتها، و بغض أصحابها، ثم إن الكثير منها بل أكثرها لم يكن طبع كالعشرات من كتب ابن تيمية، و سير أعلام النبلاء، و تاريخ الإسلام للذهبي، و الكثير من كتب ابن القيم، و فتح الباري لابن رجب، و غيرها، و إنما كان مكبا على قراءة "الفتوحات" و الفصوص و اللمع و الإحياء و الرعاية و الإبريز، و نحوها من البثور في محيا العلم.

19 - وقفت مرارا على تحذيرات أبي البيض من كتب ابن تيمية و تلاميذه و أئمة الدعوة النجديين، و تصريحه أنها سبب ضلال من ضل من المسلمين!! لعله تقدم شيء منها في هذه الفصول.

20 - في رسالة منه لتلميذه الكرفطي دون تاريخ تتضمن جوابا عن أسئلة منها قوله: وقواعد العز ابن عبد السلام لا تفيدك بشيء مطلقا، و لا تعرف أن تأخذ منها فائدة، فهو فلسفة أشبه به من قواعد الفقه، و ما أظن أن أحدا انتفع منه بشيء إلا بجمل يذكرونها و هي حرف من ألف، فلا تعمر بالك به، فإني أشبهه بكتب ابن تيمية التي يقرؤها فلا يخرج منها بفائدة، لاسيما و هذه "أحكام ابن عبد السلام" مرتبط بعضها ببعض من أول الكتاب إلى آخره، مع أنها من أولها إلى آخرها مبنية على المصالح و المفاسد، و أن الشريعة كلها جاءت لمراعاتها، و لكنها بتقسيمات وتفريعات كثيرة مملة، و في الحقيقة فارغة و السلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير