بارك الله في الإخوة الذين أنصفوا علمائنا وأنصفوا قرآننا ودينا , ولي كلام سأنشره لاحقا حول توظيف الملحدين العرب في منتداياتهم وحواراتهم لبعض التأويلات الخاطئة لنصوص تتعلق بالظواهر الكونية وقع فيها بعض علمائنا قديما وحديثا مثل مسألة دوران الأرض حول الشمس مع باقي الكواكب التابعة للمجرة الشمسية (وفي نفس الوقت تجري الشمس بكواكبها التابعة لها لمستقر لها, فلا تناقض إذا) وما وقع بعض علمائنا الأجلاء في هذا التأويل إلا ظنا منهم أن القول بدوران الأرض حول الشمس ينفي جريان الشمس والأمر ليس كذلك, فظنوا أن هذا يستلزم رد ما أخبر به القرآن صراحة من جريان الشمس وأيضا قوله تعالى في سورة الكهف: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) رغم أنه لا تعارض أبدا إذا عرفنا تركيب المجرة الشمسية بل القرآن سبق كل الافتراضات والكشوفات لما قال الحق سبحانه وكل في فلك يسبحون وكلمة كل كما قال الزمخشري من أبلغ صيغ الجمع في اللغة.
من التأويلات الخاطئة أيضا تأويلهم لقوله تعالى: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) بتأويلات غريبة في كتب التفسير ردها عدد من المحققين من المفسرين.
وقد عثرت يوما على بحث قام به أستاذ ملحد ونشره في منتدى اللادينيين العرب عن مثل هذه التأويلات. رغم أن المراد كما قرره المحققون من المفسرين مثل الشيخ العلامة المفسر الطاهر بن عاشور التونسي في كتاب التحرير والتنوير لما قال: والمراد ب {مغرب الشمس} مكان مغرب الشمس من حيث يلوح الغروب من جهات المعمور من طريق غزوته أو مملكته. وذلك حيث يلوح أنه لا أرض وراءه بحيث يبدو الأفق من جهة مستبحرة، إذ ليس للشمس مغرب حقيقي إلا فيما يلوح للتخيل. والأشبه أن يكون ذو القرنين قد بلغ بحر الخزر وهو بحيرة قزوين فإنها غرب بلاد الصين.ويظهر أن هذه العين من عيون النفط الواقعة على ساحل بحر الخزر حيث مدينة (باكو)، وفيها منابع النفط الآن ولم يكن معروفا يومئذ. والمؤرخون المسلمون يسمونها البلاد المنتنة.
والمخطؤون في التأويل بالطبع مأجورون لكن العيب أن نعتبر تأويلاتهم الظنية قطعية ونتخذها دينا نعادي ونوالي عليه وربما ضللنا من لم يقبل تأويلهم فنجعل أعداء القرآن يسخرون منا ومن ديننا ومن علمائنا. كما حدث معي في حوار مع أخ قال لي الزنداني ضال ومن أسباب ضلاله قوله بأن الأرض تدور حول نفسها وتدور في فلكها حول الشمس وهذا مخالف للقرآن حسب زعمه.
والطامة أني كنت يوما في حوار مع أستاذ جامعي علماني مغربي في غرفة حوارية فأراد أن يثبت أن الدين سبب التخلف والتحجير على العقول وأنه يناقض العلم والكشوفات والحقائق العلمية فقدم دليله بإرسال رابط من موقع سحاب فيه تضليل وتبديع من يقول بأن الأرض تدور حول نفسها وتسبح في الفلكها كماقي الأفلاك
فاتقوا الله في دينكم واتقوا الله في قرآنكم واتقوا الله في علمائكم ولا تكونوا سببا في كفر شريحة من بني جلدتنا بكتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه
يقول الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير في تفسير سورة الفرقان:
وقد جمعت الآية استدلالا وامتنانا فهي دليل على عظم قدرة الخالق، وهي أيضا تذكير بنعمة، فإن في اختلاف الليل والنهار آيات جمة لما يدل عليه حصول الظلمة من دقة نظام دوران الأرض حول الشمس ومن دقة نظام خلق الشمس، ولما يتوقف عليه وجود النهار من تغير دوران الأرض ومن فوائد نور الشمس، ثم ما في خلال ذلك من نظام النوم المناسب للظلمة حين ترتخي أعصاب الناس فيحصل لهم بالنوم تجدد نشاطهم، ومن الاستعانة على التستر بظلمة الليل ومن نظام النهار من تجدد النشاط وانبعاث الناس للعمل وسآمتهم من الدعة، مع ما هو ملائم لذلك من النور الذي به إبصار ما يقصده العاملون.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:27 م]ـ
هل قرأ أحد هنا أي كتاب حديث في الفيزياء؟