تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرسالة لابن أبىزيد القيرواني- (عقيدة- فقه مالكي- آداب وسلوك)]

ـ[أبوسعيد الأنصاري]ــــــــ[27 - 09 - 03, 12:09 ص]ـ

سلسلة المتون .. (5) رسالة القيرواني - (عقيدة- فقه مالكي - آداب وسلوك)

الرسالة

في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه

لابن أبي زيد القيرواني

مقدمة الكتاب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رضي الله عنه وأرضاه:

الحمد لله الذي ابتدأ الإنسان بنعمته، وصوره في الأرحام بحكمته؛ وأبرزه إلى رفقه، وما يسر له من رزقه، وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما.

ونبهه بآثار صنعته، وأعذر إليه على ألسنة المرسلين، الخيرة من خلقه فهدى من وفقه بفضله، وأضل من خذله بعدله، ويسر المؤمنين لليسرى، وشرح صدورهم للذكرى، فآمنوا بالله بألسنتهم ناطقين.

وبقلوبهم مخلصين، وبما أتتهم به رسله وكتبه عاملين، وتعلموا ما علمهم، ووقفوا عند ما حد لهم، واستغنوا بما أحل لهم عما حرم عليهم.

أما بعد ..

أعاننا الله وإياك على رعاية ودائعه، وحفظ ما أودعنا من شرائعه: فإنك سألتني أن أكتب لك جملة مختصرة.

من واجب أمور الديانة، مما تنطق به الألسنة، وتعتقده القلوب، وتعمله الجوارح، وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن: من مؤكدها، ونوافلها، ورغائبها.

المراد به وشيء من الآداب منها.

وجمل من أصول الفقه وفنونه: على مذهب الإمام مالك بن أنس، رحمه الله تعالى وطريقته، مع ما سهل سبيل ما أشكل من ذلك من تفسير الراسخين، وبيان المتفقهين.

، لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان، كما تعلمهم حروف القرآن، ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه؛ ما ترجى لهم بركته، وتحمد لهم عاقبته: فأجبتك إلى ذلك؛ لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله أو دعا إليه.

واعلم أن خير القلوب: أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليه وأولى ما عني به الناصحون، ورغب في أجره الراغبون: إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين؛ ليرسخ فيها، وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة؛ ليراضوا عليها وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم، وتعمل به جوارحهم، فإنه روي: أن تعليم الصغار لكتاب الله: يطفئ غضب الله، وأن تعليم الشيء في الصغر: كالنقش في الحجر. وقد مثلت لك من ذلك: ما ينتفعون إن شاء الله بحفظه، ويشرفون بعلمه، ويسعدون باعتقاده والعمل به. وقد جاء أن يؤمروا بالصلاة: لسبع سنين، ويضربوا عليها لعشر، ويفرق بينهم في المضاجع، فكذلك ينبغي أن يعلموا ما فرض الله على العباد من قول وعمل، قبل بلوغهم، ليأتي عليهم البلوغ، وقد تمكن ذلك من قلوبهم، وسكنت إليه أنفسهم، وأنست بما يعملون به من ذلك جوارحهم.

وقد فرض الله سبحانه على القلوب: عملا من الاعتقادات وعلى الجوارح الظاهرة: عملا من الطاعات.

وسأفصل لك ما شرطت لك ذكره: بابا: بابا: ليقرب من فهم متعلميه إن شاء الله تعالى.

وإياه نستخير، وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، وآله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات

من ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا شريك له، ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخريته انقضاء، ولا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون، يعتبر المتفكرون بآياته، ولا يتفكرون في ماهية ذاته، {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، وهو العلي العظيم}، العالم الخبير، المدبر القدير، السميع البصير، العلي الكبير.

وأنه فوق عرشه المجيد بذاته، وهو بكل مكان بعلمه.

خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وهو أقرب إليه من حبل الوريد، {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير