تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الشيخ طاهر: من المؤكد أن اِلإسلام هو أول دين سماوي عرف في سيبيريا، ولقد كانت بلادنا حاضرة للحضارة الإسلامية الراقية، حيث خضعت سيبيريا للحكم الإسلامي في عام 978 هجرية ـ 1570 ميلادية ـ في عهد الإمبراطور " كوشيم خان " الذي ساعد على دفع مسيرة المد الإسلامي في سيبيريا .. ولقد عمل الروس القياصرة على إبادة التراث الإسلامي الوفير في بلادنا .. بعد احتلالهم مدينة سيبر العاصمة في عام 988 هجرية ـ 1580 ميلادية ـ ورفضوا إقامة كيان سياسي لسيبيريا فظلت حتى اليوم مجرد إقليم تابع لجمهوريات روسيا الاتحادية.

الحفاظ على الهوية

ما هي جهود المؤسسات الإسلامية للحفاظ على هوية المسلمين العقائدية في سيبيريا؟

المعروف أن المسلمين في سيبيريا .. خليط من التتار والمغول والقوميات الأخرى المنتشرة في بلاد التركستان، بالإضافة إلي المسلمين في سيبيريا .. والأقلية المسلمة في بلادنا قد حافظت ـ بحمد الله تعالي ـ علي هويتها العقائدية، رغم كافة الضغوط التي مارسها الروس عبر المراحل التاريخية المختلفة .. فكلمة المسلمين واحدة، ولا توجد بينهم خلافات مذهبية أو سياسية حتى انصهروا جميعا في بوتقة الدين الإسلامي الحنيف.

وأضاف الشيخ طاهر: ولقد تزايدت أعداد المسلمين في سيبيريا بشكل واضح، فبعد أن كانت أعداد المسلمين في بلادنا منذ عدة سنوات أقل من مليون نسمة، أصبح عددهم اليوم أكثر من أربعة ملايين نسمة .. وتحرض الأسر المسلمة علي تربية أولادها تربية إسلامية صحيحة .. حيث توجد في البلاد مؤسسات إ سلامية نشطت في إبلاغ دعوة الإسلام، ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المسلمين.

واستطرد: وفي مقدمة هذه المؤسسات .. الإدارة الدينية ودا ر الإفتاء والمعاهد والمدارس الإسلامية، بالإضافة إ لي المساجد المنتشرة في البلاد، والتي تعتبر من أهم المؤسسات الإسلامية، ونحن نعمل علي إحياء رسالة المسجد، باعتباره دارا للعبادة والتثقيف، ودراسة أمور الدين والدنيا .. والتعرّف علي قضايا أمتنا الإسلامية .. حتى لا يكون المسلم السيبيري في منأى عن قضايا أمته.

وأضاف مفتي سيبريا: لقد نجحت مؤسساتنا الإسلامية في تزويد المسلمين بالزاد الثقافي الوفير .. ولقد تعاملنا مع كافة القوانين السوفيتية بذكاء فطري، فحين وضعت العراقيل أمام تحركات الدعاة وحظرت تلاوة القرآن الكريم .. صاغ المسلمون قيم الإسلام وتعاليمه، وأوامره، ونواهيه في هيئة أناشيد شعبية، تتردد في كل وقت، دون أن يقع مسلم واحد في سيبيريا تحت طائلة القانون الجائر، الذي بمقتضاه منع المسلمين من تأدية شعائر دينهم في حرية و علنية.

وقال الشيخ طاهر: عندما أعلنت روسيا القيصرية قانون التسامح الديني في عام 1323 هجرية (1905 ميلادية)، فوجئ الروس أن سكان مدن وقري، قد دخلوا في دين الله أفواجا .. مما يؤكد أن الإسلام باق في صدور العباد؛ لأن المسلم لا يمكن أن يتخلى عن عقيدته أو شريعته، مهما كانت الظروف التي تواجهه.

التهجير إلى المنفى

قام الروس بتهجير عدد لا بأس به من المسلمين إلى سيبيريا .. فما أثر هذا التهجير الجبري على مسلمي سيبيريا؟

لا شك أن التهجير الجبري أو النفي إلى سيبيريا .. قد شمل أعدادا من المسلمين في مختلف مناطق آسيا الوسطي، ورغم مرارة النفي أو التهجير الجبري .. فإن المسلمين المهجّرين، وجدوا في المجتمع السيبيري أخوة لهم في الدين، وقد تحقق خلال فترة التهجير مبدأ " المؤاخاة " وتم إحياء هذا المفهوم الإسلامي بين جميع المسلمين في سيبيريا، أسوة بالمنهج، الذي سلكه أسلافنا، الذين هاجروا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في العهد النبوي الشريف .. فتلاشت مشاعر الغربة عن المهاجرين، الذين توفر لهم الاستقرارالاجتماعي .. وبدأت مرحلة الانخراط في المجتمع السيبيري، نتج عنها التزاوج والمصاهرة بين المهجّرين وسكان سيبيريا، وسادت روح المحبة والأخوة في كافة المعاملات، وقد أدي ذلك إلى إ نعاش مسيرة عمل الدعوة والتعليم وتوطيد دعائم المجتمع الإسلامي في سيبيريا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير