تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الفرائض صون اللسان عن الكذب والزور والفحشاء والغيبة والنميمة والباطل كله، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

وحرم الله سبحانه دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم إلا بحقها، ولا يحل دم امرئ مسلم إلا أن يكفر بعد إيمانه أو يزني بعد إحصانه أو يقتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض أو يمرق من الدين.

ولتكف يدك عما لا يحل لك من مال أو جسد أو دم ولا تسع بقدميك فيما لا يحل لك ولا تباشر بفرجك أو بشيء من جسدك ما لا يحل لك، قال الله سبحانه: {والذين هم لفروجهم حافظون إلى قوله فأولئك هم العادون}.

وحرم الله سبحانه الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن يقرب النساء في دم حيضهن أو نفاسهن وحرم من النساء ما تقدم ذكرنا إياه وأمر بأكل الطيب وهو الحلال فلا يحل لك أن تأكل إلا طيبا ولا تلبس إلا طيبا ولا تركب إلا طيبا ولا تسكن إلا طيبا وتستعمل سائر ما تنتفع به طيبا ومن وراء ذلك مشتبهات من تركها سلم ومن أخذها كان كالراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه.

وحرم الله سبحانه أكل المال بالباطل ومن الباطل الغصب والتعدي والخيانة والربا والسحت والقمار والغرر والغش والخديعة والخلابة.

وحرم الله سبحانه أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به وما ذبح لغير الله وما أعان على موته ترد من جبل أو وقذة بعصا أو غيرها والمنخنقة بحبل أو غيره إلا أن يضطر إلى ذلك كالميتة وذلك إذا صارت بذلك إلى حال لا حياة بعده فلا ذكاة فيها.

ولا بأس للمضطر أن يأكل الميتة ويشبع ويتزود فإن استغنى عنها طرحها ولا بأس بالانتفاع بجلدها إذا دبغ ولا يصلى عليه ولا يباع ولا بأس بالصلاة على إذا ذكيت وبيعها وينتفع بصوف الميتة وشعرها وما ينزع منها في الحياة وأحب إلينا أن يغسل ولا ينتفع بريشها ولا بقرنها وأظلافها وأنيابها وكره الانتفاع بأنياب الفيل، وكل شيء من الخنزير حرام وقد أرخص في الانتفاع بشعره.

وحرم الله سبحانه شرب الخمر قليلها وكثيرها وشراب العرب يومئذ فضيخ التمر وبين الرسول عليه السلام أن كل ما أسكر كثيره من الأشربة فقليله حرام وكل ما خامر العقل فأسكره من كل شراب فهو خمر، وقال الرسول عليه الصلاة السلام: (إن الذي حرّم شربها حرم بيعها)، ونهى عن الخليطين من الأشربة وذلك أن يخلطا عند الانتباذ وعند الشرب، ونهى عن الانتباذ في الدباء والمزفت.

ونهى عليه السلام عن أكل كل ذي ناب وعن أكل لحوم الحمر الأهلية، ودخل مدخلها لحوم الخيل والبغال لقول الله تعالى: {لتركبوها وزينة}، ولا ذكاة في شيء منها إلا في الحمر الوحشية، ولا بأس بأكل سباع الطير وكل ذي مخلب منها.

ومن الفرائض بر الوالدين وإن كانا فاسقين، وإن كانا مشركين فليقل لهما قولا لينا وليعاشرهما بالمعروف، ولا يطعهما في معصية كما قال الله سبحانه وتعالى، وعلى المؤمن أن يستغفر لأبويه المسلمين، وعليه مولاة المؤمنين والنصيحة لهما.

ولا يبلغ أحد حقيقة الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه أن يصل رحمه.

ومن حق المؤمن على المؤمن أن يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويشمته إذا عطس، ويشهد جنازته إذا مات، ويحفظه إذا غاب في السر والعلانية، ولا يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، والسلام يخرجه من الهجران، والهجران الجائز هجران ذي البدعة أو متجاهر بالكبائر لا يصل إلى عقوبته، ولا يقدر على موعظته أو لا يقبلها، ولا غيبة في هذين في ذكر حالهما، ولا فيما يشاور فيه لنكاح أو مخالطة ونحوه، ولا في تجريح شاهد ونحوه.

ومن مكارم الأخلاق أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك.

وجماع آداب الخير وأزمته تتفرع عن أربعة أحاديث: قول النبي عليه السلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)، وقوله عليه السلام: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) وقوله عليه السلام للذي اختصر له في الوصية: (لا تغضب)، وقوله عليه السلام: (المؤمن يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير