وروي في دبر كل صلاة أن يسبح الله ثلاثا وثلاثين ويكبر الله ثلاثا وثلاثين ويحمد الله ثلاثا وثلاثين ويختم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وعند الخلاء تقول: (الحمد لله الذي رزقني لذته وأخرج عني مشقته وأبقى في جسمي قوته)، وتتعوذ من كل شيء تخافه.
وعندما تحل بموضع أو تجلس بمكان أو تنام فيه تقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
ومن التعوذ أن تقول: (أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتنة الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن). ويقال في ذلك أيضا: (ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم).
ويستحب لمن دخل منزله أن يقول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله).
ويكره العمل في المساجد من خياطة ونحوها ولا يغسل يديه فيه ولا يأكل فيه إلا مثل الشيء الخفيف كالسويق ونحوه ولا يقص فيه شاربه ولا يقلم فيه أظفاره وإن قص أو قلم أخذه في ثوبه ولا يقتل فيه قملة ولا برغوثا وأرخص في مبيت الغرباء في مساجد البادية.
ولا ينبغي أن يقرأ في الحمام إلا الآيات اليسيرة ولا يكثر ويقرأ الراكب والمضطجع والماشي من قرية إلى قرية ويكره ذلك للماشي إلى السوق وقد قيل إن ذلك للمتعلم واسع.
ومن قرأ القرآن في سبع فذلك حسن والتفهم مع قلة القراءة أفضل، وروي أن النبي عليه السلام لم يقرأه في أقل من ثلاث.
ويستحب للمسافر أن يقول عند ركوبه: (بسم الله اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال). ويقول الراكب إذا استوى على الدابة: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون)، وتكره التجارة إلى أرض العدو وبلد السودان، وقال النبي عليه السلام السفر قطعة من العذاب.
ولا ينبغي أن تسافر المرأة من غير ذي محرم منها سفر يوم وليلة فأكثر إلا في حج الفريضة خاصة في قول مالك في رفقة مأمونة وإن لم يكن معها ذو محرم فذلك لها.
باب في التعالج وذكر الرقى والطيرة والنجوم والخصاء والوسم والكلاب والرفق بالمملوك
ولا بأس بالاسترقاء من العين وغيرها والتعوذ والتعالج وشرب الدواء والفصد والكي والحجامة حسنة، والكحل للتداوي للرجال جائز وهو من زينة النساء، ولا يتعالج بالخمر ولا بالنجاسة ولا بما فيه ميتة ولا بشيء مما حرم الله سبحانه وتعالى، ولا بأس بالاكتواء والرقى بكتاب الله وبالكلام الطيب، ولا بأس بالمعاذة تعلق وفيها القرآن، وإذا وقع الوباء بأرض قوم فلا يقدم عليه ومن كان بها فلا يخرج فرارا منه، وقال الرسول عليه السلام في الشؤم: (إن كان ففي المسكن والمرأة والفرس)، وكان عليه السلام يكره سيئ الأسماء ويحب الفأل الحسن، والغسل للعين أن يغسل العائن وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم يصب على المعين.
ولا ينظر في النجوم إلا ما يستدل به على القبلة وأجزاء الليل ويترك ما سوى ذلك.
ولا يتخذ كلب في الدور في الحضر ولا في دور البادية إلا لزرع أو ماشية يصحبها في الصحراء ثم يروح معها أو لصيد يصطاده لعيشه لا للهو.
ولا بأس بخصاء الغنم لما فيه من صلاح لحومها ونهي عن خصاء الخيل ويكره الوسم في الوجه ولا بأس به ذلك.
ويترفق بالمملوك ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق.
باب في الرؤيا والتثاوب والعطاس واللعب بالنرد وغيرها والسبق بالخيل والرمي وغير ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ومن رأى منكم ما يكره في منامه فإذا استيقظ فليتفل عن يساره ثلاثا وليقل اللهم إني أعوذ بك من شر ما رأيت في منامي أن يضرني في ديني ودنياي).
ومن تثاءب فليضع يده على فيه، ومن عطس فليقل: "الحمد الله" وعلى من سمعه يحمد الله أن يقول له: " يرحمك الله" ويرد العاطس عليه: "يغفر الله لنا ولكم" أو يقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم".
¥