تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال فإن إنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل مل عملتم؟ قال عمر: فما الحيلة؟ قال زيد: أنت أعلم بالحيلة, فقال عمر: ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك- فلما استخلف عمر سألوا علياً عليه السلام أن يرفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم, فقال عمر: يا أبا الحسن إن جئت بالقران الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه, فقال: هيهات ليس إلى ذلك سبيل, إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة (إنا كنا عن هذا غافلين) أو تقولوا ما جئتنا به إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي, فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ فقال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه) ().

ثم جاء النوري الطبرسي ليجمع كل جهود أولئك المبطلين في كتاب مستقل من أجل تحريف المذهب الشيعي فألف كتابه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" واستقصى فيه البحث عن الروايات والنصوص الدالة على وقوع التحريف. فقال ناقلاً عن نعمة الله الجزائري: (إن الأخبار الدالة على ذلك- أي تحريف القرآن- تزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الدماد والمجلسي وغيرهم) ().

وأخيراً جاء من يسمي نفسه الموجه الأعلى للثورة الإسلامية في إيران الخميني فردد نفس كلمات أولئك المتطرفين فقال: (إن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة) ().

وقال في موضع آخر: (لقد كان سهلاً عليهم- أي الصحابة ?- أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بتحريفه ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبوه عن أعين العالمين) ().

ولابد من الإشارة بعد ذكر تلك النصوص الدالة على وقوع التحريف إلى أن كثيراً من علماء الإمامية تصدوا لأولئك المغرضين فبينوا عقيدة الإمامية الحقة في القرآن الكريم, منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ محمد رضا المظفر الذي ألف كتابه "عقائد الإمامية" بين فيه عقائدهم في القرآن وصحابة رسول الله ? وكذلك فعل الشيخ عبدالحسين شرف الدين الموسوي في كتابه "الفصول المهمة في تأليف الأمة" وكتابه " أجوبة مسائل جار الله" فقال فيمن نسب التحريف إلى الشيعة: (نعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى تعالى من هذا الجهل وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا أو مفترٍ علينا فان القرآن العظيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته تواتراً قطعياً عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام لا يرتاب في ذلك إلا معتوه) ().

أمثلة من التحريف المُدّعى

1 - ما رواه أحمد بن علي الطبرسي في "الاحتجاج" أن رجلاً من الزنادقة سأل عن علي بن أبي طالب أسئلة فقال في جوابه مفسراً بعض الآيات: إنهم أثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليفة وأزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره, ثم قال: وأما ظهورك على تناكر قوله (فان خفتم إلا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ... ) فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن, وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن) ().

2 - ذكر الكليني في الكافي:0عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل (ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً) هكذا نزلت) ().

3 - ويذكر علي بن إبراهيم القمي في مقدمة تفسيره: (أنه طرأ على القرآن تغيير وتحريف ويقول: وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فقال أبو عبدالله عليه السلام لقارئ الآية: خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسين بن علي؟ فقيل له: فكيف نزلت يابن بنت رسول الله ?؟ فقال: نزلت كنتم خير أئمة خرجت للناس) ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير