ويرى المتطرفون منهم أن طاعة علي بل مجرد محبته مما يوجب الجنة فقد قال سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبدالرضا المرعشي الشهرستاني في الإجابة عن حال من لا يصوم ولا يصلي إذا كان محباً لعلي بن أبي طالب ? فقال:
(قلنا إن الفاسق إذا مات وهو على عقيدته الأولية أعني مسلماً إمامياً جعفرياً اثني عشرياً ومات بلا توبة, فمقتضى الأخبار تزكيه بالمرض الذي توفي فيه وإلا فعلى المغتسل عند تقليبه وإلا فعند انحداره في القبر في البرزخ وإلا يشفعونه يوم الحساب) (). أي أن الشيعي يغفر له بما تلقاه من شدة في مرضه أو عند غسله أو وضعه في قبره أو يشفع له أهل البيت عند الحساب.
- ويروي الحر العاملي رواية تنص على أن من أطاع الله وعصى علياً فهو في النار وأن من عصى الله تعالى وأطاع علياً ? فهو في الجنة واليك نصها:
(روى الخوارزمي في كتاب المناقب عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله فقال الله حمدني عبدي وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك. قال: يا رب أيكونان مني, قال نعم يا آدم, أرفع رأسك فانظر, فرفع رأسه فإذا على العرش" لا اله إلا الله محمد نبي الرحمة وعلي مقيم الحجة من عرف حق علي زكى وطاب ومن أنكر حقه لعن وخاب, أقسمت بعزتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني وأن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني) ().
وهكذا لم يعد للعمل الصالح مكان في ميزان أولئك المتطرفين فقد نسبوا إلى جعفر الصادق قوله:
(إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا .. وإن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي من شيعتنا .. وإن الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا) ().
وأنه قال مخاطباً شيعته: (أما والله لا يدخل النار منكم اثنان, لا والله ولا واحد) () , وقال: (إن الرجل منكم لتملأ صحيفته من غير عمل) () ونسبوا إلى أبي الحسن الرضا – الإمام الثامن عند الإمامية- قوله: (رفع القلم عن شيعتنا .. ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنبا أ خطأً إلا ناله في ذلك عما يمحص ذنوبه ول أنه أتى بذنوب بعدد القطر والمطر وبعدد الحصى والرمل وبعدد الشوك والشجر) ().
وعلى من أراد أن يثبت محبته لأهل البيت وأن يدخل في شيعتهم فما عليه إلا أن يزور قبورهم بعد موتهم لكي ينال الأجر العظيم والثواب الجزيل. فقالوا:- (زيارة الحسين عليه السلام تعدل مائة حجة مبرورة ومائة عمرة متقبلة) ().
3 - الأئمة فوق الرسل
لقد أشاع المتطرفون من الإمامية أن الأئمة لهم مكانة سامية لا يصل إليها ملك مقرب ولا نبي مرسل. يقول الخميني في كتابه الشهير (الحكومة الإسلامية): (إن للإمام مكاناً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون, وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً محموداً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم والأئمة كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله وقد ورد عنهم أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل) (). وقد كرر الخميني ذلك في أكثر من مناسبة فقال في خطاب له في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 1400 هـ: (لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم, لكنهم لم ينجحوا, حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة وتربية البشر لم ينجح في ذلك, وأن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر .. فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء ... إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي ? وهو انه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاءوا من أجله .. إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم, لأنه أكبر وأرفع من ذلك, ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول, لأنه لا يوجد أحد بعده, وليس له ثان, لذلك لا استطيع
¥