وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية) ().
وحينما أثارت تصريحات الخميني هذه موجة من الغضب والاستنكار بين صفوف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نراه قد أصر على أقواله وأخذ يرددها. فقد ألقى خطاباً صباح يوم السبت 28/ 3/1987 في حسنية جماران عند استقباله لوزير الصحة ومجموعة من الأطباء ورؤساء الجامعات فيقول: ان النبي لم يستطع أن يحقق ذلك بالشكل الذي كان يريد وان كان بعض وعاظ السلاطين يقولون بان فلاناً قال – يعني خميني نفسه- إن النبي لم يستطع, نعم أنا أقول إن النبي لم يستطع وان كان قد استطاع ذلك لما كان يوجد الآن وعاظ السلاطين. جميعنا يعرف الأوضاع كانت في عهد النبي أحياناً يمتنع عن قول الأحكام التي كان يريد قولها) ().
4 - الأئمة يوحى إليهم ويعلمون ما يشاءون
نسب بعض الإمامية أن الأئمة من علي وبنيه هم شجرة النبوة وان الوحي لم ينقطع بعد وفاة رسول الله ? بل استمر جبريل بالنزول على فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة الرسول ? تسلية لها عن مصابها. وفي هذا يروي الكليني عن أبي عبدالله جعفر الصادق قوله: (تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام قال: قلت وما مصحف فاطمة؟ قال: إن الله لما قبض نبيه ? دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها, فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت ذلك مصحفاً قال: ثم قال: أما انه ليس شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون) ().
وجاء خميني ليؤكد عقيدة عدم ختم النبوة فقد صرح في خطاب له ظهر يوم الأحد المصادف 2/ 3/1986 بأن جبريل ظل ينزل على سيدتنا فاطمة الزهراء مدة خمسة وسبعين يوماً فيوحي إليها وأن عليا ِ? كان كاتباً لوحيها كما كان كاتباً لوحي رسول الله ? بل بلغ به الأمر بأنه أجاز احتمال أن جبريل أوحى إلى سيدتنا فاطمة بقضايا إيران الحالية (). بل إن مؤدى كلام هؤلاء المتعصبين يدل على أن الأئمة أعظم علما من جميع الأنبياء السابقين لأن كل علوم الأنبياء قد وصلت إليهم بطريق التوارث, وكلما طالت السلسلة التي ينتقل بها العلم إليهم كانت المحصلة النهائية أكبر, من أجل هذا صرح خميني وغيره بأن المهدي المنتظر هو الشخص الوحيد القادر على إنشاء حكومة العدل الإلهية. لأنه الشخص الأخير الذي وصلت إليه جميع علوم الأنبياء والأوصياء بزعمهم.
يقول الشيخ المظفر: (فهذه الطائفة – أي الأئمة- أخبرتنا بأن علم العالم كله وصل إليهم واجتمع عندهم, فكل ما كان للأنبياء والرسل وأوصيائهم من علم فهو قد انتهى إليهم وورثوه عنهم. وهل بعد هذا العلم الذي كان عليه كافة الرسل وصار لديهم يبقى مجال لأن يقال علمهم ليس بحاضر, بل حضوره تابع للاشاءة, فإذا لم يكن حاضراً لديهم فأي شيء ورثوه إذاً) ().
بل إن بعضهم يحب أن يجعلها قسمة عادلة بين الله تعالى وبين نبيه محمد ? وبين علي بين أبي طالب زاعمين أن العقل يوجب ذلك.
يقول محمد جواد مغنية: (روى عن رسول الله ? أنه قال لعلي بن أبي طالب ياعلي ما عرف الله الا أنا وأنت وما عرفني الا الله وأنت وما عرفك الا الله وأنا).
وسواء أصحت هذا الرواية (والرواية لمحمد جواد مغنية) ام تصح فان كل ما يعرفه الناس عن علي أنه عالم وزاهد وشجاع, وهذا أقصى ما تدركه عقولهم .. أما حقيقة علي فلا يعرفها الا من كان فوقه أو نظيره .. وقديما قيل لا يعرف الفضل الا ذووه .. ومن تتبع سيرته, ومحصها بروية وتأملها بعمق لابد أن ينتهي إلى هذه النتيجة: اذا كان علي انساناً حقاً فغيره من أبناء هذا البشر في شيء, وإنما أصطلح الناس على تسميته بهذا الاسم, وإذا كان غير علي إنساناً فعلي فوق الإنسان. علي إنسان! وهذا المخلوق الناطق إنسان؟! علي إمام وهذا الذي ينافس له ولأولاده إمام؟! ... علي خليفة رسول الله ? وذلك الغاصب المساوم خليفة رسول الله ?؟! .. أبداً .. أما إن وحدانيا في ذاته وحقيقته ليس كمثل أحد من الأئمة والخلفاء ولا من غيرهم, وأما أن هذه المقاييس التي نقيس بها الفضيلة والرذيلة ضلال وأوهام) ().
¥