تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويحدثنا ابن خلكان عن آخر خلفاء الدولة الفاطمية العاضد, أنه كان من غلاة الشيعة وكان له ولع خاص بلعن الصحابة ? حتى انه كان لا يتردد في قتل أي سني تقع عليه عيناه ().

وفي عهد المستنصر (427 - 428 هـ) ظهرت روح العداء والكراهية تجاه أهل السنة حيث أمر بنقش عبارات لعن الصحابة ? رضي الله عنهم على الجدران ().

جهود علماء المسلمين في كشف ضلالاتهم

كان لحركة الغلو الباطنية التي حاولت أن تطعن الإسلام في الصميم رد فعل عميق في الوسط الإسلامي وكان رد الفعل هذا يتناسب مع خطورة التحدي الذي تمثله الحركة الباطنية بشتى فصائلها.

وكان من جملة الذين برزوا للدفاع عن عقائد المسلمين والوقوف بوجه الغلاة من أجداد الاسماعيليين الأمام محمد الباقر وابنه جعفر الصادق , فحينما أظهر المغيرة بن سعيد بدعته ووجد نفسه بحاجة إلى من يحميه من آل البيت لجأ إلى محمد الباقر وقال له: (أقرر أنك تعلم الغيب اجبي لك العراق, فهزه وطرده) وتبرأ الأمام جعفر الصادق من أبي الخطاب الأسدي حينما وقف على غلوه ().

وحين سئل الإمام على بن محمد العسكري عن تأويل الصلاة والزكاة بالرجال – وهو ما تقول به الباطنية عموماً ومنهم الإسماعيلية- نحو ذلك قال: ليس هذا ديننا ولعن الله من قال بنبوءة محمد بن نصير () النميري) ().

وكذلك قام بقية الفقهاء أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل برد العقائد الباطلة وإفتاء الناس بخروج أولئك الغلاة عن حضيرة الإسلام.

ومن العلماء الذين ألفوا في الرد على مذاهبهم الباطلة وتبصير الناس بانحرافاتهم جابر بن حيان المتوفى سنة 161 هـ الذي ألف كتاباً سماه الخواص الكبير فيه الرد على المانوية وهو مطبوع ضمن (رسائل جابر بن حيان) بالقاهرة.

والجاحظ الذي رد على الزنادقة في الكثير من كتبه كالحيوان والتربيع والتنوير وحجج النبوة.

وعبدالرحيم بن محمد بن عثمان الذي ألف كتابه الانتصار في الرد على ابن الراوندي الملحد.

ثم جاء الأشعري والرازي والاسفراييني والشهرستاني وابن حزم والغزالي ومحمد بن مالك وغيرهم من الذين فضحوا الباطنية وكشفوا عوارها أمام المسلمين, ولم يدخروا وسعاً في الانتصار لدين الله وإيضاح الحجة لأتباعه السائرين في درب الهداية.

وكان لجهود هؤلاء العلماء الأجلاء وغيرهم ممن تلاهم الدور المشرف في فضح الزمر الباطنية وفي مقدمتها الإسماعيلية وفي حفظ العقيدة الإسلامية من الأدران التي كادوا يلصقونها بها حيث بقيت بفضل الله تعالى ثم بهذه الجهود النقية من كل شائبة والخالية من زيغ وانحراف.

الباب الثاني

الفصل الثالث

مكانة الصحابة عند

الزيدية

تعريف الزيدية ونشأتها

هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ? () ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم ().

والزيدية من فرق الشيعة إلا أنها تكاد تختلف تمتما عن جميعهم حتى إنهم رفضوا أن يعدوا من فرق الشيعة, حيث إنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي عالم, زاهد, شجاع , سخي خرج مطالباً بالإمامة واجب الطاعة سواء كان من أولاد الحسن أم من أولاد الحسين رضي الله عنهما (). من غير نص من إمام سابق, وكذلك جوزت الزيدية خروج إمامين في قطرين, إذا استجمعا شروط الإمامة آنفة الذكر, ويكون كل منهما واجب الطاعة.

وقد كان زيد بن علي ? عالماً بالأصول والفروع حيث تتلمذ في الأصول على رأس المعتزلة واصل بن عطاء () (فأقتبس منه الاعتزال, وصار أصحابه كلهم معتزلة) (). ولما عزم زيد على الخروج والمطالبة بالإمامة أو الخلافة لنفسه التف حوله خلق كثير لما عرفوا من نبل غرضه وكفاءته لما يريد. فبايعه أهل الكوفة أيام هشام بن عبدالملك, وكان أمير الكوفة يوسف بن عمر الثقفي () , وكان زيد بن علي يفضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة ? ويتولى أبا بكر وعمر , فلما ظهر في الكوفة سمع من بعض أصحابه الطعن على أبي بكر وعمر, فأنكر ذلك على من سمعه منهم فتفرق عنه أصحابه فقال لهم (رفضتموني) فيقال أنهم سموا رافضة لقول زيد لهم (رفضتموني) ويذكر الرازي أنه لم يبق معه سوى مائتي فارس () سرعان ما قضى عليهم يوسف بن عمر , فقتل زيد وصلب رحمه الله.

وقال يحيى بن زيد في أبيه بعد مقتله:

خليلي عني بالمدينة بلغا بني هاشم أهل النهى والتجارب

فحتى متى مروان يقتل فيكم خياركم والدهر جم العجائب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير