تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اعلم أيها الأخ الكريم أن ما قلته أنت هو قاعدة عامة بل هو أعم القواعد عند أهل القبلة فى طلب الحق ولو شئت لسقت لك قول المعتزلة والأشاعرة بما يوافق هذا المعنى وإنما الخلاف كل الخلاف عند تطبيق تلك القاعدة فليس دين الله كله معلومًا بالضرورة حتى نقول إن كل من خالفنا مبتدع خارج عن السنة إلا إن ذلك ينطبق فقط على مسائل الاعتقاد أما فروع الدين فإن مأخذها مأخذ الظنون وإن إدراك حكم الله تعالى فى كل حادثة تقع بالمكلف ليس بالأمر اليسير على كل أحد وإنما يحتاج لتوافر أدوات الأجتهاد وقد ذكرت أنت بعضها كالمعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية وكالمعرفة بلغة العرب ولكن بقى أمورًا كثيرة لم تذكرها ولو كانت الأمور تجرى بهذه السهولة لما قال مالك لا أدرى.

روى البخارى فى صحيحه فى باب العلم:

حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن مثل ما بعثني اللِه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت

إن الحديث الشريف يدل على أن ثم طائفتين قد رفعت بذلك الوحى رأسًا فطائفة بمنزلة ((الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها وانبتت فنفعت غيرها ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه أنه لم يعمل بنوافله أو لم يتفقه فيما جمع لكنه أداه لغيره فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به وهو المشار إليه بقوله نضر الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها)) (الحافظ فى الفتح)

وهذا يا أخى ينطبق على أهل الحديث وأهل الفقه بالحديث وليس هناك تعاند بين الطائفتين كما ليس هناك معاندة بين أهل اللغة وأهل التفسر وأهل الحديث فكل ميسر لما خصه الله به من عظيم فضله، وقد اختص الجهال بالنزاع والخلاف فاختلف اليهود على أنبيائهم واختلفنا على علمائنا.

نسأل الله أن يجمع الله هذه الأمة على ما اجتمع عليه سلفها وأن يجنبنا مضلات الفتن .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[08 - 07 - 04, 01:44 م]ـ

الحمدلله الذي لا إلاه إلاهو والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

اخواني الأعزاء أعضاء منتدى الحديث أنا عضو جديد إنضم إليكم بعد أن ظل زمانا يتابعكم ويستفيد من جهودكم في خدمة العلم وبعد أن رأيت الجدية والموضوعية التي يتسم بها الأعضاء قررت الإنضمام لركبكم يا اخواني، ولا أزكيكم على الله والله حسيبكم، وبعد ...

لقد من الله علي بقراءة كتاب أصول الحديث على منهج أهل الحديث، فرأيته كتاب أقل ما يقال عنه إنه رائع؛أعاد به الكاتب جزاه الله خيرا ترتيب ذهني فيما يخص علم أصول الفقه، وأجاب عن عدد غير قليل من الأسئلة التي ظللت زمانا أبحث عن الإجابة عنها لدى العلماء، فأنا باحث أعد بحثا في الفقه وأصوله، وطبيعة بحثي أجبرتني على لمس الفقه وأصوله من العمق،ولقيت من ذلك أسئلة أجابني عليها الكاتب من خلال نقله لنصوص العلماء المحققين فالدارس والباحث يتبين له صحة ما قالوا والحمدلله، ولا أدعي أن الكتاب كامل، لكني أستطيع أن أقول في حد علمي أنه نواة مهمة لبحوث جادة ومفيدة في علم أصول الفقه، فها هو الشيخ الباكستاني حفظه الله،ولا نزكيه على الله يفتح لنا بإذن الله وكرمه طريقا مهما لفهم ديننا وفهم آراء علماء السلف، وكيف أنهم ذهبوا إليها لنمشي على خطاهم وليس ذلك لشخصهم ولكن لدقة فهمهم لهذا الدين وأحكامه التي احتواها القرآن الكريم والسنة النبوية،مع تقواهم وعملهم بعلمهم الذي بورك فيه لذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير