والذي يطالع كثيراً مما كتبته بعض وسائل الإعلام حول وفاة البابا يحزن لما وصلت إليه حال كثير من المسلمين، حتى إن بعضهم يمدحه بأنه خدم أهل ملته ونشر دينه، وصاحب هذا القول يخشى عليه؛ لأن خدمته لدينه هو نشر الكفر والشرك وحرب الإسلام – كما هو مشاهد وواقع – نسأل الله أن يلطف بنا ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء والجهّال منا_.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أ. د. ناصر العمر (موقع المسلم)
السؤال:
ما حكم تعزية المسلم للكافر (بمناسبة وفاة بابا الفاتيكان)؟
الجواب:
أصل التعزية هي التسلية للمصاب الذي نزلت به مصيبة من موت قريب ونحو ذلك- لغرض تخفيف ما ألم به أو نزل من مصيبة أو كارثة، وأكثر ما تجري التعزية عادة في الوفاة. ويجوز للمسلم أن يعزي الكافر -سواء كان كتابياً أو غيره- بموت قريب أو عزيز لديه. ويدعو لولي الميت أو صديقه بدوام الصحة والبقاء وكثرة الولد والمال. ولا يدعو له بالمغفرة والأجر وجبر المصيبة لأن هذا لا يكون إلا للمؤمن، ولو قال: (أعطاك الله على مصيبتك أفضل ما أعطى أحداً من أهل دينك) أو نحوه – لكان حسناً، وتعزية المسلم للكافر من حسن الخلق، وهي وسيلة من وسائل التآلف والدعوة إلى الإسلام، لا سيما في مثل هذا الظرف.
أما إذا كانت تربط المسلم بالكافر رابطة قرابة -من نسب أو صهر أو زمالة عمل ونحوه- تعين العزاء حينئذ، وعزاء المسلم لأهل الكتاب من يهود ونصارى المجوس أولى من غيرهم.
أما تعزية المسلم لأخيه المسلم عند موت قريبه الكافر فهي مشروعة ويدعو للحي بعظم الأجر وحسن العزاء وجبر المصيبة، ولا يدعو لميته الكافر بشيء من هذا، وإنما يدعو له بنحو ما سبق من دوام البقاء وكثرة المال والولد.
قال الإمام مالك بن أنس في تعزية المسلم بأبيه الكافر – يقول: (بلغني مصابك بأبيك وألحقه الله بكبار أهل دينه وخيار ذوي حلته)، وسئل ابن عبد الحكم كيف يعزى المسلم بأمه النصرانية؟ قال يقول: الحمد لله على ما قضى قد كنا نحب أن تموت على الإسلام حتى تسر بذلك.
أما تعزية المسلمين بعضهم لبعض بموت الكافر- إذا لم يكن الميت قريباً لمسلم فحرام لا تجوز بحال لقول الله تعالى: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) والتعزية في هذا من الاستغفار المنهي عنه في الآية جزماً كالصلاة عليه في قوله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون).والله أعلم.
أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ..
ـ[أبو أحمد الجكني]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:05 م]ـ
السلاااااااام عليكم.
يبدو أنه من حماسك وحرصك يا أخي بدأت تتكلم بالعامية (ابتسامة)
إخواني، أنا لا أنكر ما يقوله الشيخ، وأيضا لا أثبته، ولكن ما صح عنه فيما قلتم، أقول لكم فيه:
راجعوا الشيخ، راسلوه، انصحوه، بينوا له، ناقشوه، وضحوا له، قولوا له الأدلة التي تحملونها فقد يتراجع وقد يكون قد تراجع وأنتم لا تعلمون ..
وأنا لا أشك أن في الملتقى رجالا يستطيعون الوصول إليه والتحدث معه، فليفعلوا ذلك مشكورين ..
وتبقى للشيخ مكانته ....
قال يحيى بن معين رحمه الله (إنا لنتكلم في أقوام وقد يكونوا أحسن منا يوم القيامة ولكن أن يكونوا خصومنا أفضل من أن يكون خصمنا النبي صلى الله عليه وسلم) أو كما قال ...
ووفقكم الله تعالى، وزادكم حرصا على هذا الدين وأهله ..
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:11 م]ـ
الظاهر أن الإخوة الذين يدافعون عن القرضاوي لا يعرفون آراء الرجل
يا إخوة أكرر نصيحة الأخ:"طالعوا كتاب الشيخ الخراشي وهنا ناقشوا إن شئتم"
الإخوة يناقشون ولا يعرفون أن القرضاوي ترحم على البابا ولا يعرفون موقفه من النصارى
ولا يعرفون رأيه في الرافضة ولا يعرفون فتاواه في المرأة ولا في المودة مع النصارى ولا في حمل لواء التقريب مع الشيعة وهو لاشك تقريب السنة من الشيعة كما هو معلوم ولا يعرفون مخالفاته للإجماع ولا يعرفون الرخص الشاذة ولا يعرفون إقتدائه بأئمة المعتزلة والجهمية كالأصم وابن علية ولا يعرفون .... والقائمة تطول وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فأكرر نصيحتي للأخوة ووالله ما أردت وغيري من إخواني لهم إلا الخير ورجوع الشيخ القرضاوي عن هذه الأشياء أحب إلي من الرد عليه ولكن إذا انتشر الأمر وزاد عن حده فلابد من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 08:22 م]ـ
أخي أبو أحمد الجكني ما نقلته بالعامية هو كلام الشيخ أبي إسحاق الحويني عافاه الله وليس كلامي ثم إنك أخي الكريم تفترض أن الشيخ القرضاوي لا يعلم بهذه النصائح والردود وهذا غير صحيح
فالشيخ القرضاوي لا يعمل بمفرده وعنده كافة الإمكانيات والمتابعات ولكن آراء الشيخ القرضاوي لا يعتبرها أخطاء أو زلات بل هي ما يعتقده ويدعو إليه وقد كان هكذا الغزالي ووصلته الردود قبل موته ولكن ما النتيجة؟!
نسأل الله أن يهدينا جميعا وإن قسوت في بعض كلامي على بعض الأخوة فليعذروني فأنا اعلم الكثير والكثير من الأقوال والمخالفات التي جنت علينا وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله وليست المشكلة تكمن في الخطأ وحده فكل بني آدم خطأ ولكن المشكلة في الإصرار على الخطأ والتمادي وترك التوبة (وخير الخطائين التوابون) ونسأل الله حسن الخاتمة وأن يتوفانا على الإسلام والسنة
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما بالحق في ذا الخلق ناظرتان
فانظر بعين الحكم وارحمهم بها إذ لا تردُّ مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على أحكامه .. فهما إذا نظران
واجعل لوجهك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم فالقلب بين أصابع الرحمن
¥