تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في الخندق نجد مأساة البوسنة والهرسك،والأقليات المسلمة تفرض نفسها على محطات الكاتب – أقصر مقالاته – نبدأها بآخر محطة " ساعة الخلاص " يقول الكاتب: " كانت المتكلمة من البوسنة .. امرأ’ صوتها يتهدج من بين الدموع: زوجي وأولادي قتلوا .. وإخوتي تشردوا .. وجيراني أودعوا المعتقلات .. وبيوتنا أصبحت كومة تراب .. في الحر القاتل لا نجد الماء وفي البرد الصقيع لا نجد المأوى .. نغتصب وتهتك أعراضنا ونقتل جوعاً وتمزق الشظايا أجسادنا .. تسعة عشر شهراً منالجحيم والرعب المستمر .. والسلاح ممنوع عنا حتى لا ندافع عن أنفسنا بينما هو مبذول بكثرة لأعدائنا ليفعلوا بنا ما يشاءون .. لا أحد يسأل عنا .. خذلنا الجميع ولم يبق لنا إلا الله .. نبكي ونصلي والقنابل تدمدم فوق رؤوسنا ونسجد على الأ {ض ونحن مقطوع الذراع والساق ومهيض القلب والفؤاد والدماء تقطر من جراحنا ".

هذا بعضض ما يدور في البوسنة، ووصل المر إلى أكثر من ذلكك بكثير، " قوات الأمم المتحدة تذهب للبوسنة لنجدة المسلمين واسعافهم بالمواد الغذائية والأدوية ثم تفاجأ بأنها تخطف النساء البوسنيات في عرباتها المصفحة إلى جهات غير معلومة وتقييم حفلات إغتصاب صاخبة تمارس فيها الجنس بالإكراه وتحت تهديد السلاح ويشترك في هذه الحفلات الصاخبة جنود من كندا ونيوزيلاندا وفرنسا واوكرانيا ودولة افريقية لم يذكر اسمها لاخضاع هؤلاء النسوة البائسات لشهواتهم ". والغرب بكل ثقله يقف بجوار الصرب في حرب الإبادة ضد شعبب البوسنة الأعزل.

إن آخر ما قاله لوردد أودين " اليهودي " وسيط السلام إلى مسلمي البوسنة: " ليس أمامكم إلا قبول الأمر الواقع .. وإذا لم توافقوا سوف نقطع عنكم المعونات الغذائية وسوف نسحب قوات الأمم المتحدة ".

ولكن " علي عزت بيجوفتش " لم يتأثر بالتهديدات .. ولم يقبل هذه المهانة، ولا السلام المتوج بالذل والمهانة.

يقول الكاتب: " في كل يوم يكسب المقاتل العنيد علي عزت بيجوفتش احترامي أكثر فأكثر .. فنحن أمام طراز من القادة العظام من أمثال " هوشي منه " لا يضع سلاحه أمام الجبروت ولا ينحني أمام التهديد .. رجل عنيد صلب لا يتراجع ولا يضعف ولا يتردد ولا يهادن ولا يداهن رغم أن الموت يحاصره والصواريخ تتساقط عليه والقنابل تتفجر حوله. إن وحشية الصرب التي بلغت أقصى مداها لم تترك لأحد في البوسنة إختياراً .. فمادام الموت قادماً فلنقابله بشرف. إن قلة الزاد وضعف العتاد ليستا ذريعة لقبول الذل. إن كل العائدين من البوسنة يقولون إن القسوة والنذالة الصربية لم تقتل الإسلام هناك وإنما بعثته من مرقده عاتياً عصيا ".

إن مأساة البوسنة والهرسك أثارت الرأي العام العالمي ولكن التحرك لحلها، لوقف المجزرة وحرب الإبادة بطيئ جداً ولا يتناسب وحجم المأساة.

رجل واحد " اسمه جورج سوروس – يهودي مجري – مليارديرر تبرع بخمسين مليون دولار لمنكوبي البوسنة والهرسك وخصص هذا المبلغ لبناء محطة تحت الأرض في سراييفو لا تستطيع الصواريخ والقنابل أن تدمرها، واستجلب لها المهندسين والخبراء والمعدات وسوف تبدأ هذه المحطة في العمل خلال أيام وسوف تقوم بشفط المياه العذبة من النهر ثم تقوم بعمليات التنقية والترشيح والفلترة ثم تضخ المياه النقية إلأى البيوت وبذلك تضمن لثلاثمائة وخمسين ألف مواطن بوسني محاصر حصته من المياه الصالحة للشرب.

هذا العمل الخير والنبيل قام به رجل واحد وأنفق عليه من ماله الخاص، وكان مجموع ما تبرع به 47 دولة إسلامية في مؤتمرها الأخير .. خمسين مليون دولار من ألف مليون مسلمم. وسألأوا الرجل عن الدافع الذي حدا به إلى العمل فقال: إنني أرى المجازر والمذابح التي فعلها هتلر باليهود تتكرر أمامي مع المسلمين، وهذا أمر لا يجوز أن نسمحح به أبداا .. هذا أمر شائن ".

هذا بعض ما أثاره الكاتب عن مأساة البوسنة والهرسك.

" الغرب وألاعيبه "

الغرب يتفنن في إضعاف الأمة الإسلامية عدوها الأول، ليكون له وحده السيادة والريادة، ويمسك بدقة الأمور يسيرها حسب هواه وحسب مصالحه الشخصية. هذا ما تشير إليه كل الأفعال والتصرفات الغربية.

إنه غزو من جميع الجهات، غزو ثقافي، سياسي، اقتصاديي .. الخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير