[للاخ الفاضل مختار طيباوي بحث ممتاز في العادة عند الاشاعرة حوار مع البوطي]
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[12 - 10 - 03, 11:30 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
حوار مع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
الحلقة الخامسة
ـ الاقتران و التأثير ـ
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
أما بعد؛
يستهل الدكتور البوطي هذا الموضوع، و كما هي عادته بالادعاء: أن ابن تيمية تناقض مرة أخرى، و أخذ بأقوال الفلاسفة زاعما أنها تنسجم مع القرآن، و أن منتهى مذهب شيخ الإسلام تقرير العلة الأرسطوطاليسية، التي تعني أن للمادة فعالية ذاتية مستقلة.
أقول: لقد استنتج الدكتور البوطي هذه الاستنتاجات الغريبة! من قول شيخ الإسلام:
" و الناس جميعا يعلمون بحسّهم و عقلهم أنّ بعض الأشياء سبب لبعض، كما يعلمون أنّ الشبع يحصل بالأكل لا بالعدّ، و يحصل بأكل الطعام لا بأكل الحصى، و أنّ الماء سبب لحياة النبات و الحيوان، كما قال الله: (و جعلنا من الماء كل شيء حيّ) (الأنبياء: ص 30) و أنّ الحيوان يروى بشرب الماء لا بالمشي، و مثل ذلك كثير".
و من قوله الآخر:" و من قال: أنّه يفعل عندها لا بها، فقد خالف ما جاء به القرآن، و أنكر ما خلقه الله من القوى و الطبائع، و هو شبيه بإنكار ما خلق الله من القوة التي في الحيوان التي يفعل الحيوان بها، مثل قدرة العبد".
و إذا كانت هذه هي أقوال ابن تيمية في المسألة، فأين وجد الدكتور البوطي فيها أنه قال: إن للمادة فاعلية ذاتية مستقلة؟ أو أن في السبب ماهية هي مسبب السبب؟
إلا أن يكون قد جانب الصواب، و ادعى عليه ما ليس فيه، فكيف يعقل، و يقبل منه أن يقول ابن تيمية:" إن من يقول يفعل الله عندها لا بها، قد أنكر ما خلق الله من القوى و الطبائع، و أن الله هو الذي أخرج بالماء كل شيء حي".
و يقول البوطي: إن ابن تيمية يثبت للمادة فاعلية مستقلة، أي: مستقلة عن الله؟
ثم يضيف إلى أوهامه حلقة أخرى، عندما يقول:" إن ابن تيمية يصر على التأكيد بأن هذا الفكر الفلسفي الذي يقوم عليه المنطق الأرسطوطاليسي، هو الذي يقرره القرآن، فمن خالفه فقد خالف ما جاء به القرآن".
و مع أن ابن تيمية لم يذكر أن قوله قول الفلاسفة، و لا هو في الحقيقة قول الفلاسفة، يبيح الدكتور البوطي لنفسه أن ينسب إليه ذلك!
و من العجيب الذي يبكي، أن الدكتور البوطي يسمي الإيمان بالقرآن و الحديث دون تحريف: كفرا و شركا بالله عز و جل باتفاق الملة، و بدلالة النصوص القرآنية القاطعة! فيقول في الصفحة (175):" إن كان ابن تيمية يرى أن الباء في هذه الآيات و أمثالها تدل على السببية الحقيقية فذلك كفر، و شرك بالله عز و جل باتفاق الملة وبدلالة النصوص القرآنية القاطعة".
أقول: يقصد البوطي أن الإيمان بقوله تعالى: (فأخرجنا به من كل الثمرات) (الأعراف:57) كفر و شرك، إذا كان اعتقادا بأن الله يخرج بالماء كل الثمرات، و لا أدري من الأحق بالوصف؟ من آمن بقول الله عز و جل: من أنه يخرج بالماء من كل الثمرات، أم من رده به، و اعتقد قول شرذمة من السفسطائيين أو ممن أحسن الظن بهم؟
و ما هي النصوص القرآنية القاطعة، التي تدل على كفر و شرك من يقول: إن الله يخرج الثمرات بالماء؟ و اتفاق أي ملة يقصد؟ و أين هذا الاتفاق؟
كثير من الأسئلة، لو أجبنا عليها لوجدنا الدكتور البوطي قد أوهى حديثه، و حرف مقالات الناس، و توغل في مذهب شكاك اليونان كبيرون و غيره
الباقي في ملف zip