واضافة الى التصريح المفيد لعشرات المصادر التي نهل منها المؤلف، نراه يوثق مراجعه الشفوية التي تلقاها من شيوخه وزملائه المعاصرين له، وهي بحد ذاتها تسلط ضوءاً على صلاته وثقافته الأدبية، كما اسلفنا.
ولتقديم صورة واضحة عن هذا الكتاب المفيد، الطريف، ندرج ادناه شيئاً منه: (من الباب الثالث والثلاثين ـ الخاص بالحلوى):
ـ قال (أبو عبيد معمر بن المثنى): العرب تقول كل طعام لا حلواء فيه فهو خداج ـ أي ناقص غير تام.
ـ وقال (الزمخشري): اللوزينج قاضي قضاة الحلواء والخبيص: خاتمة الخير.
ـ قيل لاعرابي على مائدة بعض الملوك وهو يأكل الفالوذج: لم يشبع منه احد الاّ مات، فأمسك وفكر ثم ضرب بالخمس وقال استوصوا بعيالي خيراً! ـ حدّث المحسن (التنوخي) عن (ابن خلاد) باسناده في (كتاب الموائد) ان الرشيد وام جعفر اختلفا في الفالوذج واللوزينج فحضر (ابو يوسف القاضي) فسأله (الرشيد) فقال: إذا حضر الخصمان حكمت بينهما، فقدما إليه، فأكل منهما حتى انتهى، فقال له (الرشيد): احكم! فقال: كلما أردت أن اقضي على أحدهما ادلى الآخر بحجته! فضحك (الرشيد) وأمر له بألف دينار، وبلغ (زبيدة ـ أم جعفر) فأمرت له بألف دينار إلاّ واحداً.
ومن (تذكرة الوداعي) قال (الصاحب فخر الدين بن الشيرجي) أهدى الأمير (بدر الدين لؤلؤ المسعودي) قصب سكر من الغور، فأرسلت اليه مع الرسول (ابلوجة سكر مكرر) كتبت فيها رقعة هي: كالبحر يمطره السحاب وما له فضل عليه لأنه من مائه ـ وأنشدني (القاضي بدر الدين بن الدماميني) قال أنشدني (شرف الدين عيسى بن حجاج العاليه) لنفسه:
تهنّ بنصفٍ كم به من حلاوة وجدْ لي بفضل لا يضيع ثوابه فإن لساني صارم وفمي له قرابٌْ وارجو ان يحلّ قرابه ـ ذكر الزمخشري في (ربيع الابرار) قال:
قدم فالوذج حار إلى مائدة عليها أبو هفان وابو العيناء فقال له ابو هفان:
ـ هذا آخر مكانك من جهنم. فقال (أبو العيناء):
ـ إن كانت حارة فبرّدها بشعرك! أخيرا نأمل أن يتجرد أحد الباحثين لتحقيق هذا الكتاب تحقيقاً علمياً، ليأخذ مكانته اللائقة في المكتبة العربية، خاصة ان عدة مخطوطات منه تتوفر في معهد المخطوطات العربية في القاهرة وغيره
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 04:27 ص]ـ
منقول من موقع الشرق الاوسط
ـ[أبو عبد الرحمن السبيلي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 03:48 م]ـ
الكتاب وين؟ بارك الله يكم ومن أين أتي به بالكويت؟