تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأنت ترى كيف أن هذا الغلام دل الملك على قتله. فهو قاتل نفسه لتحقيق مصلحة شرعية وهذا مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى في قاعدة الانغماس في العدو حيث يقول ?هذا جهاد في سبيل الله آمنت طائفة وهو لم يفتقد أي شيء ?نه مات وسيموت آجلا أو عاجلا، وقد رأى ابن قدامة المقدسي في كتابه: "المغني" جواز قتل النفس لحصول مقصد شرعي ولو ترتبت مفسدة بالقتل , وهذا مذهب شيخنا أبو عاصم المقدسي في كتابه "حسن الرفاقة في أجوبة أهل سواقة " و كذلك حديث أبي لبابة بن عبد المنذر لما قال ليهود خيبر و أشار عليهم بالذبح لما نقضوا العهد في غزوة الأحزاب فحاصرهم خمسا وعشرين يوما فالشاهد من هذه القصة أنه ربط نفسه إلى سارية في المسجد وقال لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى يرضى عني رسول الله صلى عليه و سلم وقد بلغ به الجهد والجوع حتى خارت قواه وما استطاع القيام، فشق على الصحابة ذلك حتى نزلت توبته فبشروه بذلك، فقال ما أنا بفاعل حتى يفك رسول الله قيدي، ففك رسول الله قيده [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn1).

قلت (أبو أسامة): والحديث فيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم على فعل أبي لبابة من امتناعه عن الطعام لتحقيق مصلحة شرعية وهو أن يرضى الله عنه ورسوله بعدما وقع في الخطأ من الوشاية إلى اليهود بفعل النبي صلى الله عليه و سلم كما هو معلوم عند الأصوليين أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ولو كان ما قام به أبو لبابة غير جائز لأنكر النبي الله صلى عليه و سلم عليه وما فك أسره, والأدلة كثيرة في ذلك, لكننا نقول إن الامتناع عن الطعام لتحقيق مصلحة شرعية جائز بشرط أن لا يؤدي إلى عاهة مستديمة كالشلل أو موت بعض الأجزاء في الجسم أو الموت الكلي فإذا حصل هذا فهو حرام وهو من باب قتل النفس العمد كما هو مذهب ابن عثيمين رحمه الله فعلى المُضرب أن يكون طبيب نفسه متى أحس أنه يهلَك توقف وهذا يجوز إذا أفضى إلى تحقيق مصلحة شرعية كما تقدم من نحو الدفاع عن كرامة المسلم أو رد اعتبار أو تحقيق بعض المطالب التي تعود على المسلمين بالنفع. والله أعلم.< o:p>

و كتبه الشيخ< o:p>

أبو أسامة المغربي< o:p>

السجن الفلاحي أوطيطة 2< o:p>

12/11/2004

[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref1) والحديث عند أبي داود وساقه ابن كثير في تفسيره غير ما مرة.< o:p>

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير