تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيها المسلمون: تلك بعض النصوص التي تدل على آيات الله الظاهرة، وقدرته القاهرة، وعظمته الباهرة، فهل قَدرْنا الله حق قدره، وهل عظمناه حق تعظيمه؟ هل قمنا بحقه جلّ وعلا علينا، ونحن خلقه وعبيده.< o:p>

يقول معاذ ابن جبل t : كنت رِدْفِ الرسول rعلى حمارٍ يُقال له عفير، فقال: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا وحق العباد على الله U أن لا يعذب من لا يُشركُ به شيئاً"، متفق عليه.< o:p>

أيها المسلمون: إن من أظلم الظلم وأعظم الإثم الإشراك بالله، وصرف خالص حقهِ لغيره، وعدل غيره به،) إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار (، ويقول جلّ وعلا) فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق (.< o:p>

عباد الله: احذروا الشرك وطبائعه ووسائله وذرائعه، واعلموا أن العلم به طريق الخلاصِ منه.< o:p>

يقول حذيفة بن اليمان t: ( كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير وكُنْتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) متفق عليه. < o:p>

أيها المسلون: إن مما يؤسف له وقوع بعض المسلمين ممن قصُر َفي باب العلم باعهم، وقلّ في شرع نبيهم محمد r نظرهم واطلاعهم، وقوعهم فيما يناقض أصل التوحيد المقصود أو كماله المنشود، مما يوجب التنويه والتنبيه على مسائل وأحكام في توحيد العبادة والطاعة للملك العلاّم جاءت براهينُ القرآن الساطعة وحجج السنة القاطعة ببيانها أيما بيان وإيضاحها بما يروي الظمآن ويغيث اللهفان ويهدي الحيران، ويظهر أولياء الرحمن على أولياء الشيطان) ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا (.< o:p>

أيها المسلمون: إن من تحقيق التوحيد الاحتراز من الشرك بالله في الألفاظ والمباني حتى ولو لم يقصد قبيح المعاني، والحلف بغير الله شرك أصغر، وصاحبه على أثم وخطر، وإذا قام بقلب الحالف أن المحلوف به يستحق التعظيم كما يستحق الله صار شركًا أكبر.< o:p>

يقول رسول الهدى r : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ". أخرجه أحمد.< o:p>

وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون". أخرجه أبو داود.< o:p>

فلا يجوز الحلف بنبي أو ولي أو جني أو الكعبة أو الشرف أو الحياة، ولا يجوز الحلف إلا بالله أو أسمائه أو صفاته، ومن حلف بغير الله وجب عليه التوبة وعدم العودة.< o:p>

فقد أخرج النسائي عن كعب بن أبي وقاص t قال: كنا نذكر بعض الأمر وأنا حديث عهد بالجاهلية؛ فحلفت باللات والعزى فقال لي أصحاب رسول الله r: بئس ما قلت، ائت رسول الله r فأخبره فإنا لا نراك إلا قد كفرت، فأتيته فأخبرته، فقال لي: "قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات واتفل عن يسارك ثلاث مرات ولا تعد له".< o:p>

أيها المسلمون: اجتنبوا الألفاظ الشركية المستشنعة، والكلمات المنهية المستبشعة المقتضية مساواة الخالق بالمخلوق، كقول: ما شاء الله وشئت، ومالي إلا الله وأنت، وتوكلت على الله وعليك، وما جاء في معناها. ففي مسند الإمام أحمد أن رجلاً قال للنبيّ r: ما شاء الله وشئت فقال r : " أجعلتنى لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده". < o:p>

عباد الله: توسلوا إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، توسلوا إليه بإظهار حاجاتكم وضعفكم وافتقاركم إليه جل وعلا، توسلوا إليه بالعمل الصالح الحميد وأعظمه تجريد التوحيد من ألوان الشرك والتنديد. توسلوا إليه بالتوسلات المشروعة، وإياكم والألفاظ المبتدعة والتوسلات المخترعة التي هي من ذرائع الإشراك بربِ الأملاك والأفلاك، كالتوسل بجاه النبي r أو حرمته أو بركته أو حقه أو حق الأولياء أو غير ذلك من التوسل الممنوع والدعاء الغير مشروع.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير