تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيها المسلمون: احذروا ما يفعله الطغام وبعض العوام من التعلق بالتمائم والعزائم، فيلبسون الحلق والخيوط، وينظمون الودعات، ويعلقون الحروز والعظام والخرزات، ويحملون أنياب الذئاب وجلود الحيوانات يعلقونها على الرقاب والدواب والأبواب، معتقدين دفعها الضراء وضوائق اللأواء، ورفعها البأساء وطوارق البلاء، ومنعها عين العائنين وحسد الحاسدين، وكل ذلك من الإشراك الموقع في الردى والهلاك؛ لأن الذي يجب أن يُلجأ إليه، وأن تُنزل المهمات والملمات عليه، إنما هو الله جل في علاه:) وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير% وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (.< o:p>

أيها المسلمون: إن تلك الخرافات والمعلقات لا تعصم من الآفات ولا تحمي من الأمراض والبليات، والواجب نبذها ونزعها وطرحها وقطعها. فعن عمران بن حصين t: أن النبي r أبصر على عضد رجل حلقةً من صفر، فقال: "ما هذه؟ " قال: من الواهنة، فقال رسول الله r: " أما إنها لا تزيدك إلا وهنًا انبذها عنك فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدًا"، رواه أحمد. وقال عليه الصلاة والسلام: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودّع الله له"، رواه أحمد. < o:p>

وله أيضًا أن رسول الله r أقبل عليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا؟ فقال r: " إن عليه تميمة"، فأدخل يده فقطعها فبايعه ـ بأبي هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه. وقال: "من علق تميمة فقد أشرك".< o:p>

ورُوي أن حذيفه بن اليمان t رأى رجلاً وفي يده خيط من الحُمّى رُقي له فيه فقطعه حذيفة، وقال: لو مت وهو عليك ما صليتُ عليك، وتلا قوله تعالى) وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون (.< o:p>

أيها المسلمون: إياكم والذهاب إلى السحرة والكهان والمشعوذين والرّمالين والعرافين والمنجمين وأهل الأبراج وقراءة الكف والفنجان والحافرين الذين يدعون علم مغيبات، والكشف على المضمرات، فإنهم أهل غش وتدليس وخداع وتلبيس ونمنمات وتمتمات وخرافات وخزعبلات، واستعانة بالجن واستغاثات، وحُجب تحوي حروفًا وأرقاماً وإشارات، بل إنهم يطلبون ممن يأتيهم ذبح حيوانات بألوان وصفات يلطخون بدمها الأجساد والحيطان والعتبات، وهم في ذلك يتقربون للجان ويعبدون الشيطان ويشركون بالرحمن، وقد قال r: " لعن الله من ذبح لغير الله"، رواه مسلم. < o:p>

ومن تلبيسهم وتدليسهم إعطاؤهم من يأتي إليهم أشياء تُدفن وتُغرق، وأخرى تُفجر وتُحرق، إلى غير ذلك من دخائلهم الكدرة ودفائنهم القذرة، فاحذروا عباد الله إتيانهم أو سؤالهم أو تصديقهم. فقد قال الصادق المصدوق r: " من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، رواه مسلم. < o:p>

وقال عليه الصلاة والسلام:"من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد r" رواه أحمد.< o:p>

وعن عمران بن حصين مرفوعًا: "ليس منا من تطير أو تُطير له أو تكهن أو تُكهن له أو سحر أو سُحر له" رواه البزار.< o:p>

أيها المسلمون: حافظوا على صفاء التوحيد من الكدر، وكونوا من لوثات الشرك على حذر، واعلموا أنه لا يجوز التبرك بشجرٍ أو قبرٍ أو حجر أو بقعةٍ أو غارٍ أو عينٍ أو أثر. < o:p>

فعن أبي واقدٍ الليثيّ t: أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله r إلى حُنَين وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ويعلقون بها أسلحتهم (أي تبركًا بها) يُقالُ لها: ذات أنواط، فمروا بسدرة خضراء عظيمة فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذات أنواط؟ فقال رسول الله r: " قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى؟:) اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون (إنها السنن، لتركبن سنن من كان قبلكم سنة سنة" رواه أحمد وغيره.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير