[حمل بحث أسباب رفع العقوبة عن العبد لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيقي للشاملة 2+ورد]
ـ[علي 56]ــــــــ[23 - 07 - 07, 02:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
لقد خلق الله تعالى الإنسان، وهوأعلم بخلقه وطبيعته، ومن طبيعته الوقوع في المعاصي، وارتكاب الذنوب، كما قال صلى الله عليه وسلم " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " (المستدرك على الصحيحين للحاكم برقم (7725) والترمذي برقم (2536) (وهو صحيح لغيره)
و عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» (صحيح مسلم برقم (7141).
ومنْ ثمَّ، فلا يخلو الإنسان من الوقوع في الذنوب، ففتح الله تعالى له باب التوبة منها، فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (25) سورة الشورى
وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53) سورة الزمر.
وهذه الرسالة التي بين يدينا، هي من الرسائل النادرة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ألا وهي الأسباب الموجبة لرفع العقوبة، وقد بين أنها عشرة أسباب و ذكر أمثلة عليها، وهذه الرسالة – على صغر حجمها – من أروع ما كتب في هذا الباب، وهي غزيرة الفوائد.
وهذه هي اللأسباب العشرة:
" أَحَدُهَا " التَّوْبَةُ
" السَّبَبُ الثَّانِي " الِاسْتِغْفَارُ:
" السَّبَبُ الثَّالِثُ ": الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ:
(السَّبَبُ الرَّابِعُ الدَّافِعُ لِلْعِقَابِ): دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ لِلْمُؤْمِنِ:
(السَّبَبُ الْخَامِسُ): مَا يُعْمَلُ لِلْمَيِّتِ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ:
(السَّبَبُ السَّادِسُ): شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرُهُ فِي أَهْلِ الذُّنُوبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:
(السَّبَبُ السَّابِعُ): الْمَصَائِبُ الَّتِي يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا فِي الدُّنْيَا:
(السَّبَبُ الثَّامِنُ): مَا يَحْصُلُ فِي الْقَبْرِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَالضَّغْطَةِ وَالرَّوْعَةِ:
(السَّبَبُ التَّاسِعُ): أَهْوَالُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَرْبُهَا وَشَدَائِدُهَا.
(السَّبَبُ الْعَاشِرُ): رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلَا سَبَبٍ مِنْ الْعِبَادِ.
==================
أما عملي في هذه الرسالة فهو كما يلي:
1. وضع نص الرسالة من مجموع الفتاوى مشكلة، ومن أحدث نسخة
2. تصحيح الأخطاء المطبعية وهي قليلة جدا
3. تخريج الآيات القرآنية كلها وتشكيلها بالرسم العادي، وشرح غالب الآيات من كتب التفسير المعتمدة
4. تخريج الأحاديث كلها وتشكيلها، والحكم عليها إذا لم تكن في الصحيحين، بما يناسبها باختصار، وهناك مشكلة في كثير من الأحاديث حيث يرويها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من حفظه، وليس بالنص فتكون بالمعنى وليست باللفظ، فنقلت النص بحرفيته من مصدره، وقمت بشرحها من مصادرها الرئيسة.
5. ذكر الأدلة من القرآن والسنة لأشياء أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، دون أن يذكر دليلها صراحة، فذكرت هذه الأدلة بالهامش
6. شرح ما يحتاج لشرح من كلامه،سواء من كتبه الأخرى أو من كتب غيره
7. فهرسة الموضوع بشكل دقيق
8. ذكر أهم المصادر في آخر هذه الرسالة
قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (54) سورة الزمر.
وأرجو من الله تعالى أن ينفع بها محققها، وناقلها وقارئها والدال عليها في الدارين آمين
وكتبه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
9 رجب 1428 هـ الموافق ل 23/ 7/2007 م
ـ[علي 56]ــــــــ[23 - 07 - 07, 02:57 ص]ـ
معذرة أيها الأحباب
حصل خلل في رفع الملف
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[24 - 07 - 07, 12:44 ص]ـ
يسعدني أن أكون أول من يرد على مشاركتك
فجزاك الله خيراً
وأرجو الله أن يجمعني بك قريباً
ـ[علي 56]ــــــــ[24 - 07 - 07, 09:28 ص]ـ
أخي الحبيب
أسعدك الله في الدارين ووفقك لك خير
واللقاء قدر، فإذا شاء الله تعالى جمع بيننا
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن قيل فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} (47) سورة الحجر
¥