تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حتى يفوز بجنة عرضها السماوات والأرض , وينجو من نار فيها من العذاب ما لا يخطر على بال نار قال عنها جبريل عليه السلام عندما رأها وهي يركب بعضها بعضاً وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا , نار أهون أهلها عذاباً , رَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ , , نار يصبغ فيها أنعم أهل الدنيا من أهلها صبغة واحد , ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ , نار يبكى أهلها حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت , وإنهم ليبكون الدم , من أجل هذا وغيره وجب على الإنسان معرفة التوحيد الذي من خلاله يكون من أهل السعادة فأول ما فرض الله علينا الكفر بالطاغوت والإيمان بالله , وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله , فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله الاعتقاد والإقرار، بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله , ولهذه الشهادة شروط سبع , أولها العلم , وثانيها اليقين , وثالثها القبول لما اقتضته هذه الكلمة , ورابعها الإنقياد لما دلت عليه , , وخامسها الصدق , , وسادسها الإخلاصُ , وسابعها المحبة لهذه الكلمة , هذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله , أما معنى شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله عز وجل إلى جميع الخلق من الجن والإنس , وأن لا يعبد الله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم , وأن يصدق فيما أخبر، و يمتثل أمره فيما أمر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع , وأن لا يعتقد أن له حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله، وأنه صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل فهذا هو المعنى الصحيح للشهادتين , كما أن لهما نواقض عشر وجب على كل مسلم معرفتها: أولها الشرك في عبادة الله وثانيها من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط , وثالثها من لم يكفر المشركين أومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم , ورابعها من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه , وخامسها من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وسادسها من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم , وسابعها السحرُ ومنهُ الصرفُ والعطفُ , وثامنها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين , وتاسعها من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وعاشرها الإعراض عن دين الله لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به , فهذا هو التوحيد الذي جاء به الرسل , و أفضل الأعمال بعد الشهادتين الصلوات , والزكاة , والصيام , والحج , فهذه هي أركان الاسلام الخمس , أما أركان الإيمان فهي ستة , أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره , فالإيمان هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعات و ينقص بالعصيان , فالله عز وجل لا يقبل العمل إلا إذا توفرت فيه ثلاثة شروط وهى: الإسلام والإخلاص , الإتباع , فالإسلام شرط لصحة جميع الأعمال , فلا يقبل العمل من الكافر حتى يسلم , واللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ ,و العمل لا يكون مقبولاً حتى يكون موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , فالخير كل الخير في إتباع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والشر في الابتداع في دين الله عز وجل , فكل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة، فمنها ما هو كفر صراح، كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها، والاستغاثة بهم، وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة، ومنها ما هو من وسائل الشرك، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء لها، ومنها ما هو فسق إعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم وإعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس، والإخصاء بقصد قطع شهوة الجماع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير