تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث ابن عباس ونسبه لابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط

وأبي الشيخ وابن مردويه، وهو في تفسير ابن جرير الطبري كما قال السيوطي

ولفظه: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا يوم الجمعة فقال: اخرج يا

فلان فإنك منافق، اخرج يا فلان فإنك منافق، فأخرج من المسجد ناسًا منهم

ففضحهم .. ) إلخ ونسبه صاحب كتاب جمع الفوائد للطبراني في الأوسط وقال:

(يُضَعَّف). وحقيقة أن في إسناده عند ابن جرير ضعفًا. وكذلك نقله ابن كثير عن

السدي عن أبي مالك عن ابن عباس ولم يذكر مَن أخرجه، وظاهر أنه أخذه من

تفسير ابن جرير.

وذكر السيوطي في الدر المنثور حديثًا آخر لابن مردويه عن أبي مسعود

الأنصاري قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما شهدت مثلها قط،

فقال: (أيها الناس إن منكم منافقين فمن سميته فليقم، قم يا فلان، قم يا فلان،

حتى قام ستة وثلاثون رجلاً) وذكر باقي الحديث ولم يتكلم على إسناده من الصحة

والضعف فلا ندري ما هو. وليس انفراد ابن مردويه بحديث مما يطمئن معه القلب

إلى صحته.

وأظن أن هذا الأخير هو الأقرب إلى رواية المنار الزاهر ولكنه من حديث

أبي مسعود البدري الأنصاري لا من حديث عبد الله بن مسعود، ومن رواية ابن

مردويه لا من رواية الإمام أحمد بن حنبل في المسند.

هذا ما بدا لي في استخراج هذا الحديث، أرجو من أستاذي الجليل أن يتفضل

بنشره في المنار، وأن يمن على تلميذه بذكر مصدر الرواية إن كانت منسوبة للمسند

من حديث ابن مسعود حقيقةً استدراكًا لفائدة نفيسة كهذه حتى نقيدها عندنا على

نسختنا من مسند أحمد، لا زلتم أهلاً للفضل ومنارًا للعلماء والسلام.

تلميذكم المخلص

أحمد محمد شاكر

القاضي الشرعي

(المنار)

أشكر لأخينا الكريم خادم السنة بحثه العلمي عن الحديث المذكور، وإيذاننا

بنتيجته، وأخبره بأنني نقلته من كتاب (فتح البيان في مقاصد القرآن) وإنني اطَّلعت

على ما ذكر في معناه في تفسير الطبري والدر المنثور وابن كثير وغيرهما

فاقتصرت عليه لاختصاره، بعد أن كنت نقلت غيره، ولم أنشره لأنني أعتقد أنه لا

يصح شيء في فضيحة أولئك المنافقين في المسجد بالتصريح بكفرهم بأعيانهم؛ لما

صرحت به من تعليل ذلك عقب نقله، ولولا هذا لما ذكرت هذا الحديث أيضًا.

وإنني قد استغربت سكوت السيوطي عن هذا الحديث في الدر المنثور، ولكنني

أعلم أنه لم يستقصِ كل ما ورد، وقد راجعت جدول الخطأ والصواب من فتح البيان

لعلي أرى فيه تصحيحًا لخطأ وقع في عزو الحديث إلى المسند أو إلى ابن مسعود

فلم أره فيه، وأنا أعلم أن مؤلفه رحمه الله كان يتحرى في نقل الأحاديث. ويقال:

إنه كان يستعين في تأليف تفسيره هذا بلجنة من علماء الحديث وغيرهم، ومن الكتب

التي كان يعتمد عليها تفسير الشوكاني، فإن وجد الحديث في هذا التفسير يكون

ناقلاً له عنه، وإن لم يوجد فيحتمل أن يكون وجده في نسخة للمسند خطية في

خزانة كتبه الحافلة، ويحتمل أن يكون عزوه إلى مسند ابن مسعود عند الإمام أحمد

خطأ، ويرجحه عدم نقل السيوطي إياها عنه في الدر المنثور، على أنني قد حذفت

هذه الرواية مما طبعته على حدته وكذا من مختصره الذي شرعت فيه بل قلما أذكر

فيه شيئًا من الروايات الصحيحة بألفاظها وتخريجها، وأختم هذا التعليق بإعادة ما

بدأت به من شكر أخينا الأستاذ. جعله الله تعالى خير عون على العلم وتحرير كتبه.


((مجلة المنار ـ المجلد [31] الجزء [8] صـ 623 ذو الحجة 1349 ـ مايو 1931))

في الإسراء و المعراج
محاضرة فضيلة الأستاذ أبو الأشبال الشيخ محمد شاكر
القاضي الشرعي بقاعة المحاضرات في جمعية الشبان المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
] سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [(الإسراء: 1).
أيها السادة:
يجتمع حفلنا هذا المبارك الليلة إشادة بذكرى آية من أعظم آيات النبوة،
اختص الله بها عبده محمدًا صلى الله عليه وسلم من دون سائر الأنبياء عليهم السلام،
وأمره أن يصلي بهم في بيت المقدس، موطن النبوات الأولى، وأمرهم أن يقتدوا
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير