تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حمل موسوعة فقه الابتلاء 1 - 4 للشاملة 2 +ورد مفهرسة]

ـ[علي 56]ــــــــ[04 - 08 - 07, 07:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الله تعالى يقول لنا –معشر المسلمين -: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (186) سورة آل عمران

قال العلامة السعدي رحمه الله:

"يخبر تعالى ويخاطب المؤمنين أنهم سيبتلون في أموالهم من النفقات الواجبة والمستحبة، ومن التعريض لإتلافها في سبيل الله، وفي أنفسهم من التكليف بأعباء التكاليف الثقيلة على كثير من الناس، كالجهاد في سبيل الله، والتعرض فيه للتعب والقتل والأسر والجراح، وكالأمراض التي تصيبه في نفسه، أو فيمن يحب.

{ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم، ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} من الطعن فيكم، وفي دينكم وكتابكم ورسولكم.

وفي إخباره لعباده المؤمنين بذلك، عدة فوائد:

منها: أن حكمته تعالى تقتضي ذلك، ليتميز المؤمن الصادق من غيره.

ومنها: أنه تعالى يقدر عليهم هذه الأمور، لما يريده بهم من الخير ليعلي درجاتهم، ويكفر من سيئاتهم، وليزداد بذلك إيمانهم، ويتم به إيقانهم، فإنه إذا أخبرهم بذلك ووقع كما أخبر {قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (22) سورة الأحزاب.

ومنها: أنه أخبرهم بذلك لتتوطن نفوسهم على وقوع ذلك، والصبر عليه إذا وقع؛ لأنهم قد استعدوا لوقوعه، فيهون عليهم حمله، وتخف عليهم مؤنته، ويلجئون إلى الصبر والتقوى، ولهذا قال: {وإن تصبروا وتتقوا} أي: إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم، من الابتلاء والامتحان وعلى أذية الظالمين، وتتقوا الله في ذلك الصبر بأن تنووا به وجه الله والتقرب إليه، ولم تتعدوا في صبركم الحد الشرعي من الصبر في موضع لا يحل لكم فيه الاحتمال، بل وظيفتكم فيه الانتقام من أعداء الله.

{فإن ذلك من عزم الأمور} أي: من الأمور التي يعزم عليها، وينافس فيها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم والهمم العالية كما قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (35) سورة فصلت " اهـ

وهذا الكتاب الذي بين يديكم، قد جمعته من القرآن والسنة وأقوال أهل العلم حول هذه القضية الجلل، وقد قسمته للأبواب التالية:

الباب الأول- الابتلاء في القرآن الكريم - جمعت فيه أهم الآيات القرآنية المتعلقة بالابتلاء، ونقلت شرحها من عدد من كتب التفسير، بما يجلِّي معانيها، ويوضح مراميها

الباب الثاني -الابتلاء في السنة النبوية، جمعت فيها طائفة جيدة من الأحاديث الصحيحة حول هذا الموضوع، وقمت بتخريجها والحكم عليها إذا لم تكن في الصحيحين، وبشكل مختصر، وشرحها.

الباب الثالث- صور من الثبات في القرآن والسنة، جمعت فيه كثيرا من صور الابتلاء والثبات عند الأنبياء السابقين، وعند الأمم السابقة، وكذلك فيه صور من ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على البلاء والفتنة والمحنة والجوع وشظف العيش، بما يكون قدوة لكل مسلم

الباب الرابع- مقالات وبحوث وفتاوى في فقه الابتلاء، وهي كثيرة ومنوعة، ومن مواقع شتَّى ولا سيما المواقع التالية:

الإسلام سؤال وجواب

الشبكة الإسلامية

موقع المختار الإسلامي

الإسلام اليوم

موقع المسلم

صيد الفوائد

شبكة مشكاة الإسلامية

موقع أسرة آل محمود

====================

وقد قمت بفهرستها إلكترونيا على الورد لسهولة الرجوع إليها، وكذلك فقد وضعتها في الشاملة 2، وقمت بفهرستها في داخلها.

هذا وقد عزوت كل قول لصاحبه، سواء ما نقلته من كتب التفسير أو الحديث أو من النت.

وكذلك الأحاديث التي جمعتها جميعها مخرجة بشكل مختصر ومحكوم عليها إذا لم تكن في الصحيحين. وغالبها يدور بين الصحة والحسن.

لذا أرجو أن يكون هذا الكتاب بسلماً يداوي آلام المعذبين والمبتلين والمصابين، يدفعهم للصبر والثبات أمام لأواء الحياة، حتى يفوزوا بسعادة الدارين، {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (90) سورة يوسف.

أسأل الله تعالى أن ينفع به جامعه وناقله وناشره وقارئه والدال عليه في الدارين.

جمعه وإعداد

الباحث في القرآن والسنة

علي بن نايف الشحود

في 12 رجب 1428 هـ الموافق ل 26/ 7 /2007 م

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 07:54 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[محب عمر الفاروق]ــــــــ[04 - 08 - 07, 10:03 م]ـ

جزاك الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير