تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن ذلك يقطع بأنه لا يحترم المبادئ، ولا يقيم وزناً للقيم التي تعارف عليها البشر، وأن كل ما يعنيه هو إثبات ذاته من خلال الخروج عن المألوف وما تواضع عليه المجتمع .. لنتصور أنه منذ سبعين سنة تقريباً حيث كانت فرنسا حامية المسيحية قد تزوجت فتاة فرنسية مسيحية من أسرة ممعنة في المسيحية شاباً مصرياً فقيراً كفيفاً مسلماً .. وتم ذلك بماركة الأسرة كلها بما في ذلك القسيس قريبها .. أقول إن تصديق هذه الصورة لا يكون إلا بإلغاء عقولنا وتكون رواية الأستاذ فريد شحاته أقرب الناس إلى طه حسين أربعين سنة هي الرواية الوحيدة التي تفسر لنا هذا الذي حدث .. فلابد أن يكون أشخاص ذوو نفوذ قد أشرفوا على العملية كلها ومولوها، وتحدثوا عن الدور الخطير الذي سوف يقوم به هذا الشاب الذي وإن كان ضريراً فهو مقتدر .. وسوف يعهد له بدور خطير في حياته، وبغير هذا الضمان والتمويل المالي بمبالغ باهظة مع الوعد بتقديم مبالغ أكثر وأن يعتنق طه النصرانية كتأكيد لذلك كله هو الذي يفسر لنا لماذا تم الزواج بموافقة الأسرة كلها .. ولماذا وافقوا على أن تسافر الزوجة إلى المجهول .. إلى أفريقيا، مع شاب فقير ضرير .. إنها قصة لو لم تكن حدثت بالفعل لما صدقها إنسان، ولا تعليل لها إلا أنها من نوع قصص المبشرين الذين قصدوا مجاهل أفريقيا".

هذا الذي ذكره رجل جليل الشأن، وزعيم بارز .. هو الأستاذ أحمد حسين إنما يمثل صوت الحق الذي أطلقه الله تبارك وتعالى في احتفالات تكريم طه حسين ليكون تأكيداً لما قررناه وقرره محمود محمد شاكر، ومحمد نجيب البهبيتي، وعبد الحميد المحتسب وكثيرون .. وقد عرضنا لهذه النقاط في كتابنا. ولكنا لم نتوقف عند نقطة اعتناق المسيحية وتركناها ليجليها الزمن، والمعاصرون للواقعة وغيرها .. وعندنا أن ما فعله طه حسين هو أكبر من هذا الحدث لأنه كان ولاء للقوى العالمية الكبرى التي كان عليها أن تحارب الإسلام في قيمه وتاريخه، وقرآنه ورسوله ولغته .. وهو ما فعله طه حسين .. ولقد حاول كثير من خطباء المهرجان الدفاع عن طه حسين على طريقة من الطرق .. ومن يقرأ كلام الأستاذ أحمد حسين علي يجد فيه الرق المفحم على ما نشره "كمال قلته" في مجلة الجديد حين قال: "إن طه حسين يتسم بالشموخ" .. ولست أدري .. أي شموخ هذا .. هل في استسلامه للمستشرقين، أم لرجال الأحزاب، أم للملك، أم لكل حاكم؟!! إن أصح ما يوصف به موقف طه حسين هو "الذلة" التي ما بعدها ذلة والتبعية التي وصلت إلى أبعد حدود العبودية!!.

وفي خضم هذه الأحداث وصلت مجلة الأزمنة العربية التي تصدر بدولة الإمارات، وفيها مقال للأستاذ محمد راشد شبيطة عنوانه: "سبعة دكتوراه ضد العروبة والإسلام" وهو فيه يتساءل لماذا أعطت هذه الدول الأوروبية للدكتور طه حسين هذه (الدكتوراهات) أليس ذلك أمراً مثيراً للدهشة .. وهو يدل على شدة اهتمام الغرب بطه حسين، وغرس أفكاره في نفوس الناس لأنها ضد الإسلام .. وكذلك أشار إلى الظاهرة الخطيرة التي دعت إلى إرسال مستشرق إلى أبو ظبي وغيرها من البلدان للمحاضرة عن طه حسين .. ولماذا لم يحاضر مثلاً عن ابن خلدون .. ويقول: أنه لم يأت ليتأكد أننا ما زلنا نقدس طه حسين .. وإذا كنا فعلاً كذلك فإنه سيعود إلى أوروبا مطمئن النفس إلى كوننا ما زلنا في سبات عميق وإن لم نكن كذلك فسيتكفل بغرس أفكاره في نفوسنا وعقولنا.

وفي مجلة الثقافة على عددين متتاليين (أبريل 79، مايو 79) كشف فيها الكتاب حقائق مذهلة عن طه حسين .. فالأستاذ محمد عبد الغني حسن عضو المجمع اللغوي يتحدث فسي ست صفحات مطولة عن جريمة طه حسين في حق الشاعر محمود أبو الوفا حين يكتب مقالاً حمل فيه على محمود أبو الوفا عام 1934 م قال:

"إن نقد طه حسين لأبي الوفا وشعره لم يصدر عن براءة وتنزه وحيدة .. ولكن أصدرته نفس فيها موجدة كثيرة على (أبو الوفا) وما أكثر ما كان الدكتور طه حسين يخضع نقده لاعتبارات خاصة وعوامل شخصية بعيدة عن نزاهة الرأي .. وذنب الشاعر أبو الوفا عند طه حسين أنه لم يكن من شيعته ولا من حزبه وبطانته".

ويكفينا هذا من الأستاذ محمد عبد الغني حسن.

أما الموضوع الثاني فهو تعليق الأستاذ أحمد حسين الطماوي على كتاب فتحي رضوان (أفكار الكبار) فأشار إلى هجوم طه حسين على صوم رمضان في أشعاره القديمة وقوله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير