أجدد لك الدعوة أخي مالك بأن تساهم بقدر المستطاع ـ كما أنت الآن ـ في إبراز تراث علمائنا الذين تناستهم الآجيال عن قصد أو عن سهو .. فقد كنا إذا قمنا لآثارهم فبعثناها بعد طول سبات وإلى أقوالهم فإستشهدنا بها بعد طول جفاء قامت علينا قيامة البعض المشبوه ورمونا بتهمة:" الجزأرة" وأهلا بها من تهمة فإنها ـ والله ـ نيشان فخر واعتزاز، لا لكوني وطنيُ الهوى جزائريهُ، فأنا أبعد ما أكون عن هذا، فقد غذيت من "المعالم" ـ على صاحبها رحمة الله ومغفرته ـ أن "جنسية المسلم عقيدته"، ولكن لأصالة تلك الطينة وعراقتها في الحق والإصلاح.
تعال نذكر ها هنا من هو ابن باديس؟؟ ومن هو الإبراهيمي؟؟ ومن هو العقبي؟؟ ومن هو الميلي؟؟ ومن هو التبسي؟؟؟ وغيرهم كثير لم يطرق مجرد إسمه أذن جزائري مثقف، فضلا عن عامي خامل.
هؤلاء هم زبدة الجزائر وملحها في الوقت الحاضر:
أولئك أصحابي فحيَّهلا بهم** وحيَّهلا بالطيبين وأنعموا
لكل امرء منهم سلام ** يخصه يبلغه الأدنى إليه وينعم
ويا لائمي في حبهم وودادهم ... تأمل هداك الله من هو ألوم
بأي دليل أم بأية حجة ... ترى حبهم عارا علي وتنقم
وما العار إلا بغضهم واجتنابهم ... وحب عداهم ذاك عار ومأثم
فإذا أهمل ذكرهم وتراثهم، فالوزر يتحمله ذوو القربى ولا شك، وهم نحن ـ الجزائريون ـ.
أنا أقول ـ وكلي ثقة ـ أن ما أنجبته الجزائر في الحقبة الإستعمارية وما أنتجته من فكر وجرائد وأفكار لم تنجبه جزائر العزة والكرامة رغم أن فترة الإستقلال تطلبت منا نفس ما تطلبته ظروف الإستعمار، فالإستقلال الذي ألجم العلماء وأغلق الصحف والجمعيات هو نفسه الذي فتح وشجع الأقلام الحمراء التي تقطر دما لا شيوعية وفكرا منتنا فقط، فمن تصدى لهم؟؟ إنه فتية آمنوا بربهم، قلة قليلة زج بها في المعتقلات لأجل كلمة حق في وجه صحفي سافل، آذى الله ورسوله.
وأنا قبل أن أطالب المستعمر بالإعتذار ـ والذي لا قيمة لاعتذاره، لكون لن يغير من ماضينا شيئا ولن ينقص من بغضنا لفرنسا مقدار ميل ـ أطالب الإستقلال بالإعتذار لأولئك الذين وضعت على رؤوسهم الأكياس، وصودرت كتبهم، وضيق عليهم عيشهم، أطالب الإستقلال بالإعتذار عن تكميمه للأفواه الصادحة بالحق والصارخة به، أطالبه بالإعتذار عن توقيفيه لمسار جمعية العلماء وصحفها .. الإستقلال أنجب الكثير من المفسدين في الأرض وكشف الغطاء عن وجوه البعض من بني جلدتنا يتنكرون لكل غال وعزيز على الأمة من دينها وعروبتها وتاريخها. أنا هنا لا أمدح الإستعمار ولكن أقول أن المساحة الحرة التي كانت ممنوحة للعلماء إبانه أكبر بكثير من تلك التي منحت لهم بعد الإستقلال، إذ لم يمنح لبعضهم سوى متر واحد ونافذه هواء صغيرة بعيدا، متجردا من كل ملامح الشيخ وهيبته.
لدي الكثير من هذا الوجع الذي يدمي ويدمع، وما هذا إلا نفثات مصدرو ولا بد للمصدور من بث، كما يقول علامتنا البشير رحمه الله.
أخي مالك لا تبخل علينا بمرورك ودعائك.
محبك في الله الطيب العقبي
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[07 - 08 - 07, 11:03 م]ـ
[ QUOTE= الطيب العقبي;647570] نعم أخي مالك وفيت بعهدك ووعدك فبارك الله فيك وكثر سواد أمثالك ولكن أين أنت أخي مالك؟؟ أنسيتنا يا أخي؟؟ ألم تعد تذكر الشيخ الطيب العقبي؟؟ .... آه منك يا مالك!! يشهد الله أننا نحبك في الله وأسأله تعالى أن يجمعنا في مستقر كرامته تحت ظل عرشه ...
جزاك الله خيرا أخي الكريم الحبيب .. وما نسيت، ولا تناسيت .. لكن مرضا أضعفتني عقابيله حال بين المرء وقلبه! فادعوا لنا ..
أما الشيخ الطيب العقبي، فكيف ننساه، ونحن "العقبيون"!! وترقب -لأنك ذكرت الشيخ الطيب- نادرة .. لا أحسب أنك رأيتها إلا أن تكون ممن يتتبع باعة الكتب في الأسواق الشعبية!!
أجدد لك الدعوة أخي مالك بأن تساهم بقدر المستطاع ـ كما أنت الآن ـ في إبراز تراث علمائنا الذين تناستهم الآجيال عن قصد أو عن سهو ..
كما قلت لأخي عمر سابقا: المعاونة تغلب السبع! فإذا تضافرت الجهود، فأبشر!
فقد كنا إذا قمنا لآثارهم فبعثناها بعد طول سبات وإلى أقوالهم فإستشهدنا بها بعد طول جفاء قامت علينا قيامة البعض المشبوه ورمونا بتهمة:" الجزأرة" وأهلا بها من تهمة فإنها ـ والله ـ نيشان فخر واعتزاز، لا لكوني وطنيُ الهوى جزائريهُ، فأنا أبعد ما أكون عن هذا، فقد غذيت من "المعالم" ـ على صاحبها رحمة الله ومغفرته ـ أن "جنسية المسلم عقيدته"، ولكن لأصالة تلك الطينة وعراقتها في الحق والإصلاح.
لقد رمونا بالجزأرة يوم لبسنا "القشابية" (أو القشابة .. وهي لباس المغاربة عموما، فإن كانت من خشن الصوف أو الوبر أو الشعَر فهي "قَشَّابِيَّةٌ" أو "قَشَّابَةٌ" وإلا فهي "جَلاَّبِيَّةٌ" أو "جَلاَّبَةٌ") فكيف لا يرمونك بهذه التهمة وأنت تدافع عن علماء يريدون خنق أنسامهم، كما خنقوا أنفاسهم! الله المستعان ..
نعم إن جنسية المسلم عقيدته .. ولكن الحنين لمسقط الرأس، وأرض الجدود طبع بشري .. وما حنيننا الأكبر إلى موطننا الأول، إلا أثر من هذا الطبع الفطري.
وكأني بالشيخ "رشيد بن أعراب" (وهو من كبار إخواننا، ومن أبلغ من عرفتهم من الكتاب) ألمح إلى هذا في بعض كتاباته، مستأنسا بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "بسم الله تربة أرضنا .. "!!
أما سائر ما ذكرت -جملك الله بالتقوى- فإنه يحتاج إلى مقالة أو مقالات ...
وأحبك الله الذي أحببتني من أجله أخي الكريم الحبيب .. ووفقنا الله وإياك، وإياكم يا أهل الحديث إلى ما يحب ويرضى.
¥