وأن الاستناد إليها خطأ، وأما الذين يزعمون ذلك من المعاصرين، فإنما يدعون أن
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن له معجزة غير القرآن، وينكرون كل
الأخبار المتواترة في المعجزات، ويظنون أن الإسراء والمعراج ينافيان ما اصطلحا
على تسميته في هذا العصر (بالعلم) لأن العلوم المادية لم تثبت قدرة الإنسان
على نقل الأجسام بمثل هذه الصورة التي حكيت في حديث الإسراء والمعراج، وما
أنا بمتعرض الآن لما يثبته العلم وما ينفيه، ولكني أسألهم: هل يؤمنون بما حكى
الله في القرآن من قصة سليمان مع ملكة سبأ؟ فقد أخبرنا الله - سبحانه - بما دار
بين سليمان وبينها من المراسلة، ثم قال - تعالى -:] قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ
يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن
تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِراًّ عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [(النمل:
38 - 40).
فهذه حادثة لا تحتمل تأويلاً، استطاع فيها رجل من أصحاب سليمان - عليه
السلام - بما علمه الله من الكتاب، أن ينقل عرش الملكة من اليمن إلى الشام في
مثل لمح البصر، ويؤمن بصحتها كل مسلم يصدق القرآن، وهي من نوع الإسراء
والمعراج في نقل الأجسام، فماذا تسمون من يؤمن ببعض الآيات وينكر بعضها.
أيها السادة:
قد فشت بدعة منكرة في هذا العصر، وهي بدعة تأويل نصوص القرآن
لتطابق ما يسمونه (العلم الصحيح أو العلوم الكونية) تقربًا إلى متعلمي هذه العلوم،
أو تملقًا إلى أساتذتهم المستشرقين، وهم طلائع المبشرين، وسواء عليهم أكانت
هذه النظريات العلمية ثابتة بثبوت اليقين، أم كانت من الظنون التي يفترضها العلم
افتراضًا ويرجحها لأنه لا يوجد فرض آخر أرجح منها، وإنما الذي يهم هؤلاء
المتأولين أن يسميهم الناس مجددين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها السادة:
لقد أطلت الكلام فيما عمدت إليه، وأحس أني قد أمللتكم، ومجال القول ذو
سعة، وحسبي أن قد تفضلتم بالإصغاء إليَّ، وأستغفر الله لي ولكم.
أستاذ أبو الأشبال
أحمد محمد شاكر
شاكر
القاضي الشرعي
((مجلة المنار ـ المجلد [35] الجزء [9] صـ 714 جمادى الآخرة 1359 ـ أغسطس 1940))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 04:32 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[01 - 05 - 10, 11:39 م]ـ
وهذه ثلاث حلقات من الكتاب من مجلة المنار في الجرح والتعديل للقاسمي رحمه الله (منقول من قرص المجلة)
تم مسحها من قبل عبدالرحمن الفقيه لوجود بعض الملاحظات العقدية
مازلت منصفا ولو على نفسك ياشيخ عبدالرحمن
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة القاسمي رحمه الله تعالى نشرت اولا في مجلة المنار ابتداء من عدد ذي القعدة 1330 هخـ ثم طبعتها مؤسسة الرسالة بعنوان: الجرح والتعديل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=75405&stc=1&d=1272752815
ثم في دار الحديث مصر 1988 بتحقيق محمد عبد الحكيم القاضي , ومعها عدة ملاحق منها: قاعدة في الجرح والتعديل للتاج السبكي منقولة من طبقاته الكبرى , و قواعد في الجرح والتعديل من الرفع والتكميل للكنوي , وضوابط في الرمي بالبدعة وما هو منها كفر وما هو غير كفر من كتاب الشفا للقاضي عياض ....
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=75399&stc=1&d=1272568174
ورسالة القاسمي هذه لبعض الرافضة وهو المدعو: محمد حسين كاشف الغطاء الشيعي اعتراضات جمعها في رسالة سماها: عين الميزان طبعت في مطبعة العرفان صيدا 1330 هـ
وقد اجاب عنها تلميذ القاسمي الشيخ محمد بهجة البيطار رحمه الله في رسالة سماها: نقذ عين الميزان طبعت في مطبعة الترقي دمشق 1331 واعاد طباعتها الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله في دار الال والصحب 1431 هـ
رابط تحميلها
http://www.archive.org/download/naqd-aen-almezan/aen.pdf
وللدكتور بسام بن عبدالله صالح العطاوي استاذ السنة وعلومها المساعد بحث قيم اسمه: رسالة (ميزان الجرح والتعديل) للقاسمي عرض ونقد
رابط تحميله
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag41/5.pdf
والله الموفق
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:38 ص]ـ
وهذه رسالة الرافضي المردود عليها من طرف الشيخ البيطار