فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
قام في الليل وتاها في جلال الله ساري
واشتكت أقدام طه ورُمّا بالانفطار
فأتاهُ الوحيُ طه تشقى في جواري
ساعةً فارقُد وتالي ساعةً فاسجد وحينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
وأقرا منه ما تيسر ومن الليل تهجد
تارةً بالسر واجهر تارةً يا أيُّها العبد
وهو للساعات قدر لست تُحصى الليل بالعد
توبةً من ذي النوال رحمة بالمؤمنينا
فاز من قام الليالي بصلاةِ الخاشعينا
وبسوق الليل فاجلب واتجر فيه وماكس
ولخير الزاد فاطلب ومع العطار جالس
ولحزب النفس فاغلب ولأهل العلم نافس
والخسارةُ في المطال والتوالي تستبينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
كدكد النفس احتمالاً ولها حمِّل وكلِّف
عامل الله فعالاً لا تعدهُ ثُم تُخلف
وابذُل النقدين حالاً لا تُؤجل أو تسوف
من شرى كالى بكالى قد يُدان كما يدينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
واحضر الأسحار واجعل قرَّها للعينُ قرهُ
وعن الأكوان فارحل إن عند الله حضره
دار فيها الكأس فاعجل فعسى تحظى بقطره
لا تجلل بالجلال والأجلا جائلينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
لو يكُن أدنى النصيب منه في الأسبوع مره
وإلى هذا الكثيب سفرة من بعد سفره
ببُكاء ونحيب واستكانات وزفره
فأدِمْ جرِّ الحِبالِ تقطع الصخر الثخينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
قُم حبيبي قُم حبيبي قُم فإن الليل راحا
والثريا للمغيب قد دنت والديكُ صاحا
والمطايا بالنجيب قد سرت والصُبحُ لاحا
والكسالى في عقال أصبحوا مُتخبطينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
عقد الشيطانُ عقداً ثم في الآذان بالا
ثُم قال ارقُد وشدَّا فعليك الليلُ طالا
فاغسل الماعون عدّا من ولوغ الكلب حالاً
ثُم أطلق للشكال أطلق الله اليمينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
لا يكونُ الديكُ أكيس منك واسمع للصياح
وعن المعنى تحسس فهُو في صفق الجناح
وادخُل الوادي المقدس وأجب داع الفلاح
واسعَ واخلع للنعال واقتبس نُوراً مبينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
من سرى بالليل يَحمد للسُّري عند الصباح
وينالُ الجد من جد ويُداوى للجراح
فاستعن بالله واجهد في غُدُوً ورواح
إن أهل الاشتغال هكذا والمُدلجينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
ويكونُ الملح حالي من كؤوس الشاربينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
ونعيمُ الأُنس بالله جنة الفردوس يُنسِى
وسميرٌ ما أجله عندهُ قُدسي وأنُسي
ومناجاة لمن له سجدا عرش وكُرسي
وهو وقت الاتصال موسمُ المُستغفرينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
وإذا ما شئت قدم فعله قبل المنام
وبفعل الوتر فاختم فهوُ من حُسن الختام
وإذا استيقظت فاحُكم بالإعادة للقيام
عُل وانهل من زُلال ورِدِ الماء المعينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
وعلي هذا الأجلا من شُيوخ العصر الأول
كأبي بكر المولي وأبي السنور عول
كلهم قام وصلي أول الليل وعجل
واختلاف في الفعال حسبَ حال الفاعلينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
إنما قالوا التهجُد فيه أسرار عجيبة
في فُؤاد المُتعبد طعمُ أذواق غريبة
وإذا طال التسجُّد هبت الريحُ الرطيبة
وأذاناً من بلالٍ أدخلوها آمينينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
قالهُ المُختار جهراً في حديث الاستطاعة
فتقرب منهُ شبراً لتري منه ذراعه
والقليلُ من امتثالٍ يستجرُّ الأكثرينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
وأفر فيه قل هو الله مرة من بعد أخري
وكذا يس كله تعدل القرآن عشرا
آية الكرسي فاتلُه وثلاث الحشر فاقرأ
واسر في سُود الليالي وتحرك مُستعينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
ركعتان أقل وردٍ حسْب الطاقة فالزم
كل شخص قدر جهد وأحب الشيء أدوم
واقضه إن لم تؤد وبهذا الحزب فاهتم
والليالي كالجمال والسراة الراكبينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
لو تري حال الصحابة وبني الزهرا الأئمة
ظلمة الليل مثابة لهم والأنس ثمة
لازموا بالصدق بابه في مناجاة مهمة
كالإمام أبى الرجال أنزع الوجه البطينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
وعلي بن الحسين كل ليلة ألف ركعة
مسبلاً من كل عين دمعة من بعد دمعة
وهو بين الجنتين في النعيم بكل هجعه
وعلي هذا المثال كان زين العابدينا
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعينا
ثم ذو النورين صلي ركعتين بختمتين
وتجلي الله جلا عند طول السجدتين
¥