في هذا الباب بيان معنى هذه الدعوة الخبيثة، والتي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، حيث زعموا أن المرأة المسلمة مظلومة مضطهدة، معذبة، مقيدة بالأغلال، فدعوا إلى تحريرها، ولكن ليس من الجهل والتخلف، بل من الأمومة والقوامة، وستر العورة، والأدب، والالتزام بطاعة الله تعالى، ثم طاعة زوجها
فهي مؤامرة رجالية شيطانية تدعو المرأة المسلمة للتخلي عن دينها وقيمها، باسم الحرية المزعومة، وأنه لا فرق بينها وبين الرجال بشيء
ففي هذا الباب ردٌّ على أصحاب هذه الدعوة الخبيثة وبيان بطلانها، والتحذير من مروجيها وعلى رأسهم (قاسم أمين)
الباب الثالث والعشرون-القبيسيات:
وهي تنظيم نسائي بقيادة منيرة القبيسي، وجذور هذا التنظيم صوفية وخرافية وجزء من حركة تحرير المرأة
وقد التقيت ببعض أتباعها في الشام، فلهن لباس خاص على الرأس والجلباب له شارة خاصة، وأغلبهن لا يتزوج ويبالغن بالعبادة والتزهد، وعندهن أفكار عن الحياة الزوجية وعن الرجال مغلوطة، ولا يقرأن إلا كتب النساء، وقد تأثرن بعدة مدارس صوفية في الشام، مدرسة الشيخ عبد الكريم الرفاعي، ومدرسة البوطي، ومدرسة الشيخ صالح فرفور ومدرسة الشيخ أحمد كفتارو، وكلها مدارس صوفية، وإن كان بينها تفاوت في الإغراق في التصوف ..
وهنَّ يعملنَ بسرية وفي كثير من الأحيان دون علم أهلهن
وقد اختلفت الأنظار حول هذا التنظيم الجديد ما بين مادح لهنَّ إذا كان من الطرف الأول، وما بين ذامٍّ لهنَّ، وبالبرغم أنهن يقدمن خيرا في صفوف النساء إلا أنَّ هذه الدعوة بهذا الشكل يجعلها مرتعا خصباً للخرافات والانحراف الذي لا يرضاه الله تعالى.
الباب الرابع والعشر ون-حوار الأديان:
فيه بيان أسباب هذه الدعوة وأن القائمين عليها يريدون تمييع العلاقة بين الإسلام والأديان الأخرى، والله تعالى قد أمر بحوار أهل الكتاب بقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران
فأخذ أصحاب هذا الحوار المزعوم – ممن انبهر بحضارة الغرب العفنة وفكرهم النجس- الجملة الأولى من كلام الله تعالى وشطبوا الشروط التي وضعها الله تعالى لهذا الحوار
ونسي أصحاب هذا الحوار أنهم الطرف الأضعف والخاسر، لأن أولئك الكفار والفجار الذين يدعون لمثل هذا الحوار ليس عندهم استعداد للتخلي عن باطلهم، وقد جادل النبي صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران شهرا بلا فائدة ثم أمره الله تعالى بمباهلتهم فأبوا ودفعوا الجزية
وقد انجرف في هذه الدعوة كبار العلماء حتى وصل الأمر بهم إلى أن يقول زعيمهم بالترحم على بابا الفاتيكان الهالك فلعل أصحاب حوار الأديان يرضون عنه، والله تعالى يقول: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (113) سورة التوبة
نعم عندما نكون نحن الأعلون يمكن أن ينجح الحوار، أما ونحن بهذه الحالة من الذل والهوان والتفرق، فلن ينجح هذا الحوار المزعوم
ففي هذا الباب ردٌّ على أصحاب هذه المقولة وبيان فسادها، والتحذير منها
الباب الخامس والعشرون -حوار الحضارات أم صراعها:
في هذا الباب بيان معنى هذه الفكرة والرد على أصحابها، فما كان في يوم من الأيام أن يلتقي أصحاب النار وأصحاب الجنة على صعيد واحد قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (20) سورة الحشر
وما كان أن يتلقي من كان يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا مع من يؤمن بالمادة أو الشهوات أو الأصنام أو البشر أو الأوثان على صعيد واحد
بل هناك حقٌّ وباطل، والصراع بينهما أبديٌّ، قال تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) [الأنفال/8]}
¥